دعت منظمة العفو الدولية (امنيستي) ، إلى إنهاء فوري للعنف والفوضى التي تهدد اليمن بنشوب حرب أهلية .،وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة في تصريح تتناقله وسائل الإعلام منذ أمس "إن الأزمة السياسية وأزمة حقوق الإنسان في اليمن تتفاقم على نحو سريع، ومن سيئ إلى أسوأ" . مضيفاً "أن اليمن يسير في هذه اللحظة على شفير السكين، وثمة مخاطر جدية متنامية باندلاع حرب أهلية" وتأتي هذه الدعوة الدولية في حين تواجه الاحتجاجات الشبابية المتصاعدة تحديات كبيرة حيال قدرتها على الحفاظ على الطابع السلمي ، وعدم الانزلاق إلى مربع العنف، الذي تفجر كقنبلة موقوتة بقوة إثر تحولات سريعة وتداعيات خطيرة لمسار الأزمة الراهنة على أكثر من صعيد في ظل تصاعد مستمر لوتيرة العنف وأعمال الفوضى التي تشهدها الساحة اليمنية مؤخرا. معارك القبيلة في صنعاء ففي العاصمة صنعاء تصاعدت حدة المواجهات المسلحة العنيفة بين القوات الأمنية والعسكرية والمجاميع القبلية المسلحة من أتباع الشيخ صادق الأحمر وإخوانه، واتسع نطاقها ليشمل مناطق جديدة بحي الحصبة أكبر الأحياء السكنية بصنعاء . وحمل بيان مصدر مسئول في رئاسة الجمهورية الشيخ صادق الأحمر وإخوانه أنجال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر "كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة على الأعمال الخارجة على القانون التي ارتكبوها ومايزالون والمتمثلة في الاعتداء على المنشآت والمؤسسات الحكومية ونهبها، بالإضافة إلى الاعتداء على المواطنين وتهديم عدد من المساكن في منطقة الحصبة" التي "جعلوها ساحة حرب لهم" . وطالب أولاد الأحمر وعصابتهم المسلحة الاستجابة لصوت العقل والكف عن إراقة الدماء وإقلاق السكينة العامة ونهب المؤسسات العامة والتي هي ممتلكات للشعب اليمني، وعليهم احترام النظام والقانون أسوة بغيرهم من المواطنين" . في هذه الأثناء تعيش منطقة الحصبة وعموم الجهة الشمالية من العاصمة حالة من الخوف والهلع الذي دفع بالكثير من السكان الى المغادرة والنزوح فيما يسيطر التوتر والحذر الشديد وسط وجنوب المدينة وتهيمن نذر الحرب على الأجواء بداخل ومحيط ساحة الإعتصامات الشبابية بحي الجامعة ومقر الفرقة الأولى مدرع على الرغم من التأكيدات الرسمية الصادرة بنفي استهدافها بأي خطط اوعمليات عسكرية معركة الإرهاب في أبين والى الجنوب في محافظة أبين تسود حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للاوضاع "المأساوية" في مدينة زنجبار التي تحولت بحسب مصادر ميدانية الى "مدينة اشباح" . فيما يستمر نزوح مئات الأسر الى عدن أو الى مدن اخرى نتيجة اشتداد المواجهات العسكرية التي يخوضها الجيش مع العناصر الإرهابية مسلحي تنظيم القاعدة، الذين يطلقون على أنفسهم اسم "أنصار الشريعة" ويسعون الى بسط سيطرتهم على المدينة لإقامة إمارة اسلامية في المنطقة وقد أسفرت المعارك الجارية هناك منذ يوم الجمعة الماضية عن سقوط أكثر من 50 قتيلا إضافة الى مئات الجرحى في صفوف المواطنين وضباط الجيش والشرطة بحسب مصادر امنية وشهود عيان . دعوات الكفاح المسلح في تعز وإزاء التطور الطارئ في مشهد الإحتجاجات السلمية عقب النجاح الأمني المباغت والعنيف لأول عملية اقتحام مسلح نفذتها القوات الأمنية