تبقى لنا يوم واحد ويُسدل الستار على أمتع وأفضل بطولة للأندية في العالم -دوري أبطال أوروبا- بالنهائي الذي أدهش البعض على ملعب الأليانز أرينا حين يسافر نادي تشيلسي الإنجليزي ويحل ضيفًا ثقيلا على نادي بايرن ميونخ الألماني وسط أرضه وبين جماهيره التي لن تكون مثل كل مباراة في الأرينا تملأ جنباته بل تم توزيع حصة تذاكر المباراة بالتساوي بين البلوز والمانشافت. ا نادي تشيلسي أخيرًا وصل للمباراة النهائية بعد عناء منذ عام 2008 أمام المان يونايتد في موسكو فقد عاش 3 سنوات صعبة، وهاهو الآن يقترب من تحقيق حلم رئيسه الروسي الثري "أبراموفيتش" بالتتويج برابطة الأبطال التي تمثل له هدف لطالما كان يسعى للوصول إليه وقد ضحى بالعديد من المدربين الكبار الذين فشلوا في وضع هذا الكأس بين أحضانه. في تقريرنا هذا سنستعرض معكم مشاعر الجماهير الإنجليزية بمختلف انتماءاتها تجاه نادي تشيلسي في النهائي، وسنتعرف على رد فعل جماهير كل فريق من الفرق الكبيرة في إنجلترا يا تُرى هل ستساند البلوز في مهمتهم الصعبة أم لا ..!؟ من المؤكد أن أي مشجع إنجليزي سوف يحكم عقله ويُنحي أي خلافات محلية سيشجع البلوز في هذا النهائي، فهناك أكثر من سبب يدفعه لذلك، أبرزها الحفاظ على هيبة الفرق الإنجليزية في البطولة الأوربية وتوسيع فارق النقاط بين البريميرليج وباقي الدوريات الأخرى مثل الإسباني والإيطالي والألماني، وبذلك سيبقى المركز الرابع في لائحة الترتيب مؤهلا للبطولة. وأيضًا الجماهير الإنجليزية والبريطانية بشكل عام تعلم جيدًا أن نتيجة هذا اللقاء ستؤثر بالطبع على لاعبي البلوز الدوليين مع منتخب الأسود الثلاث في اليورو بعد أيام قليلة، سواء بالسلب أو بالإيجاب، فبالطبع أن يسافر "أشلي كول، جون تيري، فرانك لامبارد، وجاري كاهيل" إلى اليورو كأبطال لأوربا أفضل بكثير من حالة الإحباط الذي ستصيبهم في البطولة لو سافروا بخسارة مخيبة في هذا الدور النهائي، بعد السعي الدؤوب في السنوات الأخيرة خلف اللقب الأول في مسيرتهم. لذلك سيكون من الصعب التكهن والحكم على نية أي مشجع، ولكننا سنحاول تقديم بعض الأسباب لجماهير كل نادي ستمنعها أو تدفعها من تشجيع البلوز أمام بايرن ميونخ. لندن تنتظر سقوط مُمثلها ..! جماهير السبيرس: مصلحتي أولاً ..! لا يَخفى على أحد أن جماهير العاصمة الإنجليزية وعلى الرغم من تمثيل تشيلسي لها في هذا النهائي إلا أنها لن تدعم الفريق الأزرق أمام البايرن وبالتحديد جماهير شمال لندن سواء كانت جماهير توتنهام أو آرسنال لأكثر من سبب، فجماهير السبيرس في حالة فوز تشيلسي على البايرن ستجد فريقها خارج دوري الأبطال وهذا حسب قوانين الاتحاد الأوربي. فبرغم حصول توتنهام على المركز الرابع في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، إلا أنهم بات عليهم انتظار نتيجة نهائي الشامبيونزليج لأنه في حالة فوز تشيلسي باللقب سيتم إقحام اسمه في بطولة العام القادم كحامل للقب على حساب توتنهام الذي سيذهب تلقائيًا للدوري الأوربي. لذلك كان التصريح الأول للساحر "هاري ريدناب" مدرب الليلي وايتس بعد آخر لقاء في البريميرليج أعلن من خلاله نيته تشجيع ومساندة نادي بايرن ميونح في النهائي أمام تشيلسي من أجل إنقاذ توتنهام وتحقيق حلم لاعبيه وجماهيره والإبقاء على نجوم الفريق التي قد تطلب الرحيل في حال الفشل في التأهل لرابطة الأبطال. وقد تابعنا ليلة أمس استعدادات بعضًا من عشاق الديوك اللندنية للسفر إلى مدينة ميونخ الألمانية والجلوس وسط مشجعي البايرن في اللقاء وهم يرتدون قمصان توتنهام ومعهم أعلام الفريق، في موقف طريف للغاية، وقد صرح أحد المشجعين قائلا "يوم السبت يخوض توتنهام أهم لقاء له هذا الموسم، على الرغم من أن لاعبي الفريق لن يلمسوا الكرة في هذا اليوم". بينما جماهير نادي آرسنال فهم بالطبع منقسمين حاليًا في مسألة تشجيعهم للبلوز في النهائي، فهناك جزء منهم يتمنى هزيمة تشيلسي في هذا النهائي من أجل عدم صعود الفريق لبطولة العام القادم والذي قد يضر آرسنال بجعل المدفعجية يكررون سيناريو العام الماضي بخوض الأدوار الإقصائية من جديد وهذا بالطبع ما لا يريده "أرسين فينجر" وكتيبته منعًا للصدام مع فريق قوي آخر في هذا الدور التمهيدي كما كان في العام الماضي أمام أودينيزي. ولكن هناك شريحة عريضة من جماهير الجانرز ستقف خلف تشيلسي في هذا اللقاء بما أوتيت من قوة، وهي بالطبع الفئة المتعصبة لفريقها والتي تكره العدو التقليدي والجار المزعج نادي توتنهام وتتمنى أي وسيلة تمنعه من المشاركة في بطولة العام المقبل، مما قد يعطيهم القوة في نقاشاتهم مع أقاربهم أو أصدقائهم من مشجعي السبيرس في الموسم المقبل، وسيكون لديهم حُجة قوية من أجل إسكات جماهير توتنهام والتفوق عليهم، لذلك قد نرى جماهير ملعب الإمارات تقف خلف البلوز فقط نكاية في أعدائهم مشجعي الليلي وايتس. شعار مانشستر "فلنُنحي خلافتنا جانبًا .." ذِكر اسم "بايرن ميونخ" في مدينة مانشستر الآن سيسبب لك بكل تأكيد مشكلة مع أي مشجع كروي سواء كان يرتدي القميص السماوي أو الأحمر وسوف يرد عليك بسخط كبير، وسيحاول إنهاء المناقشة بأسرع وقت. فالمان سيتي جرحه من الفريق الألماني مازال مفتوحًا، فمن يتخيل خروج بطل إنجلترا من دور المجموعات لهذه البطولة، ولكن خسارة الفريق ذهابًا أمام البايرن بهدفين في مباراة تسببت في فقدان الفريق لمهاجمه الأرجنتيني الدولي "كارلوس تيفيز" لعدة أشهر بسبب خلافه مع المانشيو، وأيضًا الخسارة كانت عاملا بارزاً في توديع المواطنين المسابقة من الباب الضيق، مما أثار حفيظة بعض جماهير الفريق السماوي والتي من المؤكد أنها لن تساند البايرن في هذا اللقاء، لذا ستقف وبكل قوة خلف البلوز منتظرة رؤية أنصار بايرن ميونخ يتجرعون كأس المرارة والحسرة. أما الجانب الأخر من المدينة الذي يضم أنصار ومُحبي مانشسر يونايتد، فعلى الرغم من مدى المنافسة والاحتقان الذي ساد بين جماهير اليونايتد وتشيلسي في السنوات الأخيرة بسبب مزاحمة الأخير للشياطين على لقب الدوري الإنجليزي وأيضًا لقب دوري الأبطال في عام 2008، إلا أن أغلب جماهير اليونايتد ستساند تشيلسي أمام بايرن ميونخ والسبب معروف وأيضًا لم يكن بعيدًا أو تاريخيًا. فيكفي فقط أن نصف هدف رائع للهولندي الموهوب "أرين روبين" في وقت قاتل في مسرح الأحلام عام 2010 في الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، كان كفيلا بضمان تأهل الضيوف إلى الدور نصف النهائي وفرض الحزن والأسى على مدرجات الأولد ترافورد في يوم كئيب على اليونايتد رغم الفوز باللقاء. فكل مشجع مانشستراوي سيُتابع روبين يوقع على أول لمساته في النهائي سيتذكر هذا الهدف الذي أطاح بفريقه من البطولة، وحينها بكل تأكيد ستجده يصرخ مع كل هجمة لتشيلسي بدون أن يشعر فقط من أجل رد الدين للبايرن ومشاهدة دموع بعض جماهيره كما كان حاله منذ عامين. نكسة ويمبلي في الحسبان ..! حَرم أسود غرب العاصمة بداية هذا الشهر نادي ليفربول من اللقب المحلي الثاني له في الموسم، بعد التفوق عليه في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي والتتويج باللقب، وقد تشكل مباراة ويمبلي نقطة سوداء في علاقة جماهير الريدز بجماهير تشيلسي وخاصة في مباراة السبت أمام البايرن، لذا فمن المتوقع أن يدعم جماهير ليفربول الفريق الألماني من أجل التغلب على البلوز.