لم يمهلنا الخواجة مدرب المنتخب اليمني الأول لكرة القدم، لالتقاط الأنفاس، ثم السؤال عن ذلك الجهبذ القادم إلى صنعاء، حاملاً معه سيف المعز، ومصباح علاء الدين السحري، لتحقيق أحلام الجماهير الرياضية اليمنية قاطبة، متوعداً الدخول إلى حلبة المنافسة " من بدري" عبر الأبواب الواسعة، والنوافذ، والإعلان عبر القنوات الرياضية الفضائية، والصحف، ومواقع النت، أنه قادم – مفيش يا أمه ارحميني- وبقوة إلى معترك المنافسة الخليجية، متحديا قوى الخليج العظمى كروياً!!. كنا نظن أن "مورينهو" مدرب ريال مدريد، أصابته أمراض الدنيا كافة من عمى، وحصبة، جدري، سعال، إسهال، صمم… وركب طائرة "اليمنية" متوجهاً إلى العاصمة صنعاء، لتوقيع عقد احترافي لتدريب المنتخب اليمني، برفقة سعيد الحظ الدكتور حميد شيباني، الذي وجدها فرصة، ليشفي غليله وليخرج (لسانه) لكل الصحفيين، فرحا، مسرورا: "على عينكم، جبت "مورينهو"!. آخرون، فاقوا من الصدمة، وقالوا أكيد "جوارديولا" العاطل عن العمل هذه الأيام، وصل اليمن لتدريب منتخبه….!!. ولهذا كانت تصريحاته نارية. تلك (الهنجمة) بعاليها، لا يقولها، عاقل، إلا إذا كان واحد عبقري، عندها فقط، يمكن ندخل معه خانة التصديق! مدرب مجهول، أتى من الركن البعيد الخالي، وارتضى التوقيع على عقده دون شرط جزائي، ودون معسكرات حقيقية، ودون منتخب، فالعناصر الحالية بضاعة مضروبة، والبيئة المحيطة مثبطة، تقف أمامه حواجز أسمنتية للنجاح، وأكوام براميل الغباء الاتحادي، ويخرج ليقول: "عفوا يا خليج، هذه المرة سنخرج منتخب اليمن من خانة "أبو نقطة" وعلامته الصفرية السائدة، عفوا يا خليج، سنقهر السعودية، وسنتعادل في مباراة، وسنخسر مثلها أمام العراق والكويت!!!. كل هذا الإعجاز خلال شهرين فقط، كون السيد البلجيكي (توم) لا زال طازجاً. وعند سؤاله عن سبب توقيعه دون شرط جزائي، قال إنه يعشق التحدي، وكله ثقة من نجاحه، هل حقاً وضحت فكرة "عمياء تخضّب مجنونة"؟!!. وبودي اسأل: ما نوعية الأفلام التي يحرص على متابعتها هذا الداهية (مبلّط البحر)، وأثرت عليه وفي تفكيره، هل هي أفلام الإعجاز العلمي؟ أم أفلام الهوليوود؟ أم أفلام الكارتون، خاصة "السبع المدهش"؟!!. عفوا يا خواجة (كرياكو)، أنت ممثل بارع، أتيت واليمنيين في حالة اكتئاب، ووجع، جراء الأزمات الخانقة، وتبرعت من حر مالك لإضحاكهم، والتندر عليك وفق الطريقة المصرية: "العبيط أهوووووه….هووووه"!.