خرج المدرّب الصربي فلاديمير بيتروفيتش من الباب الضيّق وأذعن لقرار الاتحاد العراقي لكرة القدم بإقالته من منصبه لسوء النتائج بعد أربع هزائم رسمية واثنتين ودّيتين، هي حصيلة مشواره مع المنتخب العراقي، ما أعاد فتح الأبواب مجدّدا أمام المدرّب حكيم شاكر لقيادة منتخب بلاده عائداً بأمجاد استثنائية يقتنع بها مسؤولو الاتحاد كثيراً يوماً بعد آخر حتى أصبح شاكر هو المنقذ الوحيد في زمن المخاض العسير. فقد أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم أمس الثلاثاء على لسان نائب رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود عن إقالة بيتروفيتش وإنهاء مرحلة قاتمة عاشها أسود الرافدين مع هذا المدرّب، وتكليف حكيم شاكر صاحب الصولات والجولات في غرب آسيا وخليجي 21 ومونديال الشباب ليقود كتيبته القديمة مجدّداً. وقال مسعود: "لقد وجد الاتحاد من الأهمية أن يتّخذ مثل هذا القرار وإن كان متأخراً لإعادة الامور إلى نصابها في وقت حسّاس وصعب، نحن نستعد لمَهمّة مصيرية في تصفيات كأس آسيا 2015 ونضع ثقتنا مرّة أخرى بهذا المدرّب الذي وجد إجماعاً على عودته". ويستعدّ المنتخب العراقي لمواجهة مصيرية مع الأخضر السعودي في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في العاصمة الأردنية عمّان ضمن الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الثالثة التي تتصدّر فيها السعودية بستّ نقاط مقابل ثلاث نقاط لكلّ من العراق والصين. وأوضح مسعود أن "المدرّب الصربي وافق على تقليل قيمة الشرط الجزائي الذي يبلغ 250 ألف دولار إلى 75 ألف دولار، والاكتفاء بمبلغ 350 ألف دولار تسلّمها عن قيمة عقده البالغ 800 ألف دولار لمدّة عام". ولم يكتب النجاح لمسيرة بيتروفيتش القصيرة مع المنتخب العراقي في مشوار تصفيات مونديال البرازيل 2014 بعد أن خرج أسود الرافدين من المنافسة بثلاث خسائر متتالية تحت قيادته أمام عُمان واليابان وأستراليا، ألحقها بخسارة رابعة في تصفيات آسيا أمام الصين، وتعثّر أيضاً في لقاءين ودّيين الأول أمام ليبيريا في العاصمة بغداد والثاني أمام تشيلي في الدانمارك. واهتزّت صورة بيتروفيتش كثيراً في نظر العراقيين خصوصاً بعد مباراة السداسية النظيفة من تشيلي التي دقّت ناقوس الخطر في أروقة اتحاد الكرة العراقي بسبب المستوى الهزيل النتائج المخيبة. وكعادته اعتبر حكيم شاكر تكليفه يندرج ضمن واجبات "المَهمّة الوطنية" التي يخوضها مع منتخب بلاده: "عادة ما يتمّ تكليفي في الأوقات الصعبة والحرجة وهذا سرّ نجاحي، الآن المنتخب يواجه أيضاً ظروفاً صعبة وحرجة وعلينا أن نعيده إلى أجواء الانتصارات التي افتقدها". وأضاف: "استعدادنا الحقيقي لمواجهة السعودية سيبدأ غداً الخميس في أول تجمّع قبل أن ننتقل إلى تركيا منتصف الشهر الجاري للإعداد والتحضير هناك"، وتابع: "المَهمّة أمام السعودية صعبة وتحتاج لإعداد صحيح وفي كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل، نملك 3 نقاط وإذا لم نكسب مثلها في المواجهة المقبلة يعني مغادرتنا التصفيات". وحصل شاكر مع منتخب بلاده للشباب على المركز الثاني في نهائيات آسيا في الإمارات العام الماضي وكانت انطلاقته القوية مع المنتخبات العراقية من هناك، ويحسب له إظهار جيلٍ واعد شقّ طريقه إلى المنتخب الأول، وفي مقدّمة هذا الجيل علي عدنان وفرحان شكور وضرغام اسماعيل ووليد سالم وهمام طارق ومهند عبد الرحيم أفضل لاعب في بطولة آسيا للشباب، كما حصل على المركز الثاني في بطولة غرب آسيا في الكويت، والمركز الثاني في خليجي 21 في البحرين، والمركز الرابع في نهائيات كأس العالم للشباب في تركيا. ووجّه شاكر فور تسلّم مَهمّته الدعوة إلى قائد المنتخب العراقي يونس محمود وطالبه بالعدول عن قرار اعتزاله اللعب دولياً: "على يونس أن يلتحق بتدريبات الغد وأن يعود عن قرار اعتزاله فهو لاعب مهمّ ومؤثّر، أتمنى أن يحضر غداً، وإن لم يحضر لن اتّصل به بعد الآن وسيكون خارج حساباتي". وكان يونس قد عزا اعتزاله إلى الاتحاد العراقي وبتروفيتش: "المشاكل السابقة بين المدرّب واتحاد الكرة دفعتني للاعتزال، وعدم اتصال الاتحاد بي بعد هذا القرار أثار استغرابي كثيراً".