سيطر انصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على بلدة بني وليد جنوب شرق البلاد يوم أمس ورفعوا أعلامهم الخضراء في تحد للحكومة الجديدة الهشة في البلاد. ورغم استبعاد انتشار صحوة انصار القذافي الذين هزموا في الحرب الاهلية الليبية في أماكن أخرى الا أن هذه الصحوة زادت من المشاكل التي تحيط بالحكومة التي عانت أزمة تلو الاخرى في الاسبوع الماضي. والقذافي نفسه اعتقل وقتل في اكتوبر تشرين الاول بعد أسابيع من فراره. وقالت روايات من بلدة بني وليد التي تبعد حوالى 200 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس ان انصار القذافي المسلحين يهاجمون ثكنات ميليشيا موالية للحكومة في البلدة ثم تم اجبارهم على التراجع. وقال احد مقاتلي ميليشيا 28 مايو الموالية للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم "انهم يسيطرون على البلدة الان ويجوبونها." وأبلغ المقاتل رويترز أن الموالين للقذافي يرفعون اعلاما خضراء جديدة في وسط المدينة. والاعلام الخضراء رمز الولاء لحكم القذافي الذي دام 42 عاما. وقال احد السكان ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب 20 اخرون في القتال الذي استخدم فيه الجانبان الاسلحة الثقيلة. وكانت بني وليد وهي قاعدة قبيلة ورفلة القوية واحدة من اخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي. ويعارض كثيرون هناك القيادة الجديدة بالبلاد. وقال مسؤول بالقوات الجوية الليبية انه يجري تجهيز مقاتلات للتوجه الى بني وليد. وقال متحدث باسم المجلس العسكري في الزاوية بالقرب من طرابلس ان قوة قوامها 1500 شخص من ميليشيات في جميع أنحاء غرب ليبيا في وضع استعداد. وقال المتحدث اياد العروسي انه اذا كان لا يزال الوضع معقدا في بني وليد فستذهب القوة الى هناك. لكن لم يتضح على الفور ما يمكن أن تفعله الحكومة في طرابلس. فعليها ان تثبت أن لديها قوة قتالية فعالة تحت قيادتها. وبني وليد محمية خلف واد عميق مما يجعل من الصعب مهاجمتها. ولم تكن الانتفاضة في بني وليد لتأتي في وقت أسوأ من هذا بالنسبة الى المجلس الوطني الانتقالي. ففي الاسبوع الماضي اجتاح متظاهرون مكتب رئيس المجلس تعبيرا عن غضبهم من بطء وتيرة الاصلاح واستقال نائب رئيس المجلس بسبب ما سماه "جوا من الكراهية." وخلال الحرب الاهلية التي استمرت تسعة اشهر في ليبيا حاول المقاتلون المعارضون للقذافي السيطرة على بني وليد لكن بدون تقدم الا الى مشارف البلدة. واتضح لاحقا ان سيف الاسلام نجل القذافي الذي اعتقل في جنوب الصحراء في نوفمبر تشرين الثاني كان قد استخدم بني وليد كقاعدة. وقبل قليل من نهاية الصراع بعدما اصبحت هزيمة القذافي لا مفر منها توصل شيوخ القبائل المحليون الى اتفاق بموجبه تم السماح للمقاتلين الموالين للمجلس الوطني الانتقالي بدخول البلدة دون قتال. وظلت العلاقات متوترة منذ ذلك الحين وتتفجر اعمال العنف من وقت لاخر. وقال الشاهد المقيم في بني وليد الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان العنف بدأ يوم الاثنين عندما اعتقل اعضاء في ميليشيا 28 مايو بعض الموالين للقذافي. ودفع ذلك أنصارا اخرين للزعيم السابق الى مهاجمة المقر العسكري للميليشيا. وأضاف "قتلوا بعض الرجال عند ابواب مقر الميليشيا." وقالت ميليشيا مقرها طرابلس ان مقاتليها اعتقلوا 17 شخصا قالت انهم جزء من شبكة لتهريب الاسلحة لانصار القذافي في بني وليد وغيرها. وقالت الميليشيا في رسالة نصية ان الاسلحة صواريخ جراد روسية الصنع. ولا يزال المجلس الوطني الانتقالي يلقى دعم قوى حلف شمال الاطلسي التي ساعدت بالضغط الدبلوماسي وحملة القصف على خلع القذافي وتنصيب الحكومة الجديدة. لكن تثور الان أسئلة داخل بعض الحكومات الغربية حول قدرة المجلس الوطني الانتقالي على حكم ليبيا بشكل فعال وتأمين حدودها ضد تنظيم القاعدة وتجار الاسلحة والمهاجرين بطريق غير شرعي الذين يحاولون الوصول الى أوروبا. وقد انزلق المجلس الوطني الانتقالي في أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الاهلية في مطلع الاسبوع عندما تجمع حشد من المتظاهرين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا واقتحموا مقر المجلس بينما كان رئيسه مصطفى عبد الجليل بالداخل. وكان المتظاهرون الذين أيدوا الثورة على القذافي في حالة غضب بسبب عدم تحقيق تقدم لاستعادة الخدمات العامة الاساسية. وقالوا ايضا ان الكثير من أعضاء المجلس الانتقالي فاسدون لعملهم في حكومة القذافي. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي كان هدف بعض الاحتجاجات انه قدم استقالته. وحذر عبد الجليل من أن الاحتجاجات قد تجرالبلاد الى هوة بلا قرار.