قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها "لم تغضب" من المحتجين في مصر الذين رشقوا موكبها بالطماطم (البندورة) قائلة إن هذا مؤشر على تزايد الحرية والقلق لكنها أضافت إن ما أسفت عليه حقا هو ضياع طعام على الأرض. وسئلت كلينتون يوم الاثنين عن الواقعة التي حدثت في الإسكندرية يوم الأحد الماضي حين ألقى محتجون الطماطم على موكبها وأصابت ثمرة وجه مسئول مصري فأرجعت ذلك إلى حالة التوتر من التغيير الجاري في مصر. وقالت كلينتون في القدس بعد ساعات من وصولها من مصر "كلما تولت حكومة المسؤولية سريعا ويمكن الحكم على أفعالها ومساءلتها حينها سيتمكن الناس من اتخاذ قرارات لان الأقوال لا تعني الكثير مثل الأفعال ولذلك لم أغضب." واستطردت "ارتحت لان أحدا لم يصب وأسفت على ضياع ثمرات طيبة من الطماطم لكن بخلاف هذا لم يكن الأمر مزعجا بشكل خاص." كما اعتبرت كلينتون الاحتجاجات أيضا "مؤشرا على المناخ الأكثر تحررا الذي يتمتع به المصريون الآن. كما أنها تدل على إن الشعب المصري مازال قلقا على المستقبل." وقال مسئول أمريكي كبير انه لم تسقط أي مقذوفات على كلينتون وسيارتها التي كانت على مقربة من الحادث. وألقيت هذه الأشياء حين كان مسئولون أمريكيون وصحفيون يسيرون صوب الموكب بعد إن ألقت وزيرة الخارجية الأمريكية كلمة. وأصابت إحدى ثمار الطماطم مسؤولا مصريا في وجهه وسقطت أحذية وزجاجة مياه قرب السيارات المصفحة التي تقل وفد كلينتون بمدينة الإسكندرية بعدما ألقت كلمة عن الحقوق الديمقراطية. وهتف المتظاهرون "مونيكا .. مونيكا" في إشارة إلى علاقة الرئيس الاسبق بيل كلينتون زوج وزيرة الخارجية الأمريكية بمونيكا لوينسكي عندما كان في البيت الأبيض. وقال مسئول أمني مصري إن البعض رددوا في وقت سابق هتافات تطالب كلينتون بمغادرة البلاد. وأصبحت المظاهرات ظاهرة شائعة في مصر منذ إن أطاحت العام الماضي احتجاجات شعبية حاشدة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو حليف قديم لواشنطن. وتسيطر على مصر حالة من عدم اليقين السياسي حيث تنخرط قوتان ضخمتان هما الجيش والإخوان المسلمين في صراع على السلطة في البلد الذي يظل بدون دستور دائم او برلمان او حكومة. وفي كلمة بالقنصلية الأمريكية التي أعيد افتتاحها بالإسكندرية رفضت كلينتون تلميحات بان الولاياتالمتحدة التي ظلت لفترة طويلة تدعم مبارك تدعم فصيلا معينا أو آخر في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق العام الماضي. وقالت كلينتون "أريد أن أقول بوضوح إن الولاياتالمتحدة ليست معنية باختيار فائزين وخاسرين في مصر حتى لو كنا نستطيع.. ونحن بالطبع لا نستطيع." وأضافت "نحن على استعداد للعمل معكم حسبما تخططون مساركم وحسبما تقيمون ديمقراطيتكم ... نحن نريد الوقوف إلى جانب المبادئ والقيم وليس الأشخاص والأحزاب.