تلقى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم عددا من اتصالات التعزية في استشهاد المناضل الكبير الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى من عدد من قيادات الدولة وأعضاء مجالس النواب والشورى والوزراء و من العلماء ورجال المال والأعمال والشخصيات الاجتماعية والحزبية والقيادات النسوية وقيادات منظمات المجتمع المدني ، عبرت عن بالغ الآسي والحزن في الفاجعة الكبيرة التي مني بها الشعب اليمني في استشهاد المناضل الكبير عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى الذي استشهد اثر إصابته في الاعتداء الإجرامي الغادر الذي استهدف فخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة في جامع دار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي. وجدد المعزون إدانتهم للاعتداء الإرهابي الغادر .. مطالبين بسرعة استكمال التحقيقات في الحادث الإجرامي والكشف عن الجناة و سرعة تقديمهم للمحاكمة والاقتصاص منهم . وتمنى المعزون لفخامة رئيس الجمهورية أن يعصم الله قلبه بالصبر لفقدان أحد خيرة الرجال الذين عملوا معه وكان عونا وسندا له في إدارة الدولة وقيادة التحولات الإنمائية والديمقراطية في البلاد وللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان .. إلى ذلك نعت رئاسة الجمهورية اليوم فقيد الوطن الكبير الشهيد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى الذي وافاه الأجل إثر إصابته في الحادث الإجرامي الغادر الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قيادة الدولة بجامع دار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي، وذ لك في بيان نعي جاء فيه: في لحظات مريرة شديدة القسوة وعظيمة الحزن عاصفة الآلام تنعي رئاسة الجمهورية إلى كافة أبناء شعبنا اليمني الوفي والمجاهد والشعب الصابر والمناضل والمثابر شهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي وافته المنية عصر هذا اليوم في مستهل العشر الأواخر من الشهر الفضيل بعد معاناة كبيرة وصبر جليل من الإصابات والجراح العميقة التي أصيب بها في الحادث الإجرامي الغادر والأثيم الذي تعرض له فخامة رئيس الجمهورية وكبار مسئولي الدولة في مسجد دار الرئاسة في غرة شهر رجب الحرام . وتلك الجريمة النكراء التي استهدفت جوهر الدولة اليمنية وقيادتها والوحدة الوطنية وسيادة البلاد وما زالت تفضي بآثارها الأليمة والمدمرة كما حدث في هذا اليوم الحزين الذي سيبقى من أعمق أيام الحزن في الجمهورية اليمنية وفي حياة كل اليمنيين الذين يعرفون الراحل العظيم أصدق المعرفة وأجلها صورة وأعمقها أثراً. إن رئاسة الجمهورية لا يمكن مهما حاولت تطويع الكلمات والأفكار في هذا البيان أن نعبر عن قسوة الألم وعظمة الحزن وشدة البلاء إزاء هذا الحادث الأليم، وهي ذات المشاعر التي سوف تنتاب الملايين ولا نقول أسرة الفقيد العظيم وأهله وذويه فحسب ولكن تلك هي مشيئة الله سبحانه وتعالى وذلك هو قضاءه الذي لا راد له. فالخسارة جسيمة والفقدان كبير وعصيب على كل المستويات ولكل ما كان يمثله شهيد الوطن الكبير الأستاذ الجليل عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى شهيد الحرية والديمقراطية ووطن الثاني والعشرين من مايو وكشخصية وطنية وعربية وعالمية فذة لن تعوض وقد تولى العديد من المناصب القيادية العليا كنائب لرئيس الجمهورية ورئيس للحكومة في العديد من الفترات التاريخية المهمة في حياة شعبنا قبل الوحدة وبعدها، فكان رجل التنمية الأول في قيادة السلطة التنفيذية والمفكر الاقتصادي الفاهم والمعطاء ورجل الإدارة الناجحة ورجل الدولة الصادق الوفي الملتزم. وكان سنداً وعضداً قوياً لفخامة رئيس الجمهورية في كافة المراحل التاريخية التي مرت بوطننا العزيز الغالي حتى الوصول للمحطة التاريخية العظيمة ال22 من مايو المجيد وإقامة الدولة اليمنية الحديثة دولة الوحدة والحرية والديمقراطية والتنمية وحتى آخر لحظات حياته الغنية بالبذل