فضل شهر رمضان الكريم على غيره من الشهور بما يحمله من فريضة الصوم التي تميزه عن باقي شهور السنة كما إن رمضان شهر الغاية منه هى تقوى الله وله حكمه وفوائد عظيمة روحية وجسدية وخلقية واجتماعية، فالصوم مطهر للجوارح من فعل المحرمات مهذب للنفوس بالتورع عن الشبهات مهذب للنفوس مربى للخلق كابح للشهوات مقو للإرادة قامع للنزوات يجدد فيه المسلمون ذاكرتهم تجاه رسالتهم ويستشعرون فيه مسئوليتهم ويوقظون فيه معانى الخير والبر والتكافل الاجتماعي ويتزودون فيه بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تزكى أرواحهم. ويقول الدكتور شريف عبدالهادى أستاذ القلب بمعهد القلب القومي ان الصيام مفيد جدا لمريض القلب وخاصة لمرضى شرايين القلب ومرضى الذبحة الصدرية ومرضى جلطات القلب ومرضى ارتفاع ضغط الدم الذى يمثل الانفعال لهم سبباً اساسياً لمرضهم حيث يدعو الصيام إلى التسامح وعدم الانفعال والتوتر والشجار كما ان الصائم يمتنع عن التدخين خلال ساعات الصيام الطويلة حيث ان التدخين سبب مهم لإمراض القلب كما ان فقدان الجسم للوزن الزائد نتيجة للصيام يقى الجسم من امراض السمنة والبدانة كما ان المجهود العضلى المصاحب للصلاة من فروض ونوافل وتراويح وما يمثله من رياضة مفيدة لمرضى القلب والأصحاء ومع التقدم فى صناعة الدواء وتوفر الأدوية الحديثة ممتدة المفعول التي يستمر مفعولها بالجسم لمدة تصل إلى أربعة وعشرين ساعة أمكن لمريض القلب الصيام بأمان حيث يمكنه تناول دوائه أثناء فترة الإفطار ويستمر مفعول الدواء خلال فترة الصيام بجسمه وبذلك يصبح قلب المريض محمياً بالدواء أثناء فترة الصيام وعموما فإن الصيام مسموح لمرضى القلب جميعا فيما عدا عدد قليل منهم ممنوعين من الصيام وهم مرضى جلطات القلب الحديثة ومرضى الذبحات الصدر غير المستقرة ومرضى هبوط القلب الغير مستجيبين للعلاج، والمرضى الذين اجريت لهم عمليات فى القلب سواء بالتدخل الجراحى أو بالقسطرة خلال شهر. وننصح مرضى القلب سواء الصائمون وغير الصائمين بالابتعاد عن التعرض لاشعة الشمس المباشرة والتواجد فى الأماكن المزدحمة مرتفعة الحرارة وان يتم تعويض الفاقد من العرق عن طريق تناول السوائل بكثرة خاصة الماء مع عدم بذل الصائمين منهم اى مجهود جسمانى خاص أثناء فترة الصيام. وينصح الدكتور شريف عبد الهادى مريض القلب الصائم بان يبدأ إفطاره بتناول الشوربة الساخنة لتجهيز المعدة لتناول وجبة الإفطار مع الابتعاد عن تناول السوائل المثلجة مع تناول وجبة متوازنة من الخضراوات المطبوخة واللحوم قليلة الدهون وأن يتم نزع جلد الطيور ويفضل المشوى منها والمسلوق مع الحرص على تناول السلطة الخضراء والفاكهة الطازجة مع الإقلال من تناول الحلويات بعد الإفطار مع الحرص على عدم ملء المعدة بالطعام وان يكون ثلثا للطعام وثلثا للماء وثلثا للهواء ويمكن تناول قليل من الحلويات او الفاكهة حوالى الساعة الحادية عشر مساء مع تأخير وجبة السحور وان تتكون من الفول والجبن والخضراوات خاصة الجرجير مع تناول الزبادي مع مراعاة الإقلال من الملح وعدم اكل الأطعمة عالية الملوحة مثل الفسيخ والسردين المملح والطرشى وغيرها من الأطعمة الغنية بالأملاح. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون ننصح باستخدام زيت الذرة او زيت الزيتون او زيت عباد الشمس فى الطبخ (مع مراعاة عدم قدحها) مع الابتعاد عن تناول الزبدة والسمنة والقشدة واللحوم السمينة مثل الضأن والمخ والكبد والكلاوى والسجق والهامبرجر والجمبرى. وليكن شهر رمضان فرصة لمرضى القلب للامتناع عن التدخين للمدخنين والتخلص من الوزن الزائد وننصح بممارسة رياضة المشي في المساء بعد حوالي ساعتين من الإفطار ولتكن لمدة نصف ساعة يوميا. وننصح مريض القلب قبل الصيام أو عند حدوث أى أعراض أثناء الصيام مثل آلم بالصدر أو نهجان أو ورم بالقدمين أو سرعة فى الضربات بالتوجه الى طبيب القلب لتحديد امكانية صيامه من عدمه او استمراره فى صيامه، فطبيب القلب المتخصص هو وحده الذى يمكنه إعطاء مريض القلب التصريح بالإفطار أو الصيام خلال شهر رمضان. وعموما كل مريض يعانى من أمراض القلب وما يصاحبه من أمراض مزمنة مثل السكر وضغط الدم ينبغى له المتابعة المستمرة مع طبيب القلب المعالج حتى يستطيع الصيام بدون مشاكل صحية