انشغل الرأي العام اليمني خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية بواقعة مغادرة اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي، وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المستقيلة، صنعاء، فيما أصيبت جماعة الحوثي بالإرباك والذهول من الخروج المفاجئ للصبيحي، ولم يصدر عنها بعد أي تعليق رسمي عن الواقعة. و وصل الصبيحي، أمس، الى مسقط رأسه في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج -جنوباليمن- عقب تمكنه من الإفلات من قبضة الحوثيين الذين عينوه بعد انقلابهم على الشرعية الدستورية وسلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيساً للجنة الأمنية العليا التي تعد أعلى سلطة عسكرية وأمنية في البلاد. و نقلت صحيفة "الخليج" الاماراتية، عن مصدر مقرب من الصبيحي، بأنه استطاع مغادرة صنعاء عقب تناوله وجبة الغداء في منزل وزير الداخلية اللواء الركن جلال الرويشان، عبر موكبين من السيارات للتمويه على مسلحي الحوثي، حيث تحرك الموكب الأول باتجاه محافظة مأرب وهو الذي كان على متنه الصبيحي وسلك طرقاً صحراوية ووعرة مروراً بمناطق حدودية بين محافظتي شبوة والبيضاء ومن ثم إلى يافع قبل وصوله إلى منطقة الصبيحة. و سار الموكب الثاني، بحسب المصدر، عبر طريق الحديدة ودارت اشتباكات مسلحة بين أفراده والمسلحين الحوثيين المتمركزين بكثافة في منطقة الخوخة الساحلية انتهت بإصابة شخصين وإحراق طقمين واحتجاز عدد من أتباع الصبيحي تم الإفراج عنهم لاحقاً واضطروا للسير مسافة طويلة مشياً على الأقدام قبل وصولهم إلى مناطقهم. و حسب الصحيفة، فإن مسلحي جماعة الحوثي، قتلوا أحد حراس الصبيحي في تلك الاشتباكات، كما ان الجماعة اختطفت أكثر من 30 فرداً من قوة الحراسة الخاصة اللواء الصبيحي، البالغ عددها 80 فرداً. و في وقت متأخر من مساء السبت اقدم مسلحو الحوثي على اقتحام منزل الصبيحي في صنعاء وتفتيشه ومن ثم نهبه، بعد ورود معلومات عن نجاح خروجه من صنعاء. و يأتي تمكن اللواء الصبيحي من مغادرة صنعاء بعد اسبوعين من إفلات الرئيس هادي من قبضة جماعة الحوثيين، الذين أحكموا سيطرتهم على عاصمة البلاد منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي. و كان اللواء الصبيحي، وهو القائد المعروف بانضباطه العسكري، مثار جدل واسع بعد حضوره فعالية ما سُمي "الإعلان الدستوري" من قبل الحوثيين في 6 فبراير/شباط الماضي، بالقصر الجمهوري بصنعاء وتكليفه من قبل ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" بتولي مهام وزير الدفاع ورئاسة اللجنة الأمنية العليا للبلاد، ومن ثم ظهوره في جلسات اجتماعات اللجنة الأمنية، فيما كان الرجل قد اتخذ مواقف مناهضة لتمدد الحوثيين في المحافظات وحذرهم من الدخول الى محافظة تعز، التي تقع تحت إمرته في المنطقة العسكرية الرابعة، قبل ان يُعين في حكومة المهندس خالد بحاح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. و تردد حينها أن الصبيحي أحضر قسراً الى فعالية الإعلان الدستوري، وان قبوله لاحقاً لتكليف لجنة الحوثيين الثورية وممارسة عمله في وزارة الدفاع واللجنة الأمنية العليا، يأتي ضمن نية مبيتة لديه لكسب الوقت والتحضير لخروج آمن من صنعاء. و تعرض الصبيحي كغيره من وزراء حكومة بحاح المستقيلة للحصار في منزله وفرضت الاقامة الجبرية عليه قبل الإعلان عن تكليفه بمهام وزير الدفاع.