لم أرى في حياتي شبابا مهووسا ومتعلقا ومولعا بالساحرة المستديرة كما هو الحال مع الجماهير الرياضية السعودية، وقد جمعتني الصدفة بعدد من الشباب السعودي لمتابعة اللقاء الكروي الذي كان فريق الهلال السعودي طرفا فيه في إطار البطولة الآسيوية للأندية الأبطال، ودهشت كثيرا أن غالبية من كانوا يشجعون الفريق الأخر هم سعوديون، بل أن بعضهم سألني بحدة أنتم اليمنيون تشجعون النصر .. ليش تشجع الهلال ؟؟؟ أطلعت الشاب المندفع بأني من محبي فريق الشباب السعودي ولكني أشجع كل الفرق السعودية حين تكون المشاركة خارجية، وحين جاء دوري لأساله كيف يشجع فريقا أجنبيا على فريق يمثل بلده ، فقد أذهلني برده حين قال إنه لن يشجع الهلال حتى لو لعب مع فريق اسرائيلي…. هذا الرد الصاعق جعلني اتسأل من ينفخ هذه الكراهية ومن يغذيها، ووجدت بين المشجعين شاب سعودي رزين وهاديء أخبرني إن غالبية الجماهير التي تشجع الأندية السعودية تكن عداء شديد لنادي الهلال ، والسبب هو الإعلام الهلالي ومسئولين نادي الهلال – باستثناء رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد – الذي يتسم بالهدوء والعقلانية في أحاديثه الصحفية ولا يثير غضب أحد ، وشرح لي إن الإعلام الهلالي لديه القدرة الهائلة على استعداء الجماهير السعودية ضده ، فهناك كتاب صحفيون في الصحف السعودية الرسمية لا يمثلون الصحيفة بل لا يتحدثون إلا عن الهلال وأمجاده ومنجزاته وكأن الصحيفة يمولها الهلال، وهم لم يجدوا من يردعهم أو يوقفهم فتمادوا في غيهم ، قلت له إن هذا الأمر لا ينطبق على الهلال فقط فالنصر والأهلي والاتحاد لهم كتابهم في الصحف الرسمية، وقد أقرني على هذا الأمر إلا أنه أضاف ، كتاب الفرق الأخرى حين تتلقى أنديتهم الهزيمة يشنون حملة شعواء على أنديتهم سواء كانت الإدارة أو المدرب أو اللاعبين، لكن كتاب الهلال حين يخسر فريقهم يرمون باللائمة على الحكام أو على أرضية الملعب ، أو يلعنون الحظ وكأن ناديهم لا يمكن أن يخسر، وهذا تقزيم وازدراء للفريق المنتصر ولجماهيره ، بل أن الأمر وصل ببعض الإعلاميين الهلاليين إن برر الهتافات العنصرية التي طلقها جماهيره ضد لاعبي الاتحاد في اللقاء الذي جمعهما في بطولة كأس خادم الحرمين… شخصيا أرى أن فريق الهلال من أروع الفرق الآسيوية ولاعبيه نجوم كبار لا يشق لهم غبار، وأتمنى من رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو شاعر فذ أن يبعد لاعبيه عن الإعلام ، فلاعبي الهلال يفكرون فيما سيقال عنهم أكثر من أي شيء، وهذا التفكير يلازمهم في وقت المباراة الأمر الذي يشتت جهودهم ويمنعهم من تقديم المستوى المطلوب. – السكرتير الإعلامي في السفارة اليمنية في الرياض