سيكون قصر الفنون في كييف المكان الملائم لاسبانيا وهي القوة المهيمنة بشكل كبير على الساحة الكروية حاليا لتعرف من سيلعب معها في مجموعتها في بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 في ظل سعيها لان تصبح اول منتخب يفوز بثلاثة القاب كبرى متتالية. وتتطلع اسبانيا المتوجة بلقب بطولة اوروبا في النهائي الذي اقيم في فيينا عام 2008 وبكأس العالم لعام 2010 لتقديم اداء مميز آخر وتحقيق ما لم تحققه حتى البرازيل والارتقاء الى مستوى التوقعات التي وضعتها على رأس المرشحين لنيل اللقب الاوروبي والاحتفاظ بكأس هنري ديلوني. ولم يحقق اي منتخب من امريكا الجنوبية او اوروبا بطولة كأس العالم بين لقبين قاريين متتالين او حتى نال لقبين متتاليين بكأس العالم وبينهما لقب قاري بينما تسعى اسبانيا الى تحقيق هذا الانجاز في اوكرانيا وبولندا في العام المقبل. وفي ظل كون اسبانيا من ابرز المنتخبات التي تقدم اداء متميزا ومبدعا يتسم بالسيطرة على الكرة على مستوى العالم فان شركات المراهنات البريطانية وضعتها في قائمة المرشحين الابرز للفوز باللقب الاوروبي. وصعدت اسبانيا الى النهائيات بعد سجل مثالي حققت فيه ثمانية انتصارات من ثماني مباريات وصنفت الى جانب هولندا – التي خسرت امام اسبانيا في نهائي كأس في العالم العام الماضي – وبولندا واوكرانيا المستضيفتين ضمن المنتخبات صاحبة التصنيف الاول في البطولة. وفي ظل تصدر اسبانيا لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وحلول هولندا في المركز الثاني واحتلال اوكرانيا المركز 55 وبولندا المركز 66 باتت معظم المنتخبات ترغب في ان توقعها القرعة التي ستسحب في العاصمة الاوكرانية في الثاني من ديسمبر كانون الاول المقبل مع واحدة من الدولتين المضيفتين. وستلقى بولندا واوكرانيا دعما بسبب لعبهما امام جماهيرهما الا انهما يمكن ان يواجها صعوبات في سعيهما من اجل التأهل لمراحل متقدمة في البطولة. ولم تفز اي دولة مضيفة ببطولة اوروبا منذ فوز فرنسا الرائع باللقب بقيادة ميشيل بلاتيني الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي لكرة القدم في عام 1984. وكانت البرتغال اكثر دولة مضيفة قريبة من الفوز باللقب حيث كان من المتوقع ان تفوز على اليونان في نهائي البطولة في عام 2004 في لشبونة الا انها تلقت هزيمة مفاجئة بنتيجة 1-صفر امام جماهيرها. ويبدو وضع اوكرانيا وبولندا قريب الشبه لما حدث في بطولة عام 2008 حيث لم تتجاوز الدولتان المضيفتان وهما النمسا وسويسرا دور المجموعات بالبطولة. وقال بلاتيني "سيكون من الجيد بالنسبة للبطولة اذا ما تجاوزتا الدور الاول. لان الاهتمام بالبطولة تراجع عقب خروج النمسا وسويسرا مبكرا في عام 2008." واضاف "عمل الجميع في بولندا اوكرانيا بكل جد للاعداد للبطولة. سيكون من الرائع ان يقدم الفريقان عروضا جيدة الا انه من الصعب على الاطلاق التوقع في عالم كرة القدم." وتتمثل احد مصادر الجذب بالنسبة للبطولة الاوروبية التي يتنافس فيها 16 منتخبا – والتي تتميز عن بطولة كأس العالم التي يزيد عدد الفرق التي تتنافس فيها بواقع المثلين – ان البطولة الاوروبية هي بطولة تتسم عادة بمبارياتها المتقاربة المستوى بين فرق الصفوة الاوروبية. وربما يتغير ذلك عندما يزيد عدد الفرق بدءا من النهائيات التي ستقام في فرنسا عام 2016 الى 24 فريقا. ولكن مع اقامة القرعة يوم الجمعة فان سويسرا هي المنتخب الوحيد من بين اعلى 14 منتخبا اوروبيا على صعيد تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) الذي سيغيب عن النهائيات. وبعيدا عن الدولتين المضيفتين فان جمهورية التشيك هي اقل المنتخبات تصنيفا حيث تحتل المركز 33 في التصنيف العالمي الا انها تمتلك تاريخا يدعو للفخر يتضمن الفوز باللقب وهي تحمل اسم تشيكوسلوفاكيا في عام 1976 وحلولها في مركز وصيف البطل المانيا في عام 1996. وتأتي المانيا – التي يقوم مدربها يواكيم لوف بتطوير منتخب شاب متميز والمرشحة لنيل اللقب – ضمن منتخبات التصنيف الثاني الى جانب ايطاليا وانجلترا وروسيا. ويضم التصنيف الثالث منتخبات كرواتيا واليونان والبرتغال والسويد بينما جاءت التشيك الى جانب الدنمرك وفرنسا وايرلندا في التصنيف الرابع على الرغم من انه ليس من السهل الاطاحة بأي منهم. وستقام النهائيات في الفترة من التاسع من يونيو حزيران وحتى الاول من يوليو تموز من العام المقبل في مدن وارسو وفروتسلاف وجدانسك وبوزنان البولندية ومدن دونيتسك ولفيف وخاركيف وكييف الاوكرانية. وستستضيف كييف نهائي البطولة. واكتنفت المشكلات مراحل الاستعداد للبطولة وهي اول بطولة كروية كبرى تقام في اوروبا الشرقية وخاصة على صعيد بناء الاستادات والبنية التحتية والفنادق وجوانب الامداد والتموين وهدد الاتحاد الاوروبي عدة مرات بنقل البطولة لدولة اخرى. ولكن ومع اقتراب اجراء القرعة في الاسبوع المقبل فان كافة الاستادات باتت جاهزة.
