سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيسة منظمة صحافيات بلا قيود توكل عبد السلام ل العرب اليوم : لا وجود لحرية الصحافة باحتكار الدولة لوسائل الإعلام 50% من السكان اميون والأفلام وسيلتنا لنشر ثقافة حقوق الإنسان
توكل عبد السلام, رئيسة منظمة صحافيات بلا قيود وكاتبة صحافية في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية, عضو اتحاد الصحافيين العرب والدوليين, وعضو تحالف صحافيين لمناهضة الفساد. قادت العديد من الاعتصامات والتظاهرات ضد الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان, وشاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد والمطالبة بحقهم في الشراكة في السلطة والثروة, كما انها ساهمت في صياغة العديد من التقارير السنوية الراصدة لحرية التعبير, وأخرجت العديد من الأفلام التسجيلية المعنية بالحقوق والحريات في اليمن منها فيلم دعوة للحياة حول ظاهرة الانتحار في اليمن, فيلم المشاركة السياسية للمرأة في اليمن, وفيلم تهريب الأطفال في اليمن. التقتها العرب اليوم وكان هذا الحوار: * في البداية, لا بد من الحديث عن سبب إطلاق منظمة صحافيات بلا قيود, وما هي اهم الطموحات التي تسعون الى تحقيقها عبر هذه المنظمة? - السبب هو زيادة القيود المضروبة على حياتنا العامة والخاصة لا سيما المرأة والتسمية تعبر عن تطلعاتنا الحرة بواقع افضل ومستقبل بلاقيود وحرية من دون سقف اهم اهدافنا هي العمل على تحرير الاعلام بحيث يغدو حق امتلاك وسائل الاعلام مقروءة ومسموعة ومرئية كحق الاطلاع عليها متاحة للجميع من دون قيود وللأفراد والمنظمات والأحزاب. نعتقد ان كل شيء مرهون بحرية الاعلام ومنها الحقوق الديمقراطية والسياسية للمواطنين التي تحتاج الى ان تصبح واقعا معاشا في حياة الناس الى ان تغدو ثقافة وطموحا مجتمعيا ولن يتأتى ذلك من دون منابر إعلام تبث مفاهيم التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان بين الناس. * أشرفت وأخرجت العديد من الأفلام التسجيلية المعنية بالحقوق والحريات والحكم الرشيد في اليمن منها فيلم دعوة للحياة حول ظاهرة الانتحار في اليمن, وفيلم المشاركة السياسية للمرأة في اليمن وفيلم تهريب الأطفال في اليمن...... ما دور هذه الافلام في زيادة الوعي واحداث التغيير? - نحن نراهن على دور الأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية والإذاعية في تعزيز الوعي بالحقوق الديمقراطية والمدنية ونشر ثقافة حقوق الانسان والدفاع عنها وكذلك مكافحة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد, وحقيقة نستطيع ان نقول انه بأفلامنا استطعنا بث الوعي الحقوقي والديمقراطي إلى اكبر جمهور ممكن, خاصة أن اليمن بلد 75% منه ريف, و50% على الأقل من سكانه أميون مصدر معلوماتهم الوحيدة هو التلفاز والراديو, والحمد لله نشرت افلامنا وبرامجنا على أكثر من 4 قنوات فضائية, واستطعنا ان نساهم في إيصال بعض المفاهيم التي نريدها, ونسلط الضوء على القضايا الخطرة والشائكة والتحذير منها كظاهرة الانتحار مثلاً وتهريب الأطفال, أو الترويج لها كالمشاركة السياسية للمرأة, وقد انتهينا الآن من انتاج أفلام عديدة مهمة منها فيلم الحاضر الغائب وهو عبارة عن فيلم تسجيلي يقيم أداء مجلس النواب اليمني في التشريع والرقابة والمساءلة, وكذلك فيلم الحرب الصامتة وهو يتحدث عن الحوادث المرورية في اليمن التي تقتل المئات من اليمنيين اسبوعياً, وأخر عن استيراد الموت يتحدث عن استيراد المبيدات الزراعية التالفة والمحظورة التي أدت إلى انتشار امراض السرطانات في اليمن. * على ماذا يعتمد مستقبل الصحافة اليمنية, وما الواجب لضمان استمرارها بالشكل الصحيح? - يعتمد على انتزاعنا حق امتلاك وسائل الاعلام مقروءة ومسموعة ومرئية للجميع افرادا ومنظمات واحزابا كحق نمارس فيه حريتنا في التعبير عن الرأي والفكر ومخاطبة الجمهور من دون قيود او حدود. يعتمد كذلك على حق الناس في الحصول على المعلومة وتداولها, وأن الشأن العام هو شأن العامة يعتمد على عدم وجود محظورات للنشر ومعاقبة الصحافي على الرأي والنشر, وعدم وجود محاكم استثنائية خاصة به, كما هي الحال بالنسبة لنا في اليمن حيث تم إنشاء محكمة غير دستورية استثنائية متخصصة بالصحافيين, وهي فعلاً متخصصة بمعاقبة الصحافيين. * اين دور نقابة الصحافيين اليمنيين في الدفاع عن مصالح أعضائها, وما طبيعة علاقتها مع وزارة الاعلام? - كثير من اعضاء النقابة موظفون في وسائل الاعلام الرسمية وهم يخضعون للضغوطات الحكومية ويتبعون توجهات الحكومة ومع ذلك فهي تقوم بدور مهم في مناهضة الانتهاكات التي تطال الصحافيين, ويكفي انها ترفض ان تبرر للحكومة انتهاكاتها بحق حرية الصحافة, ولطالما ارادت الحكومة أن تجعل من نقابة الصحافيين وسيلة لتمرير القوانين المكبلة للحريات والمليئة بالقيود لكنها تبوء بالفشل. * الى اي مدى تقبل المجتمع اليمني وجود صحافة نسائية? وهل حققت الصحافة النسائية الاهداف المرجوة من وجودها? - من خلال تجربتي الشخصية, وتجربة كثير من الصحافيات اليمنيات وحتى الناشطات الحقوقيات والسياسيات, هناك استعداد كبير لدى المجتمع اليمني لمساندة المرأة وفي مقدمتهم المرأة الصحافية, خاصة ان أغلب الصحافيات اليمنيات اللاتي برزن في اليمن كن في كتاباتهن أكثر جرأة وصدقا في الدفاع عن الحقوق والحريات ومكافحة الفساد, فأصبحن محل افتخار واعتزاز لدى كثير من الناس من المجتمع اليمني, وكثيراً ما نجد الناس حين يرون امرأة ناشطة في الشأن العام سواء في المجال الصحافي او الحقوقي أو السياسي, يسمعون لها, وينادونها دوما باسم الملكتين السابقتين لليمن بلقيس وأروى. المعيق الأهم الذي تواجهه المرأة اليمنية هو العائلة, فإذا استطاعت ان تتجاوز مشكلة العائلة وخرجت للشان العام, فإن المجتمع بشكل عام يقف لجوارها ويساندها. * هل وصلت الصحافية اليمنية الى مرحلة الاحتراف الصحافي والمهني في ادارة الصحيفة دون مساعدة الرجل? - الصحافية اليمنية وصلت إلى مرحلة الاحتراف في التعبير عن هموم الناس وملامسة همومهم وقضاياهم, وفضح الفساد ومكامن الاختلالات, لدينا أقلام نسائية رائعة كانت في مقدمة الصفوف, وخاضت معركة شرسة من أجل الانتصار للحقوق, وأنيسة محمد علي عثمان أول كاتبة صحافية يصدر ضدها حكم بالسجن لمدة ثلاثة اشهر نتيجة كتاباتها المناهضة للظلم. أما في مستوى إدارة الصحيفة, أنا على يقين أنه لو تمكنت النساء من رئاسة صحف وقنوات وإذاعات, لتصدرت صحفهن ومؤسساتهن الإعلامية قائمة النجاح, كما هي الحال في كثير من المؤسسات التي تديرها نساء, لكن للأسف حتى الان لدينا صحيفة واحدة نصف اسبوعية تديرها امرأة, اضافة إلى صحيفة الأيام المستقلة والمصادرة منذ ايار ,2009 اللتان تكاد ان تكونان الصحيفتين الأكثر مؤسسية ونجاحا في اليمن. لكن للأسف حتى الآن لم تتمكن النساء من امتلاك صحف, هناك ثلاثة طلبات على الأقل لدى وزارة الإعلام اليمنية من قبل صحافيات يمنيات لإصدار صحف, إلا أن الوزارة ترفض منحهن الترخيص كبقية الصحافيين بالطبع حيث انها لا تمنح التراخيص إلا للمرضي عنهم من قبل السلطة طبعاً. إلا انني في الوقت نفسه اعتقد أنه إذا تمكنت الصحافيات اليمنيات من امتلاك او رئاسة تحرير صحيفة بالتأكيد لن تدير صحيفتها بمعزل عن اخيها الرجل.. طبعا من منطلق إيماننا بأهمية وضرورة الشراكة مع الرجل من أجل صحافة حرة ومهنية وليس من منطلق مساعدة الرجل المرأة, او العكس, وبالتالي نحن شركاء وسنعمل معاً كشركاء وكل منا لا يستغني عن الآخر. العرب اليوم - آيه الخوالدة