يدخل المدرب جوزيه مورينيو الى ستامفورد بريدج هذه المرة، محمّلاً بالكثير من الوعود والتحديات التي لا تزال تُشغل بال الروسي رومان ابراموفيتش. لكن البرتغالي الذي خاض تجربتين في إيطاليا وإسبانيا، يعود إلى الملاعب الإنكليزية من الباب العريض، وفي جيبه الكثير ليقدمه لجماهير "البلوز". وليس من باب الصدفة أن يُطلق مورينيو على نفسه لقب "المدرب السعيد"، لا سيما وأن ما تواتر من أنباء عن الإجتماعات والمفاوضات التي جرت بينه وبين فريق إبراموفيتش قبل توقيع العقد، والتي تشير إلى أن الملياردير الروسي وضع ميزانية كبيرة بتصرفه مع وعود ربما "شكلية" بعدم التدخل بقراراته، يوحي إلى حد كبير بما يخطط له المدرب البرتغالي في رحلته الثانية مع تشيلسي. ومن الواضح أيضاً ان قائمة "مطالب مورينيو" تمت الموافقة عليها سلفاً، والدليل سرعة التعاقدات والتي كان أولها مهاجم باير ليفركوزن الألماني أندري شورله، وما تسّرب عن إتفاق سرّي يقضي بانتقال مهاجم نابولي أدنيسون كافاني. لكن طريق "السبيشل وان" مع تشيلسي ليست معبدّة بما فيه الكفاية، ويدرك مورينيو أن بإنتظاره تحديات جمّة عليه العمل عليها، لأنه لا يمكن أن ينطلق مما حققه خلال فترته الأولى حين قاد تشلسي لأول لقب دوري منذ 50 عاماً ثم فاز بآخر ولقبين في كأس رابطة الاندية الانكليزية ولقب كأس الاتحاد الانكليزي. ويعرف مورينيو أن تشيلسي حقق خلال غيابه لقبين أوروبيين هما دوري أبطال أوروبا ويوروبا ليغ على يد مدربين لم يمكثا طويلاً وهما الإيطالي دي ماتيو والإسباني رافائيل بينيتيز. ومن أجل ذلك كان البرتغالي واقعياً بعد تقديمه رسمياً لوسائل الإعلام، وسعى للتقليل من حجم التوقعات بالاعلان عن أن تشيلسي سيفوز بلقب الدوري في الموسم الثاني له مع الفريق وليس الموسم المقبل. ومع أن تشيلسي يعّد من أبرز المرشحين للفوز باللقب الموسم المقبل، فإن الجماهير تنتظر بترقب للمواجهة التي ستجمع مورينيو مع غريمه بيب غوارديولا حين يلتقي البلوز مع بايرن ميونيخ في كأس السوبر الأوروبية في الثلاثين من آب المقبل. ولا شك ان الفوز باللقب الاوروبي سيفتح الكثير من الآفاق للمدرب الثامن في تاريخ تشيلسي منذ شراء أبراموفيتش للنادي في 2003. لكن المطلوب من مورينيو أيضاً الحفاظ على عنصر الإستقرار في النادي، ومواصلة الاستثمار في قطاع الشباب وهو النهج الذي اتبعه النادي خلال العامين الماضيين،وهو ما يعني ان عليه التعامل مع الكثير من الحالات في الفريق ومنها جون تيري، آشلي كول، فرانك لامبارد، فلورين مالودا، جون أوبي ميكيل وغيرهم. وهذا الامر لم يخفه البرتغالي حين قال ان "الاستقرار مهم لتطوّر اللاعبين الشباب، ومن أجل النادي وقاعدة المشجّعين ومن أجل الوضع الاقتصادي وهو الأمر الأكثر أهمية فيما يتعلّق بقاعدة اللعب المالي النظيف، أعتقد أن المالك ومجلس الإدارة يرغبون كثيراً في هذا الاستقرار". في تشيلسي أيضا سيسعى مورينيو لإيجاد حل لمشكلة الإسباني فرناندو توريس، مع أنه بعث برسالة إطمئنان للاعب الإسباني أن مستقبله سيكون مع البلوز. وفي الختام هناك حلم شخصي يراود مورينيو وبالتأكيد ليس هناك أهم من دوري أبطال أوروبا، وبالطبع إذا ما تحقق هذا الامر فسيكون "السبيشل وان" المدرب السعيد في تشلسي.