حلول كروية يطرحها: محمد العولقي بودي لو كنت مثل «جرير» و«الفرزدق» لهجوت كرتنا اليمنية شعراً لعل وعسى ترتدي القافية الشعرية كعباً عالياً يحرر آذان قياداتنا الرياضية من «وقر» الاستحمار و«عجين» الاستعمار..! بودي لو كنت مثل «الحطيئة» الذي هجا نفسه اعتراضاً على منتقديه لكتبت موادي النقدية بنبض «الصرامة» ومداد «الضرامة»، فربما يفتح الله علينا ويشرح صدور القياديين الذين حشروا «بطونهم» المترهلة و«كروشهم» المتفلطحة.. ويعون أنهم ليسوا سوى «أفيال» تتربص بهم «طيور الأبابيل»..! * وفي موضوع تعليق "خيبة" كرتنا على حبال الإمكانات الصاعدة والهابطة دون النظر في دلالات أن كرتنا بلا "رئة" إدارية تتنفس منها اللجان.. ويمدها الانضباط القانوني بأوكسجين البقاء.. فإن اللعب على أوتار "وضعنا" وقدراتنا فيه استهبال بالعباد واستهانة بعقول سكان البلاد..! * لم يعد مقبولاً أن ترتكب بعض اللجان العاملة وما أقلها في اتحادنا أخطاء مستنسخة لا تتواكب ومفهومية "الشطار".. وتسقط على رؤوس الفرق كالقنابل العنقودية.. ثم نجد "الفاعل" يبتسم في الديوان رغم أنه كارثة تمشي على قدمين.. فيتعامل مع "خطئه" على طريقة "الكاميرا الخفية" لزكية زكريا: تحب نذيع..! وطبعاً السر الذي لم يعد سراً أن الأندية ترى في "أخطاء" اللجان "مقدر ومكتوب"!!! * ولم يعد مستساغاً أن يتحفنا الاتحاد بمعلقات الصبر وموشحات "الجبر" مع العلم أن الجمهور اليمني حاصل على شهادة "الأيزو" في متواليات الصبر والجبر.. وموضوع تكرار اسطوانة أننا متخلفون ومستعجلون.. فيه إذكاء لنار الفتنة النائمة ولعن الله من يوقظها..! * كان عندنا أمل بأننا مازلنا أفضل حالاً من "فيتنام" التي نفضت غبار "هوشي منه" وأحسن بالاً من "هونج كونج" الخارجة من جوف التنين الصيني.. وأحسن فألاً من "سنغافورة" المتمكيجة بمكياج الحضارة الغربية.. لكن الليالي غير الملاح أكدت لي أنني كنت سيئ الظن.. بدليل أن منتخبنا يصعد إلى الهاوية بذات سرعة العداء الجاميكي المعجزة "بولت" نحو الأرقام القياسية! * المشكلة ليست في المهرج "توم" الذي ارتدى جلباب التدريب في زمن النحيب على حين غفلة من حارس البن في وادي سبأ.. ولا في جهله بخطط اللعب.. ولا في إصراره على "الدفاع" ومعاقبة المواهب.. لكنها في "عقول" أهل الاتحاد وفي قدرتهم على محاكاة واقع كروي "متخمر" و"متجلط" والسبب الذي يبطل العجب قبل حلول شهر رجب أن اتحادنا يتعالى على متطلبات المنتخب ويتحاشى الاعتراف بأن أوضاعه الإدارية "مختلة" وأن عمله يفتقد إلى آلية تنظم قنوات اللجان وتفعلها بحسب الاختصاص..! * بُحّ صوتي وتقطعت حبالي الصوتية وأنا أطالب الاتحاد برؤية عمل لا يكون "الفرد" المحتكر هو الخصم والحكم.. وتعبت بحاري وطفحت المجاري ونحن نمارس دور "المرشد" العام لإخراج الاتحاد من "متاهة" التخبط والضياع.. لكن الاتحاد يرى ما لا نراه ويسير دائما عكس عقارب ساعة "الانضباط".. ويسبح بعكس ما تشتهيه سفن الجماهير التي مازالت تهتف: بضاعة دورينا مضروبة! * في يقيني أن الأهداف الفنية غائبة ومغيبة عن مسابقاتنا الكروية تفضحها حقيقتان في منتهى الأهمية: الأولى: أن اللجنة الفنية "محنطة" قناعاتها رهينة لمواقف تتماشى مع من يهمشون عملها بقدرة فاعل.. وهي بالمناسبة لجنة لا تمسك بزمام الأمور مع أن العلم الكروي يقول: إن ظل المسابقات والمنتخبات الوطنية لن يستقيم وعود اللجنة الفنية أعوج! أما الثانية التي عادها لما تكون على حد تعبير "الهاشمي" الذي