قتل تسعة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة في مدينة دير الزور بشرق سوريا يوم امس السبت في هجوم وصفته دمشق بأنه احدث دليل على إن الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد هي مؤامرة أجنبية. وذكرت وكالة الأنباء العربية السورية ان الانفجار كان انتحاريا وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص وأصابه نحو 100 بينهم حراس لمنشآت عسكرية. وأضافت إن مقار سكنية تعرضت لإضرار. وبث التلفزيون السوري صورا لدخان يتصاعد في سماء المدينة واثار دماء وسط الركام وواجهات مدمرة لمبان ومركبات تعرضت لإضرار. وذكر ناشط معارض ان هدف الهجوم كان قاعدة للمخابرات. وقال ناشط في دير الزور "انه هجوم جيد التخطيط على ما يبدو. الانفجار استهدف البوابة الخلفية الاقل حراسة في مجمع المخابرات العسكرية... حيث توجد سيارات العاملين." وقال التلفزيون السوري ان الانفجار جزء من حملة تمولها السعودية وقطر وهما دولتان خليجيتان تدعوان الى تسليح الجيش السوري الحر المعارض. وقال التلفزيون السوري ان مراقبي الأممالمتحدة المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأممالمتحدة زاروا موقع الانفجار. وتهدف خطة الأممالمتحدة والجامعة العربية التي صاغها المبعوث الدولي كوفي عنان إلى رسم مسار سياسي للخروج من دائرة العنف في سوريا حيث تحولت انتفاضة بدأت قبل 14 شهرا من حركة احتجاجية الى تمرد مسلح. وقال هيرفيه لادسو وكيل الأمين العام لإدارة عمليات حفظ السلام -والذي يزور دمشق للتشاور مع مراقبي وقف إطلاق النار- للصحفيين "هذه عملية. لقد توصلنا إلى عناصر محددة لأهدافنا. ولم نصل بعد الى ما نبتغيه." وأسفر انفجار مزدوج قرب مقر للمخابرات في دمشق في العاشر من الشهر الجاري عن مقتل 55 شخصا على الأقل في هجوم هو الأعنف بين سلسلة من الهجمات المشابهة في العاصمة. وأرسلت سوريا إلى الأممالمتحدة يوم الخميس رسالة تقول ان أعضاء من القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين يستخدمون مناطق حدودية في لبنان لتسليح المعارضة السورية. وأشارت بأصابع الاتهام الي حركة سياسية سنية يتزعمها سعد الحريري والي جماعات سلفية سنية لبنانية. وخاض مواطنون سنة في مدينة طرابلساللبنانية الأسبوع الماضي اشتباكات في الشوارع ضد العلويين الشيعة الذين تنتمي اليهم اغلب المؤسسة الحاكمة في سوريا رغم كونهم اقلية. وأرسلت سوريا في وقت سابق الشهر الجاري إلى الأممالمتحدة أسماء 26 أجنبيا قالت انهم ينتمون للقاعدة وإنها ألقت القبض عليهم وهم يحاولون الدخول من تركيا للقتال. وقال التلفزيون السوري يوم السبت انه احبط محاولتي تسلل أخريين أحداهما في محافظة ادلب على الحدود مع تركيا والأخرى من لبنان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات الأمن قتلت بالرصاص رجلا في خان شيخون في ادلب وان مسلحين مجهولين قتلوا شخصين في مدينة حلب الشمالية. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الانباء في سوريا التي تفرض قيودا شديدة على حركة الصحفيين الأجانب. ويتهم أعضاء المجلس الوطني السوري -الذي يمثل جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا- الأسد بتدبير الهجمات التفجيرية لتشويه سمعة المعارضة واثبات صحة حديثه عن مؤامرة أجنبية. وابلغ رئيس المجلس برهان غليون رويترز الأسبوع الماضي انه على استعداد للتنحي بعدما واجه انتقادات بأنه فشل في تعزيز العلاقات بين المنظمة التي تقيم قيادتها في الخارج والمحتجين المناهضين للحكومة والمقاتلين داخل سوريا. كما يتهمه منتقدون بالفشل في الفوز باعتراف دولي كصوت للمعارضة ضد الأسد والعمل كواجهة علمانية لهيئة تنتمي معظم عناصرها القوية لجماعة الإخوان المسلمين السورية.