في الآونة الأخيرة غض اتحاد كرة القدم الطرف عن المدرسة البرازيلية في طريق البحث عن مدرب أجنبي للمنتخب الوطني وراح يروج بالحديث عن الاقتراب من الدخول في (التجربة البلجيكية).. وفي حال صح ذلك فهو محفز لاستذكار (دي موريس) المدرب البرتغالي المغمور الذي حلّ بيننا ذات زمان غير بعيد فوجد منا العجب العجاب وغادرنا بهدوء من باطل سياستنا الكروية المتخبطة بعدما بدت له حقيقة رداءة الفكر المشيخي وسلبية اللجنتين الفنية والمنتخبات.. بعد غياب غير قليل عن التعاطي مع الصحافة الرياضية عاد الشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد كرة القدم الى الواجهة الإعلامية من جديد بالإعلان عن قرب التعاقد مع جهاز فني بلجيكي بقيادة المدرب توم سينتفيت الذي تقول آخر الأخبار ان سلطة بلاده كانت رفضت منحه تصريح عمل ما أفشل ثاني تجاربه مع المنتخبات الوطنية بداعي عدم الاستقرار السياسي في دولة زيمبابوي. وحاول الشيخ العيسي في سياق حديثه الصحفي الأخير إظهار الربط بين المدرسة البرازيلية التي انحصرت جهود البحث عبرها عن الجهاز الفني الجديد للأحمر الكبير وبين المدرب البلجيكي القادم نهاية الشهر الجاري لاستكمال التوقيع النهائي في صنعاء على الرغم من ان معظم المتابعين ذهبت توقعاتهم الى استقدام العجوز البلجيكي ايريك جيريس المستقيل عن تدريب المغرب. وربما تبدو حسابات الكلفة المالية هي المرجحة بين التفاوض مع (المغمور) سينتفيت واستبعاد جيريس (المشهور)، ولهذا فالمنتخب الأول لكرة القدم على موعد محتمل مع مدرب أجنبي جديد بالامكان اعتباره (سلاحاً ذا حدين) بالنظر الى سيرته الذاتية التي اظهرت سجلا معقولاً في تدريب بعض الأندية الاوروبية والعربية بالإضافة الى تجربة وحيدة مع منتخب افريقي متواضع. والواضح ان التجربة التراكمية للمدرب البلجيكي المفترض التعاقد معه بحسب اعلان العيسي ما لم يطرأ اي معرقل غير مستبعد بالنظر لما تخلل مراحل تفاوضية سابقة مع كثيرين أمثاله خلال العامين الاخيرين, لم تختلف كثيراً عن تجربة المدرب البرتغالي جوزيه دي موريس الذي لم يمكن من استهلال مسيرته مع منتخبنا في خليجي 19 بعمان وقضى القرار المتسرع بمغادرته لليمن. وفي حين استشعرت (ماتش) جملة مخاوف اللاجدوى على بعض المهتمين بالشأن الكروي ولاسيما بخصوص المنتخب الوطني, مبررها الخشية من ان يكون المبلغ المرصود للتعاقد مع المدرب سينتفيت (باهظاً) وغير مقارب لما كان مقبولاً ان يتسلمه شهرياً موريس على اعتبار ان كليهما مغمور وهدفهما منذ بداية الخطوة الدولية للتطوير وصولاً الى النجاح مع منتخبنا. كشف الشيخ العيسي بان التعاقد مع سينتفيت سيكون لموسم كامل على ان يكون اختباره الحقيقي المشاركة في خليجي 21 قبل حسم التجديد معه من عدمها, بينما مازال مستشار اتحاد الكرة حسام السنباني يجدد اعتزازه بالوقوف وراء صفقة استقدام موريس, مؤكداً على اقتناعه بقدراته قبل ان يتخذ القرار في اليمن بإقالته وعدم