قال: عندك خطأ ما قرأت البسملة.. فتعود إلى "خلطة" الاتحاد غير المتجانسة إداريا على الأقل.. وإلى عقلية "الابتلاع" بمعنى أن الاتحاد أشبه ببحر بلا قرار.. أسماك القرش تأكل أسماك الباغة.. ولكم أن تقرؤوا "خارطة" العلل في الاتحاد وحتى الوزارة لتدركوا أن تخلفنا لا تفرزه الغدد الصماء المالية بقدر معرفتنا بأن الاتحاد يعاني من "روماتيزم" في الإدارة وفي كيفية إقناع الشيوخ الركع والأطفال الرضع على الالتزام بمبدأ الحياد السلمي الكروي حفاظاً على أصل "عدنان" ونسل "قحطان"!!! * وللأسف يتلون اتحاد الكرة بعاهات مستديمة فكراً ونهجاً.. بدليل أن تشكيلة الاتحاد حوت من كل زوجين اثنين.. ربما طمعا بالاقتداء بسفينة نوح.. وربما أن الاتحاد أراد محاكاة "الموضة" وهو لا يعلم أنه عماها بحجة تكحيلها.. * وإذا كانت تشكيلة الاتحاد نتاج انتخابات جمعيات دمار شامل نسميها مجازا "جمعيات عمومية".. فلا بأس من أن يعيد الاتحاد صياغة منظومته الإدارية والفنية.. مستخدما نظرية الباب والغربال للتخلص من "العاهات" والعناصر الخاملة التي ضربت الرقم القياسي في هز الرؤوس والاقتراب من لاءات "بوذا"! * وإذا كان الاتحاد يعاني من إعاقة ذهنية وترهل على مستوى الحركة المصحوبة بالبركة.. فإن الأصل أن يخضع الأعضاء "المعتقون" ومدمنو أغنية "واقف على بابكم ولهان ومسير" للفحص الكروي في مختبرات الفطنة التي تذهب بالبطنة.. عندها لن يجد الاتحاد بداً من التخلص من "قوارض" الكرة والأمانة التي اشتكت منها الجبال..! * يعلم كل من في رأسه خلية مخ.. أن الكرة اليمنية أشبه بزغرودة في بيت العزاء الرياضي.. ويدري فرسان الزمن الأغبر.. أن كرتنا مجرد مسخ وكائن هلامي.. لا نحن التزمنا بقوانين "الهواة" ولا اندفعنا باتجاه مغريات "الاحتراف"! * وصدقوني الموضوع لا يتعلق بالسيولة المالية رغم أهميتها في تغذية النشاط.. ولا يتعلق بحماس المراهنين على النوم في شتاء كانون بدون غطاء يدعم الموقف.. الموضوع.. موضوع وعي وبرمجة وتخطيط وعلى قد فراشك مد رجليك.. * ما جدوى توفر السيولة المالية دون عقول إدارية تدير دفة القيادة وتوجه ما هو متاح لتنمية القدرات وربط جسر تواصل بين الكباتنة اللاعبين واتحاد الكرة.. أقول قولي هذا لأنني أول من يعلم أن الثقة بين الاتحاد واللاعبين معدومة ومفقودة.. أما لماذا؟ فلأن الاتحاد يختلق أحيانا الأزمات ويذكي نيرانها.. وهي أزمات "ممسرحة" تهدف إلى ربط مصير اللاعب بشخصنة اتحادية! * لم يعد في صالح اتحاد الكرة السكوت على "ترهل" المنظومة الإدارية.. ولم يعد في صالح الاتحاد أن يحارب طواحين الهواء في الدفاع عن أعضاء علاقتهم بالكرة نفس العلاقة التي كانت بين "موسى" و"فرعون".. وبات من الأولويات أن يتخلص الاتحاد من موروثه "السلبي" مع الآخرين ويعلن للملأ "هيكلة" فورية للجان والأعضاء.. ولا بأس أن يذبح "القرابين" في موسم المحاسبة مستخدما الجمعيات العمومية كدرع يبرر التصفيات الجسدية للأعضاء الخاملين والذين يشكلون أعباء على رئيس الاتحاد بالذات! * كثير من الأعضاء الخاملين.. أكدوا لي أن علاقتهم بالاتحاد مقطوعة وأنهم لا يجدون عملاً بعد تحول الدكتور حميد إلى "اتحاد" مصغر داخل الاتحاد الكبير..سألتهم: لماذا لا تستقيلون لتريحونا وتريحوا أنفسكم؟ جوابهم: خلينا معلقين..!!! * الجواب السطحي يدفعني للإجابة نيابة عنهم: إنهم يخشون غضب رئيس الاتحاد..وثورته.. وهم لا يدرون أن الاستقالات ربما تكون الحسنة الوحيدة التي تغفر لهم خطايا هم.. أولاً بحق أنفسهم وبحق الأندية التي مثلوا بها ولم يمثلوها بعد أن تحولوا إلى "خيال مآتة".. وثانياً: بحق رئيس الاتحاد فقد خذلوه وهم الذين أوهموه بأنهم كفاءات ستحرر الإدارة من "الشخصنة" و"الاتكالية"!!! * وصلنا إلى قناعة مفادها.. تخيير اتحاد الكرة أما السلامة.. بإعلان ثورة "قلع" والتخلص من "عتاولة" الزحف على كل ما يتعلق بالفلوس التي تبيع النفوس.. أو الندامة.. بإبقاء الوضع على ما هو عليه إلى أن تحين ساعة الانتخابات.. ويعود الاتحاد للدوران في الحلقة المفرغة..! * من الشجاعة بمكان.. أن يبدأ الاتحاد بنفسه.. ويستخدم الكي كآخر وسيلة لمداواة "الإدارة".. نريد لجاناً فاعلة تستوعب القوانين واللوائح.. ولا نريد لجاناً "مشفرة" يستخدمها الاتحاد ككباش وخرفان وقت اللزوم.. وهذا لن يحدث بالنوايا وترحيل مبادرات "الترميم" إلى أجل غير مسمى.. والطبطبة على رأس العضو "النائم".. والعضو "الهائم" في سماوات الضياع والانصياع.. وإنما بصميل "العقاب" وشاكوش "الثواب" والتخلص من "قوارض" تقتات على "فضلات" البقاء دون النظر في دلالات أنهم "عالة" على "جيب" رئيس الاتحاد.. بأسلوب أقرب إلى كيد "أنثى العنكبوت"! * في تصوري أن سبع سنوات كافية للتخلص من "تركة" قيادة الكرة اليمنية بدون "مجاديف" إدارية تكون متانتها وتجاربها في خدمة "قوارب" النجاة.. صحيح أن للاتحاد فترات "سمان" تحسب له بقيادته للأنشطة والمنتخبات في وقت كان الحبل "السري" مقطوعاً مع الوزارة.. لكن بالمقابل هناك فترات "عجاف" وما أكثرها خصوصا والاتحاد غيّب الأهداف الفنية عن مسابقاته وأبقى على آلية "زمان والله زمان" والفضل في ذلك لقيادات "مهجنة" دخلت المعترك الإداري وهي فاقدة للشروط الرياضية والكروية! * وإذا كانت البطولات "يامولاي كما خلقتني".. لم تتطور ولم تحقق الأهداف الفنية.. إما لأن الاتحاد يسيّر البطولات بطريقة تقليدية حتى لا نكون عرضة لتهكمات أحفاد "ابن بطوطة".. أو لأن الاتحاد يعاني من شلل في الأمانة ومن نزيف في المسؤولية.. والنتيجة أن البطولات تحولت إلى سوق عكاظ، حيث يتم استبدال الكذب بالافتراء والبركة في أعضاء لا فادوا أنديتهم ولا فادوا الشيخ "أحمد العيسي".. وهذه حقيقة يعرفها "العيسي" ويؤمن بها.. وصبره عليهم طال واستطال مع أن كوكب الشرق "أم كلثوم" تؤكد أن للصبر نفسه حدود! * ولأن دور الإعلام إصلاح المسار وضخ دماء الحلول في الجسد الكروي.. فإن على الاتحاد أن يراجع حساباته وأن يعلن الحرب على "المحوشين" الذين يرون في الانتساب للاتحاد "مغنماً" في مواسم "أكل العنب".. وأن يستعين بخبراء حتى من الخارج لصياغة المفاهيم الإدارية وليس في ذلك أدنى عيب.. فحتى "سيف بن ذي يزن" استعان بالفرس لدحر الأحباش كما يؤكد تاريخنا القديم.. كما أنه ليس عيبا أن يخلع كل شيخ "عمامته" ويتنازل عن "منصبه" طالما وهو أكثر من هم على القلب الرياضي..! أدري أن رئيس الاتحاد "شجاع" وقوي ولا يخشى في إصلاح وضع الاتحاد "لومة" لائم مهما كان وزنه وطوله وعرضه وارتفاعه.. والفرصة اليوم مواتية لغربلة الاتحاد وفرملة قطار مدمني "القروش".. وترتيب منظومة المنتخبات الإدارية.. ومعالجة قضايا لجان ترفع شعار "هيا للنوووم" كما هو الحال بجرجور بطل مسلسل "افتح ياسمسم".. الفرصة سانحة لاستعادة ثقة الجماهير والنقاد والإعلام وكل من له علاقة بكرة القدم.. والشاطر من يبدأ بتقويم نفسه.. فأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.. والله من وراء القصد…!