لم يُخلَّف الموسم الكروي 2012-2013م لأندية عدن حتى الان الا الحسرة بوقوعها جميعا أندية الدرجتين الأولى والثانية في ذيل ترتيب الفرق المشاركة في البطولتين، وستكون الحسرة أكبر لو لا قدر الله ارتفع عدد أندية الدرجة الثالثة بعدن بهبوط شمسان والنصر الاثنين او واحد منهما، وعوضهما في الثانية مثلهما او أكثر بهبوط اندية المحافظة "التلال والوحدة، والشعلة" الموجودة الان مؤخرة ترتيب الدرجة الأولى. حسرة ما بعدها حسرة ستحل بالرياضة العدنية وستخل بميزان قوى كرة القدم اليمنية التي شكلت فيه الفرق الثلاث حضور طيب لإرث كرة القدم في الجنوب الأقدم في النشأة والأفضل في المستوى حتى وقت غير بعيد، والأسباب في ذلك متعددة منها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لكن اهمها المنظور بالنسبة للرياضي العادي هو الفشل الإداري المستشري صعودا من النادي مرورا بمكتب الشباب بالمحافظة والمحافظ ووصولا الى وزارة الشباب والدولة بصفة عامة. ومن يتذكر الصورة الطيبة التي ظهرت بها رياضة المحافظات الجنوبية في الايام الأولى للوحدة في كل الألعاب التي تسيدها الجنوبيون خصوصا في كرة القدم والطائرة والسلة كحالة أثبتت الخلل البنيوي والفني الذي كانت عليه رياضة الشمال قبل الوحدة بالرغم مما كان يسخر لها قياسا الى فقر رياضة الجنوب ماليا وارتفاع مستواها فنيا، يدرك كيف أن جهات عليا في الشمال الزمت نفسها ادبيا وربما بتوجيهات فوقية بدعم رياضة الشمال فشهدت تحسن مالبث ان تتطور الى تفوق مقابل ما تعرضت له رياضة الجنوب ما هزة كبيرة بتحولها من رياضة موجهة تحت إشراف ودعم الدولة الى رياضة ناقصة الاهلية تعتمد على فتات الدعم ومطلوب منها ان تنتقل الى مرحلة جديدة يقال لها مرحلة الاحتراف بمتطلباتها المالية الكثيرة ففشلت في الحفاظ على لاعبيها وبالتالي خسرت كل او معظم فرص الصمود أمام قوة المال والسلطة التي لعبت لصالح رياضة الشمال فعملت على ميلان الكفة لصالحها على مستوى تحقيق البطولات او تزيين لاعبيها للمنتخبات. وبالرغم من ذلك فان رياضة عدن احتفظت بحضورها القوي والمنافس لأنها وجدت ادارات صادقة تعاملت بمسئولية واستطاعت ان تحافظ على الحد الأدنى من الحضور المؤثر لرياضتها على خارطة المنافسة المحلية ولم يكن يخلوا موسم من بطولات تحصد باسم عدن في كل الالعاب لان عدن مهد الرياضة ومستقبلها. لكنها هذا العام مقبلة على حسرة ما كان لها ان تحدث لو ان هناك مسئولين يخافون الله في الرياضة وفي الشباب وفي الناس اجمعين، تهم مصلحة رياضة الوطن بشكل عام وعدن بصفة خاصة يلتزمون للأنظمة وينفذون اللوائح بعيدا عن الولاءات الضيقة والانتماءات التي ليس من ورائها الا الويلات. عدن ورياضتها مقبلة على نهاية حزينة لموسم محزن ليس في كرة القدم بل في كل الالعاب وعلى راسها السلة والطائرة والقدم، وعن ذلك اسالوا المحافظ ومكتب الشباب والرياضة لانهما السبب في تنصيب ادارات الفشل وهكذا الامر دائما "زرع ..حصد". نشر في اليمن اليوم – يوم السبت الماضي