العمدة يروي ل«ماتش» قصة الحفاظ على ماء وجه الكرة العدنية: بقينا في الأضواء بجدارة ولا يهمنا من يغرد خارج السرب حاوره : عبدالله مهيم كان الدوري الكروي هذا الموسم بالنسبة للتلال مختلفاً تماماً عن كل السنوات الماضية.. كان موسماً استثنائياً لأبناء صيرة، بعد أن أجبرتهم الظروف وتقلبات الزمن الولوج إلى تنافس لا يرحم بفريق جديد معظمه من شباب النادي وتحت قيادة أحد نجومه اللامعين في زمن الأمجاد.. شباب التلال الذي لايزال عُودهم طرياً وجدوا أنفسهم أمام امتحان صعب ومهمة أشبه بالانتحارية.. فلم يكتفِ الزمن بتحميلهم مسئولية كبيرة كالحفاظ على سمعة أعرق الأندية، حتى زادتهم إثارة هذا الموسم الحمولة أضعافاً مضاعفة بمسئولية الحفاظ على ماء وجه كرة المحافظة الرائدة «عدن» بعد أن توارى الشعلة والوحدة عن الأنظار وتخليا عن مقعديهما بين الكبار.. ولأن قصة الحفاظ على سمعة الكرة العدنية بالتأكيد ستكون مثيرة بما فيها من تفاصيل وخفايا، فقد فضلنا أن نقدمها لقرائنا الأفاضل على لسان بطلها وربان السفينة التلالية الكابتن جمال نديم من خلال هذا الحوار.. * بداية مبروك على البقاء في الأضواء. أشكركم وأشكر كل من سأل عن التلال بصدق وأمانة. * بقي التلال من أرض الخصم بصنعاء، هل يعتبر ذلك رسالة كافية على أحقيتكم بالبقاء بين الكبار؟ كما يعرف الجميع أننا دخلنا هذا الموسم بفريق جديد كل عناصره من شباب النادي وكان همنا الأول هو البقاء بين الكبار والحمدلله كان الشباب عند مستوى المسئولية وحافظوا على مكان أعرق الأندية في الأضواء ليس في المباراة الأخيرة والحاسمة وإنما بما بذلوه من جهود كبيرة حصدوا من خلالها 35 نقطة، وهو رصيد جيد، حيث لم يفرق بيننا وبين البطل إلا عشر نقاط فقط.. وأعتقد أن البقاء من صنعاء وفي مباراة فاصلة كان بمثابة رسالة كافية لتأكيد جدارتنا. * البعض قال ومن ضمنهم الكابتن شرف محفوظ أن التلال سيبقى ولن يهبط لأن العيسي معه وليس ضده هذا الموسم.. ما تعليقك على ذلك؟ هذا كلام مردود على أصحابه، فالتلال بقي بجدارة شبابه والتفاف جماهيره ومحبيه، ولاشك أن الكل شاهد مباراتنا الأخيرة أمام الوحدة التي كانت منقولة على الهواء ورغم أن التعادل كان كافياً لبقائنا إلا أننا حققنا الفوز، ثم ايش دخل العيسي في الموضوع أصلاً، فالمباراة كانت تهم الفريقين والتحكيم كان موفقاً وبشهادة لاعبي الخاسر والهابط وبقي من يستحق.. أما بالنسبة لكلام أخي وحبيبي الكابتن شرف محفوظ فهو كلام بعيد عن الحقيقة ويرجع إلى خلافاته الشخصية مع العيسي وجباري، وكنت أتمنى من شرف وهو اللاعب الكبير أن يشجع اللاعبين الشباب على كفاحهم من أجل المحافظة على سمعة التلال رغم الظروف الصعبة التي يعرفها جيداً وليس العكس بإحباطهم وبخسهم لمجهوداتهم، وأنصحه أن يراجع حساباته وأن لا يعكس مشاكله الشخصية على نادي التلال.. وعموما أقول للجميع بقي التلال بكفاح أبنائه المخلصين ولأنه النادي العريق الذي لا يعتمد على شخص أو مجموعة بعينها، وفي الأخير لا يهمنا أبداً من يتكلم خلاف ذلك ويغرد خارج السرب. * عند قبولك قيادة التلال في هذا الوضع الصعب قال البعض إن جمال نديم ينتحر تدريبياً.. أنت كيف نظرت إلى الأمر وما الذي دفعك لقبول المهمة؟ الأمر يرجع إلى الموسم الماضي عندما ترك الكابتن شرف محفوظ قيادة الفريق وتم الاستعانة بي كأحد أبناء النادي، وقد قبلت المهمة الصعبة لهذا الاعتبار في المقام الأول وعندما أشرفت على الفريق وجدت شباباً رائعين وإمكاناتهم تبشر بخير، والحمدلله بقينا الموسم الماضي وعندما عرضت الإدارة علي الاستمرار هذا الموسم قبلت المهمة لثقتي في هذه المجموعة الشابة ونظراً للعلاقة الحميمية التي تربطني بهم، وللأمانة بذلنا كجهاز فني مجهودات كبيرة حيث لم يكن دورنا يقتصر على التدريب في الملعب فقط، بل إلى أكثر من ذلك بكثير، فقد كان هؤلاء الشباب مثل أبنائنا وكان لزاماً علينا أن نكون قريبين منهم ونشعرهم بالأمان وحل مشاكلهم حتى البعيدة عن المستطيل الأخضر. * دخل التلال المباراة المصيرية أمام الوحدة في صنعاء بفرصتي الفوز أو التعادل لكن الجميع شاهد الفريق يهاجم ولم يتقوقع في الدفاع وكان الأكثر خطورة.. ألم تكن تلك مغامرة منك؟ كنا ندرك أهمية المباراة، لذا لعبنا بخطة واقعية تعتمد على الدفاع في الأساس ولكن خارج خط ال18 وفي نصف ملعبنا مع إغلاق الجوانب أمام الخصم وإرغامه على اللعب الطويل الذي يسهل المهمة أمامنا مع اعتمادنا على الهجمات المرتدة مستغلين امتلاكنا للاعبين لديهم مهارات فردية عالية تمنحهم التفوق على الزيادة العددية في دفاع الخصم، والحمدلله نجحنا وخطفنا هدفاً في الشوط الأول سهل كثيراً من مهمتنا في المباراة، كما أن المغامرة ضرورية أحيانا في كرة القدم. * هبوط ممثلي عدن الشعلة والوحدة مبكراً.. ألم يسبب لكم ضغطاً آخر كونكم أصبحتم مطالبين بالحفاظ على ماء وجه الكرة العدنية إلى جانب لعب مباراة مصيرية خارج الديار؟ شوف دوري هذا الموسم كان مثيراً جداً، فباستثناء الأربع الفرق الأولى كانت بقية الفرق تتنافس على البقاء لذا كانت كل المباريات الأخيرة بالنسبة لنا مصيرية، وأنا كمدرب كان كل ما يهمني هو الهروب بفريقي من الهبوط وبالتأكيد إن ما ذكرت من تحملنا مهمة الحفاظ على سمعة الكرة العدنية – التي من المؤسف أن تصل إلى هذه الوضعية – بعد هبوط الشعلة والوحدة قد زاد من الضغوط علينا لكن تسارع الأحداث بسبب ضغط الدوري في آخر الجولات كان تفكيري ينصب في كيفية تجاوز موجة المباراة الأخيرة والخروج بالتلال إلى بر الأمان. * متى شعرت بالخوف على التلال من الهبوط ومتى أحسست أن العميد باقٍ بين الكبار؟ لم أخف أبداً.. ولكن بعد خسارتنا أمام شعب إب على أرضنا في الجولة قبل الأخيرة شعرت بقلق كبير خصوصاً وأمامنا مباراة حاسمة للبقاء على أرض الخصم الذي يبحث عن البقاء أيضاً، لكن لا تنسى أنني أنا ربان السفينة لابد أن أكون قوياً وصلباً وهادئاً أمام لاعبي الشباب ولا يجب أن يظهر القلق علي وكان كل همي في ذلك الوقت إبعاد الفريق عن الشحن الزائد وتهيئتهم للمباراة بشكل جيد والحمدلله نجحنا في ذلك.. وشعرت أن الفريق سيبقى بعد مرور أول ربع ساعة من المباراة المصيرية عندما رأيت ثقة لاعبينا العالية داخل الملعب. * زمان كانت أفراح الجماهير التلالية محصورة بالصعود إلى منصات التتويج واليوم نجدها تفرح بالبقاء.. كيف تعلق على هذا المشهد كأحد لاعبي الجيل الذهبي ومدرب الزمن الحالي؟ بالتأكيد هناك اختلاف كبير بين تلال الأمس وتلال اليوم.. زمان كان أبناء التلال هم من يمثل النادي وكان اللاعب يتمنى ارتداء فانيلة العميد فكان من الطبيعي أن ينافس بقوة ويحقق الإنجازات، لكن بعد أن فقدنا هذه الميزة بجلب لاعبين محترفين محليين بصورة غير مدروسة وإهمال الفئات السنية إلى جانب الصراعات الإدارية ضاع كل شيء ووصلنا إلى زمن أن نفرح بالبقاء في آخر لحظة، لكني هنا أؤكد للكل أن التلال بإمكانه أن يعود إلى عصر الأمجاد بهذا الفريق المكون من 22 لاعباً من أبناء النادي وهو الأمر الذي يجب استغلاله من خلال تهيئة الأجواء المستقرة والوقوف إلى جانبه حتى لا نظل نردد عبارات الحسرة على تلال زمان. * ماهي أكبر المشاكل التي واجهت الفريق هذا الموسم؟ قلة الإمكانات المادية وقد كان تأخر صرف رواتب اللاعبين وحوافزهم أكبر مشكلة لنا ولكننا كنا نحاول إعطاء الفريق جرعاً معنوية من خلال المحاضرات التي تعرِّف الشباب بمسئولية وشرف القميص الذي يرتدونه والمهمة التاريخية التي تقع على عاتقهم وضرورة التكاتف من أجل الخروج من مخنق هذا الموسم والحمدلله أننا نجحنا في الأخير. * ماذا عن مستقبلك مع الفريق، وماهي الاستراتيجية التي سوف تنتهجها في حالة استمرارك في الموسم القادم؟ حتى الآن لم يفاتحني أحد من إدارة النادي في هذا الأمر وأنت تعرف أننا يادوب كملنا الدوري قبل رمضان بيوم واحد فقط، ومع ذلك فليس عندي مانع في الاستمرار في ظل وجود هذا الفريق الشاب الذي يجعل أي مدرب يتحمس لأجله، وفي حالة استمراري الموسم القادم فلن أضيف أية عناصر جديدة إلى الفريق وسأكتفي ب22 لاعباً من أبناء النادي الموجودين حالياً إلى جانب المحترفين الأجانب، وأؤكد لك من الآن أنه إذا توافرت لنا الأجواء المناسبة من إعداد مبكر ومباريات تجريبية كثيرة وهو ما يحتاج إليه الفريق بصورة ملحة فإن التلال سوف ينافس على اللقب الموسم القادم. * قبل أيام قدم رئيس اللجنة المؤقتة جميل ثابت استقالته.. هل سوف يؤثر ذلك على الفريق وعلى رغبتك في الاستمرار، وماذا تطلب من الجهات المسئولة فيما يخص إدارة التلال؟ لا أحب أن أتحدث في الأمور الإدارية، وبالنسبة لي أتمنى استمرار الأستاذ جميل في منصبه وهو الذي تحمّل المهمة في ظروف صعبة، كما أنه ليست لدي أية مشكلة في إسناد المهمة إلى أي شخص من محبي النادي.. وأجدها فرصة لأطالب الجهات المسئولة لإعادة ترتيب الأمور الإدارية في النادي بما يليق به ككيان عريق، كما أدعو كل محبي التلال أن يقدموا مصلحة النادي قبل أي شيء فيكفي صراعات وحروباً شخصية دمرت كل شيء جميل. * هل ذهب اللقب لمن يستحقه، وفي رأيك هل كان رباعي الهبوط يستحق مغادرة الأضواء؟ نعم اليرموك استحق اللقب، فهو ذلك الفريق الشباب المثابر الذي قدّم كرة جميلة وكان في دائرة المنافسة منذ بداية الدوري، كما لا أنسى الإشادة أيضاً بفريق شعب حضرموت الذي قدّم موسماً استثنائياً وكان قريباً من اللقب لولا خسارته في آخر جولة.. أما التعليق عن رباعي الهبوط فلا أستطيع إلا القول إن لكل مجتهد نصيباً. * كيف رأيت التحكيم هذا الموسم؟ التحكيم كان لا بأس به وأفضل من المواسم الماضية رغم وجود أخطاء كثيرة وأعتقد أن مشاكل التحكيم ستظل موجودة مادام من يديرعمليتها من بني البشر ونتمنى أن يتحسن الأداء في المواسم القادمة. * من الفريق الذي لفت نظرك بأدائه والآخر الذي فاجأك هذا الموسم؟ بدون شك اليرموك أبهرني وأعتقد ان الجميع يشاطرني الرأي في ذلك، كما تعجبت من الصورة الضعيفة التي ظهر بها فريق هلال الحديدة. * لو طلبنا منك أن تختار أفضل ثلاثة لاعبين في الدوري فمن ستختار؟ أولاً مهاجم اليرموك الشاب عبدالواسع المطري ونجم وسط التلال حمودي الشيبه وحارس شعب إب فرج بايعشوت. * ما هي أصعب مباراة واجهتك وأصعب موقف حدث لك هذا الموسم؟ أصعب مباراة كانت أمام أهلي صنعاء في العاصمة التي انتهت بالتعادل السلبي وقد ألغى الحكم علينا هدفاً صحيحاً كان كافياً أن نعود إلى عدن بالثلاث النقاط.. أما عن أصعب موقف حدث لي هذا الموسم فكان في يوم مباراتنا في الذهاب أمام شعب حضرموت بالمكلا عندما أصبت بوعكة صحية حالت دون تمكني من قيادة المباراة لنخسر بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة. * لمن يهدي جمال نديم بقاء التلال بين الكبار في ظل الأوضاع الصعبة التي مرّ بها الفريق؟ أهديه أولاً للجمهور التلالي الوفي الذي كان يؤازرنا حتى في التمارين، هذا الجمهور الذي يظل علامة مضيئة في سماء الرياضة اليمنية، كما أتوجه بالشكر لكل الذين وقفوا إلى جانب الفريق في المشوار الصعب وفي مقدمتهم رئيس النادي جميل ثابت والثنائي عبدالجبار سلام وقيصر علمي اللذان لم يفارقا الفريق أبداً، كما أهديه للدكتور عزام خليفة الذي لم يبخل علينا بنصائحه المهمة، ولا أنسى الموقف الرائع للشيخ علي جلب الذي منح الفريق حافزاً للمباراة المصيرية. كلمات دلائلية : شرف محفوظ / جمال نديم / ماتش / التلال
