كشفت صحيفة "صنداي تايمز" الإنكليزية اليوم الأحد أن لديها أدلة جديدة تظهر مبادرات قد تكون مخالفة لقوانين الفيفا، تقدمت بها قطر للحصول على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وبحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية فقد قالت الصحيفة الإنكليزية أن القطريين عرضوا على الأعضاء الذين سيصوتون لهم مبالغ نقدية لتمويل مشاريع مقابل أصواتهم. وأشارت إلى أنها اطلعت على الأدلة التي تقول أن القطريين قاموا بعدد من "المبادرات"، بغض النظر عما إذا كان ذلك مسموحاً به وفقاً لقواعد الاتحاد الدولي "فيفا". ويمر الفيفا بفضيحة فساد، ويخضع رئيسه السويسري جوزف بلاتر ، للتحقيق من قبل لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي. وألمحت الصحيفة إلى محضر اجتماع للجنة الملف القطري في الرابع من يناير/ كانون الثاني 2010 يظهر أن القطريين كانوا يخططون لإعلان ثلاث مبادرات "سي أس آر" أي (المسؤولية الاجتماعية للشركات) في يوليو/ تموز الماضي أثناء كأس العالم التي حضرها جميع أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا الذين يشاركون في التصويت. يذكر أن بعض الشركات الاستثمارية تقوم بتمويل مشاريع تنموية في إطار مبادرات المسؤولية الاجتماعية. واقترح نائب رئيس اللجنة التنفيذية لملف قطر علي الذوادي أنه "إذا كانت لوائح الفيفا تمنع هذه المبادرات، فإنه يجب إيجاد طريقة لتحقيقها تحت اسم مختلف (عبر السفارات أو دولة قطر)". وتعتبر قطر أنها لم تمض قدماً في مبادراتها وأنها لم تحاول خرق قوانين الفيفا حسب الصحيفة. صحيفة "صنداي تايمز" كانت كتبت الأسبوع الماضي أن لديها أدلة عن دفع قطر الأموال للحصول على استضافة كأس العالم 2022، وكان تعليق بلاتر على ذلك قوياً جداً في تصريح إلى صحيفة "الإنديبندنت" لم يستبعد فيه إعادة التصويت على الدولة التي ستنظم مونديال 2022 في حال ثبت ذلك. وأكد بلاتر قبل أيام أن "صنداي تايمز" وافقت على جلب "مسرب" الأخبار في قضية دفع أموال للتصويت إلى ملف قطر إلى مقر الاتحاد في زيوريخ كي يشهد شخصياً في هذا الموضوع. وقال رئيس الفيفا "ننتظر بفارغ الصبر القرائن أو غير القرائن كي نتخذ الإجراءات المناسبة ، وافقت الصحيفة على جلب هذا المسرب إلى هنا في زيوريخ ثم سنقوم بالتحقيق في هذا الموضوع". وسيجري التحقيق أمين عام فيفا جيروم فالك والمدير القانوني ماركو فيليجيه. وذكر موقع "آي أس بي أن" الأمريكي أن "المسرب" الذي عمل سابقاً في ملف قطر 2022، زعم أن كلا من رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة الكاميروني عيسى حياتو والعاجي جاك أنوما عضو اللجنة التنفيذية حصل على 1.5 مليون دولار أمريكي للتصويت لملف قطر، وأن صحيفة "صنداي تايمز" قدمت إثباتات للجنة البرلمانية الإنكليزية، في وقت نفى فيه الثاني تلقيه أي رشوة. وكان رئيس الاتحاد الإنكليزي السابق لورد تريسمان قال أمام مجلس العموم البريطاني بأن أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي حاولوا الحصول على رشوة في مقابل التصويت لملف إنكلترا لمونديال 2018، هم الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، والبارغوياني نيكولاس ليوز رئيس اتحاد كونيمبول (أمريكا الجنوبية)، وريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي، ووراوي ماكودي رئيس الاتحاد التايلاندي. في حين اتهمت الصحيفة الإنكليزية رئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسى حياتو والعاجي جاك أنوما عضوا اللجنة التنفيذية بأنهما تقاضيا رشوة من أجل التصويت لمصلحة الملف القطري لنيل استضافة مونديال 2022. وعلى صعيد ذي صلة سحب القطري محمد بن همام ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قبل يوم واحد من مثوله أمام لجنة القيم للتحقيق في مزاعم رشوة، بحسب تقرير لوكالة رويترز الأحد 29-5-2011. وكان من المقرر أن يتنافس بن همام ( 62 عاما) رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مع رئيس الفيفا الحالي سيب بلاتر في انتخابات الاتحاد الدولي في زوريخ يوم الأربعاء القادم. وقال بن همام في بيان: "يحزنني أن الترشح للأسباب التي كنت أؤمن بها، كان له ثمنا باهظا وهو تآكل سمعة الفيفا. ليس هذا ما كان في ذهني للفيفا، وهو أمر غير مقبول. وأضاف "لن أسمح للاسم الذي أحببته أن يتشوه بشكل أكبر بسبب التنافس بين شخصين". وتابع: "اللعبة نفسها والناس التي تحبها حول العالم يجب أن يتم وضعهم في الاعتبار أولا. لهذا السبب أعلن انسحابي من انتخابات الرئاسة". وبعد انسحاب بن همام من سباق الرئاسة الآن من المفترض أن يعاد انتخاب السويسري بلاتر رئيسا للفيفا لولاية رابعة بالتزكية خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي لكن ذلك غير مؤكد على الإطلاق ويعتمد على نتائج التحقيق الذي سيخضع له. وسيمثل بلاتر وبن همام وجاك وارنر رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي الكونكاكاف أمام لجنة القيم أيضا اليوم الأحد. وفي وقت سابق توقع وارنر في تعليقات أوردتها صحف عديدة في بلده ترينيداد وتوباجو أن طوفانا يوشك أن يجتاح الفيفا. وسيمثل وارنر وبلاتر وبن همام أمام لجنة القيم للتحقيق بشأن تقرير قدمه عضو آخر في اللجنة التنفيذية للفيفا، وهو الأمريكي تشاك بليزر، يتعلق باجتماع بين مسؤولي دول الكاريبي مع وارنر وبن همام في بورت اوف سبين هذا الشهر حول حملة الترشح لرئاسة الفيفا. وذكر التقرير أن هناك احتمالا بوقوع مخالفات للقواعد الأخلاقية للفيفا ومن بين ذلك مزاعم رشوة. وفيما نفى وارنر وبن همام ارتكاب أي خطأ، وقال بلاتر إن الحقائق ستتحدث عن نفسها.