واصل مجلس النواب اليوم استعراض تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة الميزانية العامة للدولة للعام 2011م البالغة تريليون و 519 ملياراً بحضور نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط، ووزير المالية، وسط مقاطعة نواب المعارضة والمستقلين واعتصامهم أمام بوابة المجلس لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على التصويت على قانون ولجنة الانتخابات. وشكك التقرير بفعالية إجراءات الحكومة لمواجهة الفقر، لافتاً إلى ارتفاع نسبته في اليمن من نحو 34% العام الماضي إلى حوالي 43% العام الحالي.
وعبر عن القلق من تخفيض إنفاق موازنة العام المقبل كون التخفيض كإجراءات تقشفية. جاء على حساب النفقات الاستثمارية المتراجعة إلى 20% مقابل 28% السنة الجارية في الوقت الذي زاد الإنفاق الجاري إلى 80% مقارنة ب72% هذا العام. واتفقت اللجنة مع الحكومة على زيادة مخصصات مشاريع الطرق ب12.5 مليار ريال لتصل اعتماداتها السنة المقبلة إلى قرابة 99 مليار ريال. وكذا إضافة 900 مليون ريال لكهرباء الريف لتبلغ مخصصات الكهرباء إلى ما يقارب 35 مليار ريال.
وفيما يتعلق بالتفخيم (ارتفاع الأسعار) أفادت الحكومة اللجنة البرلمانية بأن الأسعار سترتفع إلى قرابة 10% منخفضاً عن هذه السنة التي زادت فيه الأسعار بنسبة تقارب 11%. وقدر الإنفاق في موازنة 2001م بتريليون و821ملياراً و 533 مليون ريال بانخفاض 477 ملياراً و 956 مليون ريال عن هذا العام. فيما العجز الكلي إلى 313 مليار ريال بنسبة 3.7% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ب8.2% السنة الحالية.
وأوصت اللجنة في ختام تقريرها بالموافقة على الموازنة مع الأخذ بالملاحظات الواردة التقرير، وأرجأ المجلس مناقشة التقرير والتصويت على الموازنة في جلسة قادمة. وفي اتجاه آخر واصلت الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك والمستقلين مقاطعتها لجلسات البرلمان لليوم الثالث على التوالي والاعتصام في بوابة المجلس احتجاجاً على الإجراءات التي أقدمت عليها كتلة المؤتمر قبل أسبوعين بالتصويت على قانون الانتخابات وتشكيل لجنة انتخابات من القضاة. عضو كتلة المؤتمر النائب علي العمراني دعا حزبه وأحزاب المشترك للوفاق والاتفاق للخروج من الأزمة السياسية الراهنة. وقال في تصريح خاص ل(مرصد البرلمان ) إن "الاتفاق هو الأساس الذي ينبغي أن يبنى عليه يمن الغد، لأننا قد جربنا الشقاق والاختلاف خلال عشرين عاما ولم نجني غير الألم والإحباط". وأعرب العمراني عن أمله في أن "تسفر الحكمة اليمانية عن وجهها من جديد وأن يجتمع اليمنيون على كلمة سواء" . وتطرق العمراني لقضية اعتقال القيادي في الحزب الاشتراكي المعارض محمد غالب أحمد معبراً عن أسفه لذلك الإجراء في حق شخصية قال إنه لا يوجد أدنى شك في وطنيتها ووحدويتها. واستبعد ما قيل من اتهام غالب بدعم التوجهات الانفصالية أوالتحريض على إفشال بطولة خليجي عشرين قائلاً" لا أظن أنه ساعد يوماً ما في عمل من شأنه زعزعة وحدة الوطن واستقراره".
وأضاف العمراني" كان غالب منذ بواكيره الأولى ومازال وحدوياً أصيلاً ومن الصعب أن يتخلى أمثاله عن تمسكهم بوطنيتهم بدليل تسميته لأبنائه باسمي صنعاء وذي يزن"، مطالباً بالإفراج عنه في أسرع مايمكن تقديراً لوطنيته الراسخة. ...