رغم ضيق مساحة قطاع غزة وانشغال أبنائه بالدراسة أو العمل لتوفير حاجاتهم يجد بعض الشباب متعتهم في ممارسة الرياضات المختلفة وأكثرها انتشارا رياضة كرة القدم ، في حين تستهوي رياضة ركوب الخيل العديد منهم. تكلف رياضة الخيل روادها الكثير من المال بدءا بثمن الخيل وانتهاء بطعامه وشرابه، ناهيك عن المصاريف اللازمة للمدربين الذين يشرفون على ترويض الخيل وتدريب الفارس، ورغم محدودية نوادي الفروسية في غزة يقبل عليها عدد لا بأس به. رياضة الأغنياء عدد من نوادي الفروسية في القطاع أنهت قبلَ أشهر مسابقة لركوب الخيل في سابقة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة، جمعت أكثر من خمسين متسابقا من كافة مناطق قطاع غزة واقيمت على أرض منتجع الفروسية السياحي. مدير العلاقات العامة في المنتجع زكريا السلوت قال ل"فلسطين" :" على الرغم من اقتصار رياضة ركوب الخيل على فئة معينة، الا ان البعض يتقن المنافسة والفوز خاصة وأن النوادي تقدم خدماتها للراغبين مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين خمسين إلى مائة شيقل". وتعد رياضة ركوب الخيل في قطاع غزة من الرياضات غير المنتشرة في ظل هيمنة كرة القدم لسهولتها وعدم تكلفتها، فحيازة خيل يعني أن العائلة ستنفق عليه ما لا يقل عن خمسة عشر ألف دولار. يضيف السلوت :" تحتاج نوادي الخيول إلى مبالغ جيدة لتتطور خاصة وأن الخيول الموجودة فيها اغلبها مستورد وعدد المدربين في قطاع غزة محدود وغالبيتهم لم يسافروا لتلقي دورات أو دروس في تدريب الخيول ومواهبهم تعتمد إما على الخبرة أو الممارسة". ولفتَ إلى أن النوادي تستقبل الأطفال من عمر العشر سنوات وتستمر معهم لما بعد العشرين عاما وتخرجهم قادرين على المشاركة في مسابقات عالمية إلا أن الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة وعدم وجود فرص حقيقية للمشاركة في أولمبيات عالمية يحد من الفرص المقدمة للفرسان. نوادٍ واسطبلات للخيل وأشار إلى أن الكثير من العائلات تمتلك اسطبلات شخصية رغمَ أن تكلفة العناية بها وتدريبها عالية جدا، حيث قال :" رغمَ أن هواية تربية الخيول أو ركوبها غير منتشرة في غزة إلا أن بعض العائلات تربيها، وعادة ما تتعرض الخيول المملوكة لأشخاص معينين للأمراض ويزداد وزنها لأنها لا تتلقى المعاملة الأفضل، إلا أن بعض العائلات تعطي نوادي الفروسية في غزة الخيول لتدريبها والاهتمام بها مقابل مبالغ مالية". وعن حجم الاقبال من الشباب في قطاع غزة على ركوب الخيل في منتجع الفروسية الذي يديره رجال أعمال ، قال السلوت :" نظرا لمساحة المنتجع التي تمتد على نحو 14 دونم فإن ما يقارب المائتي شخص يركبون الخيول يوميا". وأضاف السلوت أن إقبال الشباب على نوادي الفروسية في قطاع غزة كبير ولكنه يحتاج إلى توجيه، وفق قوله. يتدرب في منتج الفروسية السياحي أفراد من الشرطة الفلسطينية بشكل شخصي إلا أن أحدا لم يطلب من ادارة النادي تنظيم مسابقات لعناصر الشرطة ، تبعا للسلوت الذي أشار إلى أن المنتج ينظم مسابقات دورية للفرسان كاختبارات عملية ترافق الدروس التي يعطيها لهم مدربون خبراء. مستقبل غير مبشر وقال :إن" تدريب الخيول والاهتمام بهم يحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال، وللأسف لا يقدم أي نادي فروسية في قطاع غزة لرواده خبرات جديدة ،و نظرا لتكلفة ذلك، فانك تحتاج إلى تسهيلات أمنية ومالية ضخمة لتحضر مدربين أجانب أو ترسل المدربين المحليين لدورات في الدول الاجنبية". ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع استيراد الخيول من الدول الأجنبية ويتيح الفرصة أمام نوادي الفروسية لشراء خيول من الداخل المحتل وعادة ما تكون عن طريق وسيط إسرائيلي وتكون خيولا ضعيفة لا تصلح للفروسية. وأشار السلوت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخشى من اتقان أهل غزة لرياضة ركوب الخيل لذا فإنه يخلق الذرائع ويبتكر الأساليب للتضييق على سفر الفرسان الفلسطينيين والمدربين واستيراد الخيول. وقال :" غزة تملك المال والمواهب إلا أن مستقبل رياضة ركوب الخيل فيها غير مبشر بخير في ظل المضايقات الإسرائيلية وغياب الدعم والاهتمام إضافة إلى ارتفاع ثمن دروس ركوب الخيل التي تتراوح بينَ 50 إلى 100 شيقل لكل درس مدته لا تزيد عن الأسبوع، ناهيكَ عن اضطرار بعض الشباب الذين يتعلمون ركوب الخيل إلى ترك الرياضة نظرا لارتفاع ثمنها وغياب الخبرات التدريبية". وفيما يتعلق بالبطولة الأولى على مستوى قطاع غزة للفرسان ،قال السلوت :"المسابقة التي أقيمت على أرض القطاع في رابع أيام العيد هي الأولى من نوعها ،إذ لم يسبق لنوادي الخيول أن شاركت في مسابقات كبيرة، فكافة سباقات الخيول كانت في اطار التدريب أو النشاطات الداخلية للنوادي والاسطبلات الشخصية". ومن الجدير بالذكر أن دور نوادي الفروسية لا يقتصر على تدريب الفرسان والخيل انما تستقبل الخيول ذات الملكية الشخصية وتوفر لهم الخدمات الطبية والغذائية اللازمة. وأضاف السلوت :" نأمل أن تكون البطولة الأولى التي أقيمت في غزة فاتحة على بطولات عربية ومحلية ودولية، خاصة وأنها قاست مستوى الفرسان البدني والتحضيري وتكيفهم مع الخيول في مدة قياسية قبلَ المسابقة وأثنائها". وتابع :" اخترنا الفرسان من جميع نوادي قطاع غزة للفروسية واعطيناهم دورات تدريبية أسفرت عن فوز فريق واحد بالبطولة، ونسعى لتكرار التجربة مرة ثانية".