والعسكرية بساحة الإعتصام وسط مدينة تعز تعالت أصوات التحذير من الإنجرار الى العنف والفوضى حيث اعتبر ناشطون ومراقبون أن هذا المشهد المؤسف ومن خلال تداعياته قد يدفع بمسار الإحتجاجات إلى اتجاه مغاير عن الاتجاه السلمي في ظل الدعوات المطالبة بفرض حماية مسلحة للمعتصمين بتعز من قبل المشائخ والوجاهات الاجتماعية والقبلية والسياسية والتجارية مشيرين الى أن هذا التوجه سيضفي المزيد من التصعيد على الأوضاع الأمنية في المدينة، نتيجة تصادم حتمي بين المجاميع المسلحة التي ستضطلع بمهام حماية المعتصمين وبين القوات الأمنية والعسكرية . حيث ذهبت صحيفة الخليج الإماراتية في تقرير خاص الى ان الرد بالمثل كمبدأ أقره اجتماع وجهاء تعز وشخصياتها الاجتماعية والسياسية والقبلية في مواجهة استحقاقات التصدي لصلف وعنف القوات الأمنية والعسكرية ..، يمثل من الناحية العملية تطوراً دراماتيكياً طارئاً، في مشهد الثورة الشبابية في المدينة سيسهم في حال تطبيقه على الأرض في إحداث انحراف نوعي في مسار الثورة، كانتفاضة شبابية سلمية الطابع والمظهر، باتجاه منعطف قسري تواجه فيه الرصاصة الرصاصة وتتراجع الصدور العارية ورمزية الوردة في مواجهة البندقية، الأمر الذي قد يخرج الثورة الشبابية، ليس في تعز وحدها وإنما في كافة المدن الأخرى، عن مسارها السلمي المؤثر إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التصعيد غير السلمي الذي سيوفر .. ذرائع للدفع بالبلاد صوب أتون الحرب الأهلية المحتملة . وقال الدكتور عبدالباقي أحمد مهيوب العريقي الناشط بالساحة للصحيفة في سياق حديث حول الموضوع أن : "فرض حماية مسلحة للمعتصمين بتعز بعد إخلاء ساحة الحرية بمديرية القاهرة، سيجعل من العناصر المسلحة المكلفة بهذه المهمة جزءاً من مكونات الثورة الشبابية بتعز، وهو ما يتعارض مع الطابع السلمي لمظاهر الفعاليات الاحتجاجية التي تعبر عنها الاعتصامات الشبابية في الساحات العامة، إلى جانب أن القوات الامنية والعسكرية المكلفة قمع الفعاليات الاحتجاجية بتعز لن تسمح بعد نجاحها في إخلاء ساحة الحرية باستحداث ساحات جديدة، وهي تستخدم حالياً العنف المفرط لتكرار عملية الإخلاء للساحات الأخرى التي يتواجد فيها معتصمون خارج نطاق ساحة الحرية، وبالتالي فإن هذه القوات ستبادر إلى الاصطدام بلجان الحماية المسلحة المعتزم تشكيلها بسبب وبدون سبب، وستكرس ظهور هذه المجاميع في السعي إلى التشكيك بالطابع السلمي للفعاليات الشبابية الاحتجاجية بتعز، أعتقد أن ثورة الشباب بتعز تواجه مفترق طرق قد يحدد مسار الفعاليات الاحتجاجية في كافة الساحات الأخرى بالمدن اليمنية" . كماحذرت الناشطة الحقوقية آمال عبدالسلام مقبل في تصريح ل "الخليج" من خطورة ما وصفته ب "ردة الفعل العاطفية"، إزاء تداعيات المشهد المؤسف ..، معتبرة أن تعز باتت أحوج ما تكون إلى "التحلي بضبط النفس ومواصلة النهج والطابع السلمي للفعاليات الاحتجاجية المطالبة بإحداث التغيير السياسي المنشود" . وقالت: "العنف لن يولد إلا المزيد من العنف، ..،وأضافت أن "صورة الثورة الشبابية التي لا تحتاج إلى جناح عسكري لحمايتها، وإنما إلى المزيد من ضبط النفس وكظم الغيظ والغضب، ومواصلة تنظيم الفعاليات الاحتجاجية وتصعيدها بشكل سلمي ومدني" .