ابتهج المدير الفني البلجيكي توم سينتفيت بعد مضي دقيقتين فقط من زمن أول مباراة دولية لمنتخبنا تحت قيادته أمام المضيف اللبناني قبل أن يسود العك رغم هدف السبق وتجرع الخسارة الذي روج ذات الأجنبي بقرب تلاشيها قبيل استهلال مغامرته في الطريق إلى المشاركة ببطولتي غرب آسيا وكأس الخليج العربي المقبلتين كما هو محدد في أجندة اتحاد الشيخ أحمد العيسي.. ومن الطبيعي أن تجد الخسارة الدولية الودية الأخيرة بهدفين للبنان مقابل هدف للأحمر الكبير تحت قيادة مدرب أجنبي (طازج), تبعات كثيرة سواء من قبل المهتمين والجمهور الرياضي رغم تعذر مشاهدتها ضمن بث أي من القنوات الفضائية اليمنية على كثيرين ممن تواصلت معهم “ماتش” بمن فيهم أسماء معروفة في مهنة التدريب وكذلك في مجال الإعلام الرياضي المحلي. ورغم قصر المدة الزمنية على تولي المدرب البلجيكي الجديد مهمته وضرورة منحه الوقت لترتيب أجندته التدريبية من حيث الاولويات والمتطلبات اللازمة, إلا ان تصريحاته المثيرة للجدل والتي تبعت إجراءات توقيعه مع شيخ اتحاد الكرة أحمد العيسي, أعطت مباراة لبنان أهمية قصوى بحثاً عن تصورات مبدئية عن هذا المدرب الأجنبي الذي استمر البحث عنه نحو عامين كاملين. إذ استهل الإعلامي والمحلل الرياضي أحمد الظامري حديثه عما آلت اليه نتيجة آخر المباريات الودية الدولية للمنتخب الأول لكرة القدم بقيادة المدرب البلجيكي توم سينتفيت بالتنويه الى انه لا يجب التعويل كثيراً على نتائج المباريات الودية التي تسبق المشاركات الخارجية الرسمية مذكراً الجميع بالانتصارات الودية للأحمر الكبير التي تحققت قبل خوض مباريات بطولة خليجي 20. وبصراحته المعهودة تابع الظامري قائلاً ل”ماتش”: إن ما جاء في التصريحات الصحفية للمدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الأول لا يجب التوقف إزاءها كثيراً بقدر ما يتطلب التفحص في طريقة عمله وبالتالي فالجدير بالاهتمام هو التأمل في أهمية مباراة لبنان وتبعاتها اذا ما علمنا بان المدرب الالماني للمنتخب المضيف فضّل اللعب ودياً مع اليمن من أجل اختبار قائمة لاعبيه الاحتياط. أما البلجيكي “توم” مدرب منتخبنا المغامر فقد سافر الى العاصمة اللبنانية بيروت لخوض أول لقاء دولي ودي كان مقرراً ضمن الأيام المحددة في اجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون ان يكون استقر بشكل شبه نهائي على تشكيلة اللاعبين الدوليين المفترضة التي سيعتمد عليها في أجندته وخططه, وذلك بحسب ما اوضح به المدرب الوطني المعروف شرف محفوظ. ومن دون (فلسفة زيادة) في تأكيد لاستمرار ما اشتهر به على المستطيل الاخضر من حسم التمريرات وإحراز الأهداف, أضاف المدرب شرف محفوظ ل”ماتش” اتنبأ بفشل مهمة المدرب البلجيكي كونه كان ملزما بالصمت لكن الإنسان الذي يلاحظ منذ الوهلة الأولى انه يكثر من الأحاديث والتصريحات الصحفية والوعود الكثيرة فذلك يؤشر الى ان نتائج عمله ربما ستكون قليلة. وفي حين استدرك المدرب شرف محفوظ بان الفشل المتوقع لمهمة المدرب البلجيكي توم سينتفيت لابد قادم لا محالة حتى ولو تمكن مما قد يعتبره البعض نجاحاً في مباراة أو مباراتين مقبلتين و(ضربت معه) بتحقيق الفوز أو التعادل لمنتخبنا, طالب الزميل أحمد الظامري بضرورة استعادة الثقة مع الجمهور الكروي بإقامة المباريات الودية المقبلة في صنعاء أو عدن. كما كشف الظامري عن تكفل الاتحاد اليمني لكرة القدم بجزء من تكاليف خوض المباراة الدولية الودية مع المنتخب اللبناني الشقيق وتحديداً في قيمة تذاكر الطيران بحسب مصادره المطلعة, مبدياً استغرابه من تلك الخطوة كون الاتحاد المضيف هو المعني بالتكفل بذلك كلياً وعلى اعتبار ان المعنيين في اتحاد العيسي ما برحوا يشكون شحة الموارد المالية أو تأخر صرفها. وعاد الظامري ليكرر دعوته الى ضرورة عدم الأخذ بعين الاعتبار بما انعكس في عناوين ومضمون أول الحوارات الصحفية للمدرب البلجيكي الذي سيتقاضي راتباً مع طاقمه المساعد بواقع 24 ألف دولار شهريا وتلخص أبرزها بالسعي في أجندته وخططه الى النهج الدفاعي الصارم والتحضير للمفاجآت بتخطي الخسارة والاقتراب من الفوز والتعادل خلال المواجهات المقبلة. ووفقاً لذلك فمغامرة الأحمر الكبير مع المدرب البلجيكي يراد لها ان تكون (دفاعية) لكنها لا تقبل الاستلهام من زمن البرازيلي أحمد لوسيانو الذي درب المنتخبات اليمنية خلال التسعينيات من القرن الفائت وفقاً لتأكيد المدرب شرف محفوظ معتبراً انها مازالت من أفضل مراحل كرة القدم اليمنية من حيث بروز المواهب والنجوم رغم شحة الامكانيات المالية في وقتها. وبالفعل فهي لم تتجلَّ إطلاقاً في مباراة لبنان والتي أحرز خلالها هدف اليمن الوحيد قلب الدفاع محمد فؤاد مستفيداً من ضربة ركنية نفذها العائد أكرم الورافي قبل ان ينجح أصحاب الأرض في إدراك التعادل وإحراز هدف الفوز الثاني خلال ما تبقى من دقائق الشوط الأول والثاني التي غاب عنها رغم ما تتيحه أجندة الفيفا المحترفون علاء الصاصي وأيمن الهاجري وأحمد الصادق. ومازال الأحمر الكروي تحت مسؤولية الجهاز الفني الجديد بقيادة البلجيكي توم سينتفيت بحاجة لعدد من المباريات الدولية قبل موعد أول لقاء رسمي له ضمن منافسات بطولة غرب آسيا المقبلة في الكويت، حيث سيلاقى في مستهل منافسات مجموعته المنتخب البحريني الذي تعرض من جانبه لخسارة مذلة مؤخراً من قبل نظيره الإماراتي وبنتيجة ستة أهداف مقابل هدفين للبحرينيين.