توجه الملايين من الفنزويليين اليوم الى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس جديد لخلافة تشافيز الذي توفي في الخامس من مارس الماضي بعد صراع دام سنتين مع مرض السرطان. وتترقب الكثير من الأوساط الأميركية والغربيه ما قد يحدثه سباق الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي تدور رحاها اليوم الأحد الرابع عشر من إبريل بين من يوصف بأنه الوريث الشرعي للرئيس الراحل هوجو شافيز، الذي يعد صاحب الحظ الأوفر للفوز بهذا السباق حسب استطلاعات الرأي، اليساري نيكولاس مادورو، وبين زعيم المعارضة الجديدة، سياسي اليمين الوسط إنريكي كابريليس. وكانت المعارضة الفنزويلية قد تقدمت بشكوى رسمية ضد الحكومة... مدعية بأن الاخيرة انتهكت قانون الانتخابات بالسماح باستمرار حملتها الانتخابية من خلال التلفزيون الرسمي بعد الموعد المخصص لذلك. وكان رئيس الجمهورية بالوكالة نيكولاس مادورو قد ظهر من على شاشات التلفزيون عشية الانتخابات وهو يقوم بزيارة ضريح الرئيس السابق هوغو تشافيز. وقال مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية هنريك كابريلس إن تصرف مادورو يعد انتهاكا فاضحا لقانون الانتخابات. وكان كابريلس قد أطلق السبت موقعا الكترونيا للدعاية لحملته الانتخابية. وقال الزعيم المعارض اوسكار اوكاريز لمحطة /غلوبوفزيون/ المحلية لا يجوز للتلفزيون الرسمي ان ينتهك القانون لأنه يشعر باليأس. ويرى مراقبون أن أهمية هذه الانتخابات تنبع من كونها تدشن عهدا جديد للدولة في فنزويلا، وستحدد إلى درجة كبيرة النهج الذي ستعتمده سياسيا خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ تدور العديد من التساؤلات بشأن: هل سينحو مادورو الخط ذاته الذي اعتمده شافيز بشأن المشروع الذي دشنه ل"اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، ومن ثم الاستمرار في مواجهة قطب الرأسمالية العالمية الولاياتالمتحدة التي لا يفصلها جغرافيا عنها سوى امتدادات متصلة لنفوذها.. أم أن الناخبين في فنزويلا البالغ عددهم نحو 18 مليون ناخب سيكون لهم رأي آخر، وإحداث قطيعة بين هذا النهج واختيار صيغة أخرى للعملية السياسية قوامها "التقدم" الاقتصادي والاجتماعي التي يرددها المعارض كاربيليس حتى لو كانت هذه الصيغة تنحو إلى الغرب الرأسمالي وفي غير صالح الفقراء الذين كانوا على رأس اهتمامات الرئيس السابق. واقع الأمر أن قِصر الفترة التي دارت فيها معارك المرشحين وحملاتهم الانتخابية قد غلب عليها ذكرى رحيل الرئيس شافيز وشخصيته ومواقفه والتعاطف مع حالته المرضية التي تعرص لها منذ أكثر من عام ونصف وحتى إعلان وفاته مطلع مارس الماضي، ولم يتضح فيها جوهر الاختلاف بين المرشحين حسب ما أوردته وكالة انتر بريس سيرفيس. وكشفت هذه الفترة القصيرة نسبيا عن أن مادورو يحظى بالغالبية ذاتها التي ضمنت لشافيز طوال السنوات السابقة الاستئثار بالشارع، خاصة أنه شغل منصب وزير الخارجية في الفترة من 2006-2012، وتولي رئاسة البلاد عندما سافر شافيز إلى كوبا لمواصلة العلاج. وأشارت جميع استطلاعات الرأي والدراسات الاستقصائية التي أعلن عنها في نهاية الأسبوع الماضي، وكذلك الدراسات الميدانية التي أجريت في شهر مارس، إلى أن مادورو يحظى بفرصة كبيرة لإعادة إنتاج نظام شافيز مرة ثانية، وأن المرشح المعارض ورغم أنه يتمتع بقاعدة جماهيرية لا بأس بها مكنته من مناطحة شافيز نفسه في الانتخابات الرئاسية السابقة، لكنه لا يحظى حسب الكثير من المراقبين بالفرصة ذاتها التي يتمع بها مادورو.
