عززت البحرية الروسية من تواجدها في البحر البيض المتوسط بشكل كبير وغير مسبوق ، في ظل تزايد الاحتمالات بتوجيه ضربة عسكرية غلى سوريا من جانب الولاياتالمتحدةالامريكية وبعض الدول المتحالفة معها. وتشير الانباء الواردة من المنطقة غلى انه أصبح للبحرية الروسية عددا من السفن الحربية يساوي ما لدى البحرية الامريكية ، بحيث توجدة مدمرة روسية مقابل كل مدمرة أمريكية. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء يوم الاثنين ان روسيا دفعت بسفينة استطلاع الى شرق البحر المتوسط في الوقت الذي تستعد فيه الولاياتالمتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم السبت انه سيطلب موافقة الكونجرس للقيام بضربة عقابية للرئيس السوري بشار الاسد بعد ما وصفته الولاياتالمتحدة بأنه هجوم بغاز السارين تسبب في مقتل اكثر من 1400 شخص. وروسيا حليف قوي للاسد في حربه مع المعارضين الذي يحاولون الاطاحة به. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري لم تكشف عنه قوله ان سفينة الاستطلاع بريازوفي غادرت القاعدة البحرية الروسية في ميناء سيفاستوبول الاوكراني المطل على البحر الاسود في ساعة متأخرة ليل الأحد في مهمة "لجمع المعلومات الراهنة في منطقة الصراع المتصاعد." وامتنعت وزارة الدفاع الروسية عن الادلاء بتعليق لكن انترفاكس قالت ان السفينة بريازوفي ستعمل بشكل مستقل عن وحدة بحرية متمركزة بشكل دائم في البحر المتوسط وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال ان هناك حاجة الى ذلك لحماية الامن القومي الروسي. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي انها ستدفع بسفن حربية جديدة الى البحر المتوسط لكنها وصفت هذا الاجراء بأنه تناوب مقرر بموجب نشر دائم تقول موسكو ان هناك حاجة اليه لحماية مصالح الامن القومي. وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف في ذلك الوقت ان موسكو لا تعتزم الانجرار الى صراع عسكري بشأن سوريا. وتقول روسيا ان الولاياتالمتحدة لم تثبت المزاعم التي تسوقها وانها تعتقد ان هذا الهجوم نفذه مقاتلو المعارضة السورية لحث قوى أجنبية على التدخل في الحرب الاهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال لافروف ان روسيا مازالت غير مقتنعة بعد اجتماع بين مايكل ماكفول السفير الامريكي لدى موسكو ودبلوماسي روسي كبير. وقال لافروف للطلبة والعاملين في الاكاديمية الدبلوماسية الرئيسية لروسيا "المادة التي أظهرتها الولاياتالمتحدة "لم تتضمن شيئا ملموسا: لا إحداثيات جغرافية ولا اسماء ولا أدلة على ان العينات اخذت بطريقة محترفة." وقال لافروف وفقا لوكالة الاعلام الروسية التي تديرها الدولة "ما عرضه علينا زملاؤنا الامريكيون والبريطانيون والفرنسيون في وقت سابق وفي الآونة الاخيرة لم يقنعنا على الاطلاق." وفيما يعكس تصريحات بوتين في مطلع الاسبوع قال لافروف "لا توجد حقائق هناك ... وعندما نطلب مزيدا من التفاصيل يقولون ... (انتم تعلمون انها جميعها سرية ولذلك لا يمكننا اظهارها). وهذا يعني انه لا توجد مثل هذه الحقائق." وروسيا من كبار موردي الأسلحة للاسد ولها منشأة صيانة بحرية في ميناء طرطوس السوري. وتعارض موسكو أي تدخل عسكري في سوريا وقامت بحماية دمشق من أي ضغوط في مجلس الامن. ودافع لافروف عن قرارات روسيا والصين لعرقلة ثلاثة قرارات يؤيدها الغرب للتنديد بالاسد لانهاء اراقة الدماء قائلا ان موسكو وبكين "تتحركان استنادا الى المباديء في كل القضايا بما فيها الازمة السورية." وقال "روسيا والصين تعارضان محاولات العودة الى لغة الانذارات". * تعزيزات متواصلة: وفي 18 يونيو الماضي اعلن ، فياتشيسلاف تروخاتشوف، مدير جهاز الإعلام التابع لأسطول البحر الأسود، أن طراد "موسكو" يغادر مدينة سيفاستوبول حيث القاعدة الأساسية للقوات البحرية الروسية في البحر الأسود، متوجها إلى المحيط الأطلسي عبر البحر المتوسط. وكان الناطق باسم قيادة أسطول الشمال الروسي، فاديم سيرغا، قد قال في ال11 من يونيو إن بارجة "فيتسي أدميرال كولاكوف" التابعة لأسطول الشمال انضمت إلى مجموعة السفن الحربية الروسية التي تتواجد في البحر المتوسط بصفة مستمرة. وكانت مجموعة من الوحدات التابعة لأسطول المحيط الهادئ تضم بارجة "أدميرال بانتيلييف" وسفينتي الإنزال "بيريسفيت" و"أدميرال نيفيلسكوي" وناقلة الوقود "بيتشينغا" وقاطرة النجدة "فوتي كريلوف"، قد دخلت البحر المتوسط في منتصف أيار./مايو فيما قال قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف أن البحرية الروسية بدأت بتشكيل مجموعة من الوحدات البحرية التي ستحمي مصالح روسيا في البحر المتوسط. وقال الأميرال تشيركوف في مارس الماضي ، إن وزير الدفاع أصدر تكليفا بتشكيل مجموعة عملياتية من القطع يجب أن تتواجد في البحر المتوسط بصفة مستمرة. وقال الوزير شويغو خلال الاجتماع: "أرى أننا نملك كل الإمكانيات لتشكيل هذه المجموعة وتوفير مستلزمات عملها". - وفي 16 مايو الماضي ، قال الناطق باسم البحرية الروسية، رومان مارتوف، إن مجموعة من الوحدات التابعة لأسطول المحيط الهادئ تضم بارجة "أدميرال بانتيلييف" وسفينتي الإنزال "بيريسفيت" و"أدميرال نيفيلسكوي" وناقلة الوقود "بيتشينغا" وقاطرة النجدة "فوتي كريلوف"، دخلت البحر المتوسط، مضيفا أنها تتوجه إلى ميناء ليماسول القبرصي، وكانت غادرت قاعدة القوات البحرية الروسية في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الروسي في 19 آذار/مارس. وكان قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف قد أعلن أن البحرية الروسية شرعت في تشكيل مجموعة من الوحدات البحرية التي ستحمي مصالح روسيا في البحر المتوسط. وكان شويغو قد قال في وقت سابق : "من أجل حماية مصالح روسيا الوطنية في منطقة البحر المتوسط وضمان التواجد المستمر لوحدات من الأسطول فيها يجب تشكيل قيادة عمليات الأسطول هناك". ويجب أن تنضم الوحدات التابعة لأسطول المحيط الهادئ إلى تلك المجموعة بعد أن تعبر قناة السويس. * 80 سفينة في محيطات العالم: وأعلن الأميرال فيكتور تشيركوف، قائد القوات البحرية الروسية، يوم الاثنين ، بأن أكثر من 80 سفينة حربية وسفن مساندة تابعة للأسطول الروسي "تخدم العلم الوطني" في بحار العالم الآن. وعلى سبيل المثال تضم مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة في غرب الأطلسي، طراد "موسكو" وسفينة "أدميرال كولاكوف" (صممت هذه السفينة أصلا لمكافحة الغواصات المعادية) والقاطرة البحرية "يفغيني خوروف" وناقلة الوقود "إيفان بوبنوف". وقامت هذه الوحدات بزيارات غير رسمية إلى موانئ كوبا وفنزويلا بينما عبر طراد "موسكو" للمرة الأولى قناة بنما إلى المحيط الهادئ. وتتوجه بارجة "أدميرال كولاكوف" الآن إلى جنوب غرب المحيط الهادئ برفقة سفينتين أخريين تابعتين لأسطول المحيط الهادئ وهما ناقلة البترول "بوريس بوتوما" والقاطرة البحرية "أس بي-522". وأشار الأميرال تشيركوف إلى أن قيام سفن تابعة للأسطول الروسي برحلات إلى بحار العالم "يساعد على تعزيز تدابير بناء الثقة وتوسيع التعاون مع القوات البحرية للدول الأجنبية". ويشهد البحر التوسط الآن انضمام سفن حربية جديدة إلى مجموعة الوحدات البحرية الروسية الموجودة في هذا البحر طبقا لخطة تبديل وحدات وقطع المجموعة. وقال مصدر مسؤول في البحرية الروسية يوم الخميس الماضي إن الوحدات البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط وفي غيرها من مناطق العالم "تعمل وفقا لخطة وضعتها قيادة القوات البحرية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وتقوم بتنفيذ مهام محددة. وعندما تنتهي من إنجاز مهامها تعود إلى قواعدها أو تحل محلها سفن أخرى لمواصلة المهام المطروحة". وكانت روسيا أعلنت الاسبوع الماضي أنها سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط فيما تستعد القوى الغربية لتحرك عسكري بسبب هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام القادمة بسبب "الوضع المعروف جيدا" - في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا. ونفت البحرية الروسية في وقت لاحق أن يكون لإرسال السفينتين صلة بالأحداث في سوريا وقالت إنه يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط. ولم تذكر البحرية نوع السفن التي تتجه إلى المنطقة ولا عددها. وكان تقرير الوكالة الاول قد أوضح ان الهدف من إرسال السفن هو تعزيز الوجود البحري وليس الهدف أن تحل محل السفن في البحر المتوسط. ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين التصريحين.