والعطاء ونكران الذات وبرز في ذلك كواحد من الوحدويين الأوائل ومن السياسيين والاقتصاديين الذين عركتهم ساحات النضال الوطني الحر الصادق والمسئول الرافض للأفكار الدخيلة والمسلمات المستوردة والتصدي للأفكار الشمولية كما كان من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام وتصعد في قيادته إلى موقع الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام لعدة دورات تنظيمية وبصمات عطائه ملموسة وباقية في كافة المؤسسات التي أدارها من بداية حياته العملية كمدرس مروراً بالمواقع والمناصب الهامة والرفيعة التي تبوأها والتي كان آخرها رئيساً لمجلس الشورى حتى ارتفع إلى الرفيق الأعلى. وقد اتسمت حياته العملية والخاصة بتميز رفيع المستوى لما كان يمتلكه من دماثة الأخلاق ومناقب القيادي الحكيم صاحب الشخصية الانسانية المتفتحة على كل من حوله المتصفة بالنبل والشجاعة والانتصار لقيم الحياة العصرية والدولة المدنية. وتعلن رئاسة الجمهورية الحداد في الجمهورية اليمنية لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في كافة مؤسسات ومرافق الدولة المركزية والمحلية والبعثات الدبلوماسية اليمنية وقراءة القرآن الكريم في الإذاعات والمحطات التلفزيونية الرسمية ومساجد الجمهورية وإقامة جنازة رسمية وشعبية لتشييع جثمان المغفور له شهيد الوطن إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بعد الصلاة على جثمانه الطاهر في جامع الصالح عقب صلاة ظهر يوم الاربعاء 24 أغسطس 2011م بإذن الله وتوفقيه. السيرة الذاتية : عبد العزيز عبد الغني من مواليد 4 يوليو من عام 1939 في مدينة حيفان بمديرية القبيطة محافظة تعز وتلقى تعليمه الأولي بالكتاب ثم التحق بكلية عدن وبعد أن تخرج منها عمل مدرساً في المدرسة المتوسطة في التواهي بعدن. ثم درس بكلية الاقتصاد من جامعة كولورادو الأميركية وتخرج منها عام 1962، ونال مؤهل الماجستير من نفس الكلية سنة 1964. تدرج عبد العزيز عبد الغني في مختلف الوظائف والأدوار التعليمية حيث عمل مدرساً بعد ان نال الماجستير لمادة اللغة الانجليزية والعلوم الاجتماعية والتجارية في كلية بلقيس بعدن منذ عام 1964 حتى سنة 1967 ثم عين وزيراً للصحة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 وحتى يناير (كانون الثاني) عام 1968. ثم عين مديراً في البنك اليمني للانشاء والتعمير وعين بعد ذلك وزيراً للاقتصاد في سبتمبر (ايلول) عام 1968 وحتى ابريل (نيسان) عام 1969. وتقلد بعد ذلك منصب رئيس المكتب الفني للمجلس الأعلى للتخطيط حتى يناير 1970، حيث عين مرة أخرى وزيراً للاقتصاد في ابريل وحتى اغسطس (آب) عام 1971. تقلد منصب محافظ البنك المركزي اليمني في اغسطس 1971 وحتى يناير عام 1975 حيث عين رئيساً للوزراء في 23 يناير من 1975م بعد استقالة محسن العيني من قيادة الحكومة التي جاءت بعد ان تولى المقدم ابراهيم الحمدي مقاليد الحكم في اليمن إثر استقالة رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الإرياني. وقد استمر عبد العزيز عبد الغني في شغل منصب رئيس الحكومة حتى عام 1978، وهو التاريخ الذي تسلم قيادة البلاد فيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ، وعند الاعلان عن إعادة توحيد اليمن كان عضواً في مجلس الرئاسة في 22 مايو (ايار) حتى انتهاء حرب الانفصال في 1994، حيث كلف بتشكيل الحكومة التي استمرت في السلطة حتى انتخابات ابريل عام 1997. ثم تولى منصب رئيس المجلس الاستشاري الذي انتهت فترته الدستورية والقانونية باقرار التعديلات الدستورية في فبراير 2001، ليتحول إلى مجلس الشورى الذي تولى رئاسته حتى وفاته. حصل على وسام مأرب.، وسام الفاتح ، وسام الوحدة.، وسام الإستحقاق. وحصل على عضو في جمعية الإقتصاديين اليمنيين وعضو في جمعية الإقتصاديين العرب وعضو في المنتدى الفكري العربي. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وغفرانه..وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..