خلال السنوات الأخيرة اتسع الاهتمام وسط قطاعات يمنية واسعة بمتابعة لقاء الكلاسيكو بين فريقي ريال مدريد وخصمه برشلونة الاسباني كواحد من تأثيرات العولمة مع بداية القرن الحادي والعشرين، ويتضح ذلك جلياً فيما يجري خلال التسعين الدقيقة لمجريات تلك المباراة الكونية في أماكن تجمعات الرياضيين ومقرات معسكرات المنتخبات الوطنية بصنعاء وفي أندية وميادين الثغر الباسم عدن ومروراً بشواطئ شبوة ووصولاً الى مناطق بمأرب.. وجدت قمة الريال وبرشلونة في بطولات الدوري والكأس في اسبانيا وكذلك في دوري الأبطال الأوروبي الكثير من المتابعين اليمنيين سواء في المنازل أو مرتادي المتنزهات المجهزة بالشاشات التلفزيونية الكبيرة ومولدات الكهرباء حينما تفشت في العام الفائت إشكاليات الانقطاع الكهربائي غير أن ذلك لم يمنع عشاق الريال والبارسا في المدن الكبرى ولاسيما مدينة عدن من تأكيد هوس مدينتهم الرياضية الهوى بالاحتفاء على طريقتهم بهذه المناسبة العالمية. وبات الكثير من الرياضيين بمن فيهم اللاعبون الدوليون لا يفوتون التفاعل مع الأجواء الصاخبة بالتشجيع التي تعكسها مباريات الكلاسيكو الاسباني وجديدها احتدام المواجهة القادمة غداً الأحد ولاسيما مع تلاشي الإشكاليات بمعظم المحافظات في بلادنا والمتمثلة في وفرة الخدمات الأساسية وأهمها الكهرباء في وقت يسود خلاله شبه الجمود جوانب الأنشطة الرياضية سواء على مستوى المنتخبات الوطنية وكذلك المسابقات الكروية الموسمية. إذ أصبح الجمهور على دراية بان النجم الدولي علي النونو يشجع معاً فريقي برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي ويعلن أمنيته بفوز الأول اذا كان ذلك في لقاء الكلاسيكو أمام فريق ريال مدريد الذي يحرص على متابعته في منزله أما لو كانت المواجهة بين الفريق الاسباني وخصمه الانجليزي فان النونو يرى صعوبته على لاعبي برشلونة والمان على حد سواء قبل ان يظهر أمنيته في ذهاب النتيجة لمانشستر يونايتد لكونه مشجعاً قديماً له. أما نجم المنتخب الوطني الأول المهاجم علاء الصاصي فلم يجد أي حرج في التصريح كاشفاً عن حدوث انقسام واضح وسط زملائه الدوليين بين ملكي أو كتالوني خلال المعسكرات الاستعدادية الماضية للمنتخب الأول سواء الداخلية في صنعاء أو الخارجية بدول عربية أو أجنبية واستمرار توابع ذلك الانقسام حتى اليوم حيث كان يتزعم الدوليين المساندين للريال النجم خالد بلعيد يقابله في زعامة المشجعين البرشلونيين النجم علاء الصاصي ذاته. وحول أجواء متابعته لقمة الريال وبرشلونة يوضح الصاصي: أتابعها في البيت مع أسرتي التي هي منقسمة ايضاً بين تشجيع الملكي والكتالوني.. بدوره يؤكد المدافع خالد بلعيد ان تزعمه لمشجعي الريال بين لاعبي المنتخب حال تصادف الكلاسيكو مع فترات المعسكرات أو المشاركات الخارجية لا يتعدى حدود التشجيع الى الدخول في مماحكات مع مشجعي برشلونة، مشيراً الى حالة الترقب من قبل الرياضيين في مدينة عدن لمتابعة مباريات ريال مدريد وبرشلونة. كما وصل الاختلاف بين جمهورنا في تشجيع برشلونة والريال الى ساحة التغيير بصنعاء حيث تكتظ أبرز ساحات ثوار 11 فبراير 2011م بعشرات الخيام وانتشرت فيها اللافتات الداعية لمشاهدة مباريات الكلاسيكو وكذلك القمصان والأعلام الخاصة بريال مدريد وبرشلونة، وبالفعل تجمع المعتصمون لمشاهدة عدة قمم اسبانية وذلك عقب مسيرات كانوا ينظمونها وخرجوا بمئات الآلاف في شوارع العاصمة مطالبين بإسقاط النظام السابق. بينما تجلى اللافت في هذا الشأن بسطور عمود صحفي بعنوان (هوس الكلاسيكو الاسباني يغزو البحر) للزميل أحمد ابوصالح, كشف من خلاله عن وصول عشق البرسا والريال إلى (عرقة) قريته الساحلية الصغيرة الواقعة على شط بحر العرب بمديرية رضوم بمحافظة شبوة ولا يتجاوز عدد سكانها ال(4000) نسمة يعمل نصفهم في صيد الأسماك ويحبون الرياضة ويمارسونها بانتظام عبر أربع فرق شعبية ويشجعون فرق القمة بالدوري المحلي لكرة القدم. وبدأت الحكاية عندما قام صياد شبواني من عشاق برشلونة بشراء قارب صيد تقليدي ووضع مواصفاته مسبقا، وهي صبغه باللونين الأحمر والأزرق وطباعة شعار النادي في مقدمته من كلتا الجهتين وفضل السرية أثناء مراحل تصنيع القارب لا لشيء إلا لإغاظة منافسيه من عشاق فريق الريال الملكي، ومفاجأتهم, وفعلا عند مجيئه بقاربه البرشلوني إلى القرية أحدث مفاجأة وصدمة كبيرة أصاب بها الرياليين ونشر السعادة في قلوب مشجعي الكتالوني. بالمقابل فقد دفعت تلك الخطوة عشاق الريال الاسباني من صيادي القرية الصغيرة الى اتخاذ خطوات مماثلة، ليصل عدد القوارب المصبوغة بألوان الفريقين الأحمر والأزرق والأبيض إلى نحو عشرين قارباً ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل دخل عشاق الناديين الأشهر عالميا في منافسة تعد بمثابة كلاسيكو بحري بشكل يكاد يكون يومياً في أعماق البحر حول من سيخرج إلى الشاطئ وهو محمل بكمية أكبر من الأسماك، وبالتالي تحقيق الفوز على خصمه اللدود. وفي حين لفت تداول صورة على موقع “فيسبوك” تظهر اثنين من أبرز نجوم الكوميديا هما فهد القرني ونبيل الآنسي بقميصي ريال مدريد وبرشلونة وتأكيد تقارير صحفية عن ان الفنان الذي اشتهر بدور الزوجة “زنبقة” في مسلسل “همي همك” يعد من عشاق برشلونة ويحرص على متابعة لقاءات الكلاسيكو الاسباني, فيما يظهر في جانب من الصورة الزوج “شوتر” وهو فهد القرني البطل الأول للمسلسل الرمضاني بشعار الفريق الملكي. لم تغيب المفارقات جوانب الاهتمام بأجواء لقاءات الكلاسيكو عندما تخللت بصورة طريفة ملابسات حادثة اختطاف بعثة فريق نجم سبأ الكروية فقد فوجئ الجميع بأحد الخاطفين القبليين على طريق محافظة مأرب يتحول عن النقاش المحتدم الى الحديث عن العروض الهزيلة للمنتخب الأول في بطولة خليجي 20 وضرورة التعلم من أداء برشلونة قبل ان يعلن عن انه متابع للفريق الكاتالوني الذي سيستضيف ملعبه غداً لقاء الذهاب مع فريق ريال مدريد.. غير أن ما يبعث على الأسف كان انضمام مشجع يمني في عدن الى قائمة الضحايا العرب الذين خسروا حياتهم بسبب تبعات تشجيعهم بهوس لأحد طرفي مواجهات الكلاسيكو الكروي العالمي وهو المشجع “نصر مجيب أحمد سعيد” (39 عاماً) الذي لقي مصرعه في إطلاق نار إثر خلافات بين مشجعين لفريقي “ريال مدريد وبرشلونة” عقب مباراة الكلاسيكو التي أوصلت نتيجتها قبل نحو عامين برشلونة إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. شباب في ساحة التغيير بصنعاء يلبسون زي ريال مدريد وبرشلونة قوارب صيد في محافظة شبوة مطلية بالوان برشلونة وريال مدريد