العربان يعجزون عن المرشح التوافقي .. واليمن تلعب بأعصاب الجميع منصور الدبعي من يوم غدٍ ستقرع طبول الحرب الشرسة للفوز بمقعد منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. وستتجه الأنظار إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث ستبدأ الحجوزات للإقامة الفاخرة وتنسيقات اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد الحسم في الثاني من مايو القادم.. حيث ارتفعت حرارة الانتخابات بشدة خلال الفترة الأخيرة ووصلت إلى أعلى المستويات وتبادل الاتهامات.. واستخدم اذلك أسلحة مشروعة وغير مشروعة للتسويق بين المرشحين الذين أشغلوا جميع وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة بتصاريح نارية مصحوبة بذكاء وخبرة يتم اسخدامها في الوقت المناسب.. لا حديث في القارة الصفراء، أكبر قارات العالم، إلا عن منصب رئيس الآسيان الذي سيتقلد المنصب بداية شهر مايو..حتى سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مارس سياسته الخاصة وقناعاته المريبة بحياده التام لجميع المرشحين، مع انه من خلف الكواليس يبعث بإشاراته الخاصة المحددة لميولاته الغامضة والمباركة للجميع.. رغم فضحه في تقارير إعلامية بمؤزراته للبحريني سلمان بن ابراهيم، وجعلت تلك التقارير تغضب بلاتر وإصدار بيان أوضح فيه مساندته لاستقلالية الاتحادت القارية في إدارة شؤونها، وكالعادة اتفق العرب على أن لا يتفقوا.. وأصروا على عنادهم وخلافاتهم الخاصة وعدم الوصول الى المبادرة العربية بالمرشح التوافقي، فالجميع يرى نفسة الأجدر بالمنصب.. وياخوفي ان يذهب بالأخير الى التايلندي ماكودي الذي يستغل عدم تسليط الأضواء عليه ويقوم بحشد الهمم والترتيب له. المرشحون لمنصب الرئيس يتنافس على منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كل من الإماراتي يوسف السركال والبحريني سلمان بن ابراهيم والسعودي حافظ المدلج والتايلندي ماكودي، فيما سيكون منصب النائب لامرأة آسيوية، فيما سيتنافس على منصب ممثل الاتحاد الآسيوي في اللجنة التنفيذية فيفا القطري حسن الذاودي والبحريني سلمان بن ابراهيم. وعمل كل عضو على تطمينات خاصة بانه بات قريبا بالفوز بالمنصب، حيث يواصل يوسف السركال إطلاق تصريحاتة الواثقة بالتربع على رئاسة الاتحاد الآسيوي، بل انه تجرأ في إحدى المرات بإعلان أصوات الدول التي سوف تصوت لولا تراجعه في اللحظات الأخيرة وادعاه انه من باب ثقته بتلك الإعضاء. فيما تراجع السعودي حافظ المدلج عن إعلان انسحابه من سباق كرسي المنصب، وأكد انه قام بتأجيل تلك الخطوة ويقصد خطوة الانسحاب الى حين الالتقاء بالإماراتي السركال والبحريني سلمان بن ابراهيم، في محاولة منه للاتفاق على مرشح واحد، وقد يتم ذلك في اللحظات الأخيرة في ماليزيا.. بينما يؤكد الاتحاد السعودي لكرة القدم ان مرشحهم المدلج لن ينسحب وسيستمر في المنافسة على كرسي الرئاسة الى الرمق الأخير رغم تضاؤل فرصه بالفوز لأسباب عديدة.. تأخير إعلان دخوله في سباق المنافسة.. وعدم التحضير والترتيب الجيد له بالانتخابات إضافة الى التراجع الكبير للكرة السعودية خلال الفترة الأخيرة وصراعها الخفي مع لجان الاتحاد الآسيوي حول المسابقات والتحكيم. بينما يصر البحريني سلمان بن ابراهيم ان الوقت قد حان ليتولى زمام إدارة الكرة الآسيوية، وكان قد نفى في مؤتمر صحفي سابق الأنباء التي أشارت الى إبلاغه الأجهزة الأمنية البحرينية بالقبض على لاعبي منتخب البحرين محمد وعلاء حبيل أثناء الأزمة السياسية بالبحرين بحجة مناصاترهم للمتظاهرين، حيث تم الحكم عليهم بالسجن لمدة عامين وهو ما يعني تدخل سياسي منه تجاه لاعبيخ بحسب تقارير آسيوية. إضافة الى تصريح رئيس الاتحاد الفلبيني لكرة القدم خوسيه مارتينز وإشارته إلى ان هناك جهة طلبت منه التصويت لصالح الشيخ سلمان بن ابراهيم مقابل نصف مليون دولار، وهي اتهامات خطيرة سوف تؤثر بشكل كبير على مسيرة سلمان بن ابراهيم في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. وسعى الشيخ سلمان بقوة لنفي هذه الاتهامات وألقى باللوم لأطراف أخرى تريد عرقلة مسيرته الانتخابية وتشويه سمعته، وأكد ان تلك أقاويل ليس لها أساس من الصحة. ويذهب التايلندي ماكودي للعزف على أوتار الدول الفقيرة في آسيا ودغدغة مشاعرهم في مساعدتهم على النهوض بكرة القدم في بلدانهم وتقديم كافة الدعم وتغيير سياسة الإنفاق الكوري في آسيا.. وانتهج شعارات تحمل الطابع السياسي بقوله لابد من إعادة توزيع الثروة.. فهناك دول في حاجة ماسة للمال والتطور ودول أكثر ثراء، حيث يأمل ماكودي مساندة دول الأعضاء بالاتحاد الآسيوي والبالغة 47 دولة له في الانتخابات وتمنحه أصواتها ليحدث ثورة في كرة القدم الآسيوية. الترتيبات ومنح الأصوات لم تخفِ الكويت مساندتها الكاملة للمرشح البحريني سلمان بن ابراهيم وأعلنت ذلك في مؤتمر صحفي أطلقه أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عضو الاتحاد الكويتي لكرة القدم.. فيما تميل عمان للمرشح الإماراتي يوسف السركال الى جانب قطر ولم تحدد العراق صوتها وتحفظ تصاريحها بنوع من الدبلوماسية. أما اليمن فهي كالعادة مثلما لعبت بأعصاب الجميع في الانتخابات الماضية ورجحت فوز القطري بن همام في اللحظات الأخيرة بفارق صوتين عن البحريني، فهي الآن تمارس نفس الدور ولم تصرح بمنح صوتها لأي جهة الى اللحظة وإن كانت التسريبات والأخبار قد أفادت بمنح اليمن صوتها للإماراتي السركال، وتارة أخرى للبحريني سلمان بن ابراهيم.. إلا أن الشيء الجميل الذي يحسب لليمن احتفاظها بصوتها الى صندوق الاقتراع ليوم التصويت.. وان كان رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي قد نفى وبشدة في تصريح فضائي هذا الأسبوع لفضائية اليمن عن استلام الاتحاد اليمني لأي مليم مقابل منح الصوت في الانتخابات الآسيوية القادمة.. وأكد ان اليمن لم ولن تبيع صوتها وسوف تمنحه للشخص المناسب في الوقت المناسب.. لقد أوجدنا احتراما كبيراً لليمن لأننا لم نتسول أو نشحت المال مقابل الصوت.. حيث تغيرت نظرة الأشقاء في اتحادات الدول الخليجية لليمن عن السابق.. غيرنا المفاهيم الخاطئة القديمة بالتسول والشحت.. جعلناهم يحسبون لليمن ألف حساب.. ورفض العيسي خلال تصريحه الفضائي الكشف عن صوت اليمن في الانتخابات واكتفى بان اليمن تريد النجاح للجميع وان تكون انتخابات نزيهة وأخوية ودبلوماسية بعيدة عن الحسابات الأخرى.. لكن الشيء المؤكد ان اليمن سوف تمنح صوتها في انتخابات تنفيذية للفيفا للقطري حسن الذاودي الذي يحظى بقبول كبير لدى الآسيان خصوصا انه رئيس ملف مونديال قطر 2022 ويمتلك خبرة عالمية كبيرة.. وبقاؤه في منصب الاتحاد الدولي سوف يساعد قطر كثيرا في تنظيم مونديال 2022 وإنهاء الإشاعات بنقل المونديال من قطر نتيجة حرارة الطقس الساخنة أثناء إقامة المونديال. وتدور خلف الكواليس الكثير من الاتصالات والتحضيرات والترتيبات المستمرة للانتخابات التي سيحضرها رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني.. فمن سيكون عريس آسيا..؟ لننتظر ونرى..