إنها شاعرة عشقت الشعر فخاضت بحره وأجتاحت شواطئة..وأعلامية لها مكانتها الكبيرة لدى جمهورها الواسع أناملها لا تصيغ غير الذهب وفاها لا ينثر إلاّ درراً.. الأعلامية والشاعرة الليبية / بشرى الهوني .. أجرينا معها هذا الحوار.. من هي بشرى الهوني ؟ هي إنسانة تعشق سحر الحرف والبوح بالكلمة الصادقة الدافقة بالمعاني الجميلة ... وهي كاتبة تهوى الشعر وتزاول الإعلام منذ سنوات عدة خاضت خلالها غمار هذا المجال الزاخر بكل جديد ومفيد !!! أنت شاعرة وصحفية ومذيعة ... أيهما أحب إليك؟ لطالما آمنت بأن الشعر والصحافة والتقديم فروع عدة لشجرة وارفة ثمارها الإبداع وجذعها الكلمة لذا لا يمكنني بأي حال المفاضلة بينها رغم اختلاف طبيعة علاقتي بكل منها فصلتي بالشعر لا تخلو من مراوحة بسبب المزاجية في تلقي الإلهام الشعري والتفاعل معه بأريحية وصفاء لا حدود لهما ... أما المجال الإعلامي فمؤطر بقواعد وأسس لا بد من الإلتزام بها لبلوغ الهدف وإيصال الرسالة المنشودة بكل وضوح ودقة ومصداقية دون إغفال لعنصر الآنية ! متى كانت البداية وكيف ؟ بدايتي مع الشعر مبتورة من الذاكرة فعشقي له ترعرع معي ورافق طفولتي أما أول قصيدة قمت بنشرها فكانت سنة 2001 وكانت قصيدة عمودية عاطفية بعنوان " وضاع حلمي " أما حلمي الإعلامي فبدأت محاولاتي لتحقيقه منذ تخرجي من كلية الصحافة وعلوم الإتصال بتونس حيث التحقت للعمل كمحررة صحفية بجريدة العرب العالمية لمدة أربع سنوات قبل أن أبدأ تجربة الإعداد والتقديم التلفزيوني من خلال قناة حنبعل التونسية ومن ثم كان التحاقي بقناة الجماهيرية الأولى ببلدي ليبيا والتي قدمت من خلالها مجموعة من البرامج الحوارية !!! الشعر الحر أقرب إليك حسب اعتقادي لماذا؟ لا يمكنني إدراج نصوصي تحت هذه التسمية أو تصنيفها تحت إطار واحد ... صحيح أنني أحب التمرد في قصائدي وأمنحها هامشا من الحرية من خلال البحث الدؤوب عن حيز أكبر يتيح لي الإبحار في براحات أكبر من عوالم الشعر الرحبة ولكنني أظل رغم كل جموحي أحترم القافية ولا أخل بالإيقاع ... باختصار أحاول دوما احترام قواعد الشعر وإن لم تكن نصوصي عمودية!!! ماذا قدمت للمرأة الليبية خاصة والعربية عامة؟ معظم نصوصي عبارة عن رسالة خاصة إلى حواء أحاول من خلالها التعبير عن حقيقة طموحاتها ومعاناتها في آن واحد ... أسعى لتحفيزها وتعزيز ثقتها بوجودها لتتجاوز آلامها وتحقق آمالها.. "كبرت عليك بالآتي " ، "امرأة من برج النار"، "سامحني" ... جميعها نصوص تدل على أنك تكنين شيئا ما للرجل غير جميل ... ماردك ؟ نعم ، أستنكر الكذب والغدر والخداع سواء كان من الرجل أو المرأة وكوني أتحدث بلسان الأنثى فعادة ما يكون الطرف الآخر في مثل هذه العلاقة التصادمية رجلا ولكنني سبق وأن تحدثت عن رفضي لهذه الصفات حتى وإن وجدت في المرأة فهي كالرجل ليست معصومة من الزلل !!! هل الرجل خدم المرأة أم العكس وكيف ؟ العلاقة بين المرأة والرجل كانت ومازالت وستظل علاقة تكاملية لا يمكن الحديث معها عن خادم ومخدوم فبعيدا عن الشعارات الزائفة وكل النداءات الواهمة بالمساواة التامة بين المرأة والرجل، تظل لكل منهما خصوصيته وشخصيته التي ميزه بها الله سبحانه وتعالى وبالتالي لا غنى لهما عن اتباع القانون الإلهي وسيظلان ثنائيا لازما متلازما يساهم كل طرف فيه في اكتمال الآخر ودعمه وهذا هو الوضع الطبيعي !!! ما الذي تكرهينه في الرجل ... بصراحة؟ يزعجني في الرجل البخل والأنانية وانعدام احساسه بالمسؤولية!! نعود إلى مهنتك ونسألك عن أهم أعمالك الإعلامية ؟ منذ التحاقي بقناة الجماهيرية سنة 2006 قدمت ما لا يقل عن 6 برامج .. ولكن أقول وبكل صراحة أن ما أطمح إليه من إنجاز لم أقدمه بعد ... آمل أن أتمكن يوما من إعداد وتقديم برنامج إجتماعي ذي شكل ومضمون يمس مشاغل الناس ويشاركهم همومهم ويساعد ولو بقدر ضئيل في حلها بعيدا عن المساومات التجارية و الأكاذيب السياسية ... أطمح أن أكون من خلال هذا البرنامج أكثر قربا من الناس في كامل أنحاء العالم العربي. " تراتيل السراب " كيف استقبله الجمهور وياترى هل حقق نجاحا ملموسا ؟ لقد صدر الديوان في أواخر سنة 2008 ومن خلال متابعتي لعملية تسويقه أستطيع الجزم بأن الإقبال عليه فاق نطاق توقعاتي وهذه نعمة من عند الله الذي يحب إن أنجز المسلم عملا أن يتقنه!!! ما الذي يعجبك في الرجل وكذلك المرأة؟ كل الصفات الطيبة والقيم النبيلة في الإنسان تستحق التبجيل والإحترام ولعل من أهمها قوة الإيمان التي من شأنها أن تصنع قوة الشخصية وتزرع الصبر و الحكمة والمصداقية في القول والفعل على حد سواء !!! ما مكانة الرجل لدى بشرى الهوني ؟ هو الخصم حينا والحكم حينا آخر ولهذا أجده الشخصية الفاعلة في معظم كتاباتي وهذا فضل أدين به للرجل !!! وماذا عن الزواج ؟ هو نصف الدين وسنة الحياة وهو المفترق الذي له أن يبلغنا قمة النجاح أو يأخذنا نحو الهاوية وفي كلا الحالتين يظل القرار ملك أيدينا لذا لا بد أن يكون هذا الرباط المقدس نتيجة تفكير عميق كي يكون قدوة لا مجرد نزوة ! ما الذي تحبينه في الحياة وما الذي تكرهينه؟ أحب التواضع والطموح والإنفتاح على الآخرين ... أعشق السفر والصداقة والتصوير، أكره الحاقدين عندما يتعالون على المستضعفين في الأرض .. ما قولك في الكلمات الآتية : الشعر ، الحب، الزواج، الشاشة، المرأة؟ الشعر قبس من روح ، الحب سر الحياة ، الزواج هو السهل الممتنع ، الشاشة مرايا للروح قبل الوجه ، المرأة رمز للعطاء!!! أربع وردات لمن تهدينها؟ وردة لكل من آمن بالله ورسوله + وردة لكل من أحب في الله + وردة لكل من أعطى لوجه الله + وردة لك يا صديقي ولكل من يقرأهذا الحوار ! ماذا تقولين في ختام اللقاء؟ يكفي أن أقول لك أنني من الشاكرين لمنحك لي هذا البراح الجميل من أجل البوح بمكنون روحي وفكري والتواصل مع الآخرين و أتمنى من كل قلبي كل الخير والنماء لأهلنا في اليمن السعيد والأماني موصولة لكل الأمة العربية والإسلامية!!!