"الثقافة والفن ، ملتقى طرق"، فعالية نظمتها اليوم السبت مؤسسة بيسمنت الثقافية بصنعاء، عرض فيها شيماء جمال رئيسة المؤسسة وعمرو التميمي ممثل المركز الثقافي الفرنسي تجارب شبابية فنية ثقافية في ثلاث مدن بريطانية. و شُرحت هذه التجارب عن طريق عرض صور رسومات الجرافيت في مدينة بريستول، وزيارتهم لمتاحف فنية ومؤسسات ترعى الفن والثقافة في كلاً من لندن وليفربول. بريستول مدينة الرسم الجرافيتي تعد مدينة بريستول رائدة هذا الفن الذي يُرسم على جدران المباني، ونقلت شيماء جمال وعمرو التميمي معاناة شباب هذه المدينة من قبل حكومتهم عندما كانت تمحو كل رسومات الجرافيت وتعتقل رساميها. و أوضحت شيماء أن كل هذه الأعمال القمعية لم تقف أمام الفنانين الذين يقدسون الفن ليعرف العالم هذا النوع من الرسم، و رغم ما حدث إلا أن المجتمع في بريستول كان داعماً لهؤلاء الفنانين الشباب. الفن في اليمن أشادت شيماء جمال بالدور الذي يقوم به الفنان اليمني مراد سبيع لتعريف الناس وتوعيتهم من خلال حملة " لون جدار شارعك " التي قام بها مع بعض الرسامين الشباب في صنعاء. و أوضحت بأن صنعاء تحوي مناطق إرث تاريخي مهمل ثقافياً، و مناطق يمكن أن تستوعب الفنانين الشباب. و في سياق متصل قال الفنان نبيل قاسم (عضو لجنة الأمناء بالمؤسسة): على اليمن أن يهتم بالعمل الثقافي أكثر من السياسي ، لأنه سيرفد ميزانية الدولة بمبالغ طائلة ،التجارب العالمية هي التي تقول ذلك. و أشار نبيل إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية لا تساعد على وجود أجواء فنية، و إن وجدت بعض الأعمال إلا أن العمل فيها سيكون طويل المدى. الفن نقيض التطرف لو أن الموسيقى تصدح في المعمورة لأنتشر السلام في أرجائها، هكذا قال الدكتور ياسين الأكحلي (موسيقي). و أضاف بأن مؤسسة بيسمنت تعمل على إبعاد الشباب عن طرق التطرف، و نقل الموسيقى إلى عقولهم باعتبارهم جيل الحاضر وباني جيل المستقبل. و أشارت شيماء جمال في تصريح ل"يمنات": بالموسيقى والفن بأشكاله المختلفة سيتحقق السلام ، و الفن أكثر سمواً من البندقية والرصاص. و قالت: أنا متأكدة أن المتطرفين لا يستمعون إلى الموسيقى ، ولا يهتمون بالفن. الفن يرفد المجتمع بثقافة تقلده مقاليد الحضارة، وتمحو عنه صفة التطرف، و لكن كيف ذلك والمجتمع يعترك في أزقة الموت باحثاً عن الحياة، و وسائل الإعلام شغلها الشاغل السياسة ورجالها، و لا تقوم بدور التثقيف، و وزارة الثقافة المعنية بذلك لا تقوم بدورها على أكمل وجه. إذاً ما هو مستقبل اليمن؟ إن لم يكن الفن جزءً منه.