يعيش صلاح محمد مع زوجته وأطفاله الثلاثة (حبيب وصفاء وشاكر) في غرفة متواضعة لاتكاد تحميه من أمطار الصيف أو برد الشتاء صباح كل يوم يتجه صلاح إلى إحدى الشوارع كغيره من المهمشين ليعمل خرازا للأحذية .... أحيانا يوفق في توفير متطلبات العيش إلى أسرته وأطفاله وأحياناً يعود بخفي حنين .
منذ سنين وصلاح يحلم بالتسجيل في الضمان الإجتماعي وبالفعل أوشك حلمه أن يتحقق أيام العيد على يد امرأة تدعي ارتباطها بالضمان الإجتماعيٍ تقول زوجة صلاح محمد “ قدمت المرأة أيام العيد إلى قرية القحاف ...كانت لابسة جلباب ..قالت إنها من إب وزوجها من حضرموت ..كانت تحمل كاميرا وكشف كانت تسجل فيه الحالات الفقيرة ففرحت كثيرا وبعد أن سجلت اسمي قالت ضروري أدخل معها المدينة ليتأكدوا من شخصيتي كما أصرت علي باصطحاب طفلي الصغير “شاكر" البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر ليتأكدوا إني متزوجة.
لم أكن أعلم بما تنوي ، دخلت أنا وطفلي الصغير وكذلك "فرحان" ابن الجيران ..ركبنا الدباب من الحوبان إلى قلب المدينة حتى وصلنا مركز المهيوب ...هناك طلبت مني أن أنتظرها كي تسجل الطفلين وبعد دقائق عاد الطفل فرحان وحيدا بعد أن أعطته ألف ريال ليشتري له بطاط تواصل أم شاكر والدمع على خدها: انتظرت عودتها وطفلي ولكن لم تعد، بدأ القلق ينتابني فدخلت المبنى وبحثت عنها فلم أجدها فتأكدت أنها خرجت من الباب الخلفي للمركز ومعها ابني شاكر أسرعت إلى قسم الباب الكبير لأبلغهم بالحادث فأبلغوا البحث وبحثوا عنها داخل المركز فلم يجدوها ثم واصلت الحديث : طفلي فيه ميسم تحت السرة أين أبحث عنه في بيوت الناس ؟ ماحد يصدقني أما والد الطفل شاكر فقال : لقد بحثت عن شاكر في كل مكان رحت إلى الراهدة إلى عدن, بحثت في كل مكان ولم أجده.