كشفت مصادر موثوقة في شركة النفط اليمنية فرع عدن عن بدء عملية تهريب واسعة لمادة الديزل يقوم بها رجل الأعمال المعروف "توفيق عبدالرحيم" من صهاريج النفط المتواجدة في منطقة حجيف بمديرية التواهي محافظة عدن. وقالت هذه المصادر لموقع حياة عدن الإخباري إن عملية التهريب بدأت يوم أمس حيث شوهدت عدد من ناقلات النفط التابعة للمستثمر تقوم بنقل مادة الديزل المحتجز في الصهاريج من قبل هيئة مكافحة الفساد منذ العام الماضي بسبب قضايا فساد يمارسها "توفيق عبدالرحيم" ونقلها إلى أماكن مجهولة ، مضيفة بأن الصهاريج التي يمتلكها رجل الاعمال وتنتشر في منطقة حجيف تحوي بداخلها قرابة 25 مليون لتر من مادة الديزل. وأضافت المصادر بأن "توفيق عبدالرحيم" رفض عرض شركة النفط اليمنية فرع عدن بشأن عملية توزيع الديزل المتواجد في الصهاريج لحل الأزمة التي تعاني منها محافظة عدن واليمن بشكل عام. وأشارت المصادر أن الكمية التي خرجت حتى الآن قليلة مقارنة بالكمية المتواجدة في الصهاريج ، مطالبة الجهات العليا والسلطات المحلية والمدنية بوقف عملية التهريب التي يقوم بها المستثمر "توفيق" والتحفظ على ما تبقى من الديزل وتسليمه لشركة النفط من أجل توزيعه على محطات الوقود في اليمن بشكل عام. ورغم وصول 600 ألف برميل من النفط السعودي لمصفاة عدن مطلع هذا الأسبوع إلا أن أزمة الوقود لازالت مستمرة وبشكل كبير ، حيث تتوقف مئات السيارات في طوابير أمام محطات تعبئة الوقود في انتظار دورها لتعبئة الوقود . من جانب أخر أكدت مصادر يمنية مطلعة أن مجموعة من المسؤولين المتنفذين والمنتفعين قاموا مسبقاً ببيع كمية كبيرة من النفط الذي وصل إلى اليمن من السعودية، في إطار مكرمة خادم الحرمين للشعب اليمني، والبالغة 3 ملايين برميل. وأوضحت هذه المصادر ل"العربية.نت" أن عملية البيع من قبل مسؤولين حكوميين لتجار كبار يمارسون عملية احتكار للمشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء قد تمت، في حين كانت هذه الشحنات لا زالت في البحر وقبل وصولها إلى ميناء عدن ومصافي عدن. ولفتت هذه المصادر إلى أنه رغم مرور أسبوع من وصول أول شحنة من النفط السعودي ، إلا أن الأزمة الخانقة في الوقود لا زالت قائمة، مما يكشف حقيقة أن تجار الأزمات يواصلون تأزيم الوضع بتواطؤ من قبل فاسدين ومسؤولين متنفذين. إلى ذلك، أبدى مصدر مسؤول في مصفاة عدن استغرابه من استمرار الأزمة الخانقة في البترول، وخصوصاً البنزين في مختلف محافظات الجمهورية، برغم وصول كميات كبيرة من النفط السعودي الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كهدية من المملكة للشعب اليمني. وأشار المصدر إلى أن 65 ألف طن من النفط السعودي وصل إلى المصفاة الخميس الماضي، وأنه تم تصريف 15 ألف طن من البنزين إلى السوق حتى مساء الاثنين. ونقلت يومية "الأولى" المستقلة عن المسؤول في مصافي عدن قوله أن ال65 ألف طن من البترول التي وصلت من الأشقاء في السعودية تغطي احتياجات السوق المحلية لمدة 20 يوماً، حيث إن استهلاك اليمنيين لمادة البنزين يصل إلى 80 ألف طن شهرياً ، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية في مادة البترول هي أزمة مفتعلة، كون الكمية الموجودة في المصفاة تكفي السوق وتعيد الأمور إلى طبيعتها المستقرة.