ما زالت الأنباء التي تداولتها وسائل اعلام عربية و محلية عن مغادرة اللواء الركن محمود الصبيحي العاصمة صنعاء، غير مؤكدة، و بحاجة لمصدر مستقل أو مقرب من اللواء الصبيحي لتأكيدها. و تشير الأنباء المتداولة أن اللواء الصبيحي، غادر العاصمة صنعاء، و أن حراسته الشخصية وصلت مدينة عدن، جنوب البلاد. الصبيحي لا يزال صامتا أمام الضخ الاعلامي لنبأ مغادرته صنعاء و الذي روجت له وسائل اعلام الاصلاح و بعض وسائل الإعلام المقربة من "صالح" و اندفعت نحو الترويج للخبر قناة العربية الحدث المقربة من النظام السعودي. صمت اللواء الصبيحي أمام هذا الضخ الاعلامي، يضع عددا من علامات الاستفهام، فالرجل الذي أصبح خلال الشهرين الأخيرين لغزا محيرا، زاد الليلة من الحيرة المضروبة حوله، و زادت الألغاز التي يصعب بل و يستحيل حلها. ظهور الصبيحي في فعالية الاعلان الدستوري في ال6 من فبرائر المنصرم، أثارت تساؤلات و فتحت المجال أمام مئات التكنهات، لكنه ذهب في اليوم التالي لترؤس اجتماع اللجنة الأمنية العليا التي شكلتها اللجنة الثورية للحوثيين، تماما كما يحصل الليلة.. فهل سيقلب الصبيحي التوقعات و يذهب بعيدا عن هذا الضخ الاعلامي الذي يروج لمغادرته صنعاء، تماما كما روج البعض حضوره فعالية الاعلان الدستوري بأنه جاء تحت الاكراه. قبول الصبيحي بتولي رئاسة اللجنة الأمنية العليا التي شكلتها ثورية الحوثيين، مثل انتصارا للجماعة، التي كسبت رجل بحجم اللواء الصبيحي، غير أنه في حال صحت مغادرته صنعاء الليلة، ستمثل خسارة فادحة للجماعة، التي كانت تراهن على قيادته لمعركة مأرب المؤجلة مع مسلحي الاصلاح و عناصر القاعدة. حيكت حول الصبيحي كثير من الحكايات، غير أنه ظل ملتزما الصمت ليزيد الغموض المضروب حوله غموضا تحول إلى لغز محير.. قيل عن الرجل أنه يرفض أن يجد نفسه في صف السعودية و دول الخليج، مفضلا البقاء في صنعاء، اعتبرها البعض حلا للغز بقاؤه في صنعاء و قبوله برئاسة اللجنة الأمنية العليا والقيام بأعمال وزارة الدفاع، غير أن هذا الحل يبدو اليوم أمام اختبار حقيقي لما ذهب إليه البعض، مبررين وقوف الصبيحي في صف الحوثي. الساعات القادمة ستكشف حقيقة مصير الصبيحي، الذي يتلهف الشارع اليمني للأخبار المتعلقة به، خاصة و أن الرجل بات يفضل الصمت في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن. والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن: هل سيرجح الصبيحي كفة هادي في حال ترك صنعاء و غادرها صوب عدن..؟ و تظل الاجابة على هذا السؤال مرهونة بالإجابة عن حقيقة ترك الصبيحي لصنعاء.. متابعون يرون أن مغادرة الصبيحي لصنعاء رسالة واضحة لجماعة الحوثي بأن عناصر التفوق التي تتمتع بها ستبدأ تفقدها واحدة بعد أخرى، و هي في الوقت ذاته رسالة قاسية للجماعة مفادها أن قبضتها الأمنية بدأت تضرب في أهم حلقات قوتها.