أعرب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن السيد اسماعيل ولد شيخ أحمد عن مخاوفه بشأن تفاقم المحنة التي يعيشها الآلاف من المهاجرين المعدمين الوافدين من منطقة القرن الأفريقي الذين تقطّعت بهم السبل في مناطق شمال اليمن، والتي تتطلّب أوضاعهم معالجات طارئة. وأكد ولد شيخ أحمد مغادرة آلاف من الأشخاص منطقة القرن الأفريقي كل شهر، خصوصاً من أثيوبيا والصومال للحصول على فرص للعيش في منطقة شبه الجزيرة العربية عبر قوارب مكتظة تعبر بهم خليج عدن متّجهين إلى اليمن, مشيراً إلى أن اليمن لاتزال رغم معاناتها لسنوات من العنف وعدم الاستقرار السياسي تمثّل بلد عبور مهمة لهؤلاء المهاجرين والذين تضاعف عدد الوافدين إليها من 53 ألفاً في عام 2010م إلى 107 آلاف في عام 2012م، وهي السنة التي وصل فيها 84 ألف أثيوبي و23 ألف صومالي إلى شواطئ اليمن. كما أوضح البيان أن اليمن توفّر إطاراً رسمياً لحماية اللاجئين بصفتها دولة موقّعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، وأن المهاجرين غير النظاميين والذين لا يحملون وثائق قانونية هم الأشد عرضة لسوء المعاملة والابتزاز من قبل المهرّبين والمتاجرين بالأشخاص, وأن ما يقارب 22 % من المهاجرين الذين يبلغون اليابسة على السواحل اليمنية من النساء والفتيات اللاتي تحاول العديد منهن الوصول إلى المملكة العربية السعودية، وأن الغالبية ضمن هذه الفئة الضعيفة تختفي في الوقت الذي ينبغي أن يصلن فيه إلى مدينة حرض شمال اليمن, وآخرين يعانون من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع وعلى نحو متكرّر طوال الرحلة. وأشار منسق الشؤون الإنسانية في اليمن إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين يصل إلى ما بين 15 ألفاً و25 ألف شخص في مدينة حرض وما حولها في محافظة حجة وآخرين علقوا في عدن, ويعتمد هؤلاء الأشخاص كلياً على كرم السكان المحلّيين اليمنيين والمنظمات الإنسانية مثل المنظمة الدولية للهجرة وجمعية الهلال الأحمر اليمني لتغطية احتياجاتهم الأساسية الغذائية منها والطبية واحتياجات الإيواء. وأضاف: "من الضروري على المجتمع الدولي أن يعمل مع الحكومات في منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الخليج، وأن يدعمها لتعزيز إدارة الهجرة وإدارة الحدود الوطنية فيها والعمل على مكافحة الجريمة المنظمة متعدّدة الجنسيات واحترام حقوق الإنسان الخاصة بالمهاجرين". وقال: "كما ينبغي أن يتم كذلك تقديم الدعم المالي للوكالات الإنسانية التي تعمل على تقديم المساعدات". وقدّرت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في عام 2011م أن أكثر من 100 مهاجر إما غرقوا أو فُقدوا في طريقهم إلى اليمن.