كشفت صحيفة محلية عن تفاصيل الرسالة التي وجهتها قبائل مأرب للرئيس هادي. وقات صحيفة "الأولى" إن قبائل عبيدة بمأرب، ومعها قبائل أخرى في وادي نخلا، بعثت برسالة إلى رئيس الجمهورية، طرحت عليه فيها عدة مطالب، على رأسها تجنيد 85 ألف شخص من إقليم سبأ، في الجيش والأمن. وتتمركز قبائل عبيدة، ومعها قبائل أخرى من مأرب، في منطقتي نخلا والسحيل بمديرية الجدعان، حيث يتواجد أيضاً مسلحون يتبعون جماعة الحوثي في منطقة قريبة، واحتمال انفجار الوضع بينهم كبير جداً. وبحسب صحيفة "الأولى" فقد بعثت قبائل عبيدة القريبة من تجمع الإصلاح، بالرسالة مع وزير الدفاع محمود الصبيحي، وطالبوا رئيس الجمهورية بالرد السريع على الرسالة. وكشفت الرسالة عن تكليف رئيس الجمهورية محافظ مأرب، بحماية المشاريع السيادية في المحافظة، بالشراكة مع رجال القبائل. وجاء في الرسالة الموجهة للرئيس: "لا يخفاكم أن الأخ سلطان بن علي العرادة، محافظ محافظة مأرب، مكلف من قبلكم بأن تقوم قبائل مأرب بحماية جميع المشاريع السيادية الموجودة في المحافظة، من المليشيات المسلحة الحوثية والإرهاب، وكان ذلك بحسب توجيهات من سيادتكم للمحافظ وقائد المنطقة ومدير الأمن وقبائل المحافظة، عبر برقية عرضت علينا من قبل قائد المنطقة". وأضافوا: "لعلمكم أننا متواجدون في وادي نخلا والسحيل منذ 3 أشهر، ونحن نصرف على أنفسنا من أموالنا الخاصة، ونؤكد لكم أننا مع الشرعية الدستورية الممثلة في سيادتكم رئيس الجمهورية، ونحيطكم بأننا لا نقبل أي مليشيات حوثية على أرضنا وبلادنا مهما كلفنا الثمن، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا بموجب وصية آبائنا وأجدادنا بالحفاظ على ديننا وأعراضنا والبلاد والعباد والممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري وتنفيذ مخرجات الحوار". وتابعوا: "لذا نرجو من سيادتكم الدعم والمساندة الملموسة في أسرع وقت ممكن". وأكدت قبائل عبيدة في الرسالة: "وقد سمعنا أن الحوثي يطالب بتجنيد 75 ألف جندي من مليشياته"، مضيفين: "ونحن نطالب بتجنيد 85 ألف جندي من أبناء قبائل إقليم سبأ، في القوات المسلحة والأمن، حيث إن 80% من ميزانية الجمهورية اليمنية من خير مأرب". واختتمت الرسالة بالقول: "هذه الرسالة أمانة مع وزير الدفاع لتسليمها لرئيس الجمهورية، ومنتظرون الرد عبر وزير الدفاع، وبأسرع وقت". ووصل وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، إلى محافظة مأرب، أمس، في زيارة مفاجئة، حيث زار مواقع عسكرية، وألقى كلمات أمام الضباط والجنود المرابطين في تلك المواقع. وحسب مصدر مطلع، وصل الصبيحي، وبرفقته أكثر من 50 فرداً على متن طائرتين مروحيتين، إلى معسكر "كوفل" الواقع بمديرية صرواح، والتابع للواء 312، حيث ألقى محاضرة أمام الأفراد والضباط المرابطين بالمعسكر، ثم توجّه إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة وسط مدينة مأرب. وتُعد هذه الزيارة مفاجئة لمعسكر "كوفل" الذي تقع على عاتقه حماية أنبوب النفط بمنطقتي صرواح وحباب. وبحسب المصدر، فقد دعا وزير الدفاع إلى حماية المصالح العامة وأنابيب النفط وأبراج الكهرباء، مطالباً رجال القبائل بإسناد قوات الجيش في حماية المصالح العامة التي ترفد الخزينة العامة بمليارات الدولارات. وأضاف أن وزير الدفاع خاطب القبائل أمام الجيش، داعياً إلى مساندة الدولة، ونبذ الحروب الطائفية والشحناء في ما بينهم. وانتقل وزير الدفاع بعد ذلك إلى المنطقة العسكرية الثالثة، وألقى خطاباً هناك. واستعرض الصبيحي في الكلمة التي ألقاها مجمل المهام وأولويات العمل خلال المرحلة المقبلة، وجملة التحديات والصعوبات التي تعترض القوات المسلحة، ومنها الإرهاب والتهريب والتخريب، وعلى وجه الخصوص تخريب خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط، الذي يتسبب بخسائر فادحة للاقتصاد الوطني، ويلحق ضرراً بالغاً بمصالح الناس وحياة المواطنين، داعياً أهالي مأرب الحضارة والتاريخ، إلى التعاون مع وحدات المنطقة العسكرية الثالثة في التصدي للمخربين والإرهابيين وقطاع الطرق، وتلقينهم دروساً في الوطنية والأخلاق. وقال: "ليس من شيم أبناء مأرب الشرفاء السكوت على ما يحدث من عبث وإهدار للمقدرات الاقتصادية للوطن، وقد آن الأوان لوضع حد لهذا العبث، وإيقاف نزيف الاقتصاد وعدم الاستقرار في المحافظة". ووجه في سياق كلمته قادة الوحدات العسكرية والمقاتلين بالتصدي بحزم لكل أشكال الإرهاب والتخريب في المحافظة، بالتنسيق والتعاون مع السلطات المحلية ومشائخ وأعيان المنطقة، الذين بطبيعتهم وشيمهم ينبذون هذه الأفعال الشنيعة الدخيلة على أخلاق ومواقف أبناء المحافظة. وأضاف: "المهمة الرئيسية التي تقف أمامنا اليوم هي إعادة الاعتبار لهيبة ومكانة القوات المسلحة كمؤسسة وطنية رائدة انبثقت من الشعب، ودافعت عن حرياته وقيمه ومصالحه، وعن ثورته المجيدة ال26 من سبتمبر وال14 من أكتوبر، وقدمت قوافل من الشهداء لنصرة أهدافه ومبادئه ومصالحه العليا". وتابع: "لا يمكن أن تتوقف اليوم أو تتهاون مع ما يخل بمكانتها وهيبتها وعزتها الشامخة شموخ جبال اليمن في كل قلوب الوطنيين الشرفاء الغيورين على وطنهم وأمتهم، الباذلين الدماء رخيصة في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والتقدم، وبما من شأنه الخروج الآمن بالوطن إلى بر الأمان تحت قيادة الأخ الرئيس القائد عبد ربه منصور هادي، وكل القوى المناضلة والخيرة من أجل تقدم الوطن وأمنه واستقراره". كما دعا المقاتلين في عموم وحدات القوات المسلحة، إلى وضع مهام التدريب ورفع الجاهزية القتالية والفنية والمعنوية في سلم اهتماماتهم، وأن يبقوا دوماً في جاهزية دائمة ورفيعة لتنفيذ المهام والواجبات المسندة تحت مختلف الظروف والأحوال، وأن يحملوا بأيديهم النفوس رخيصة، ويضحوا من أجل الوطن، ويصبروا ويرابطوا من أجل مستقبل مشرق ومبشر بالخير، في ظل تكاتف جهود أبنائه من أبطال القوات المسلحة والأمن وكل القوى السياسية والاجتماعية الذين يؤثرون مصالح الوطن العليا على كل المصالح والانتماءات الضيقة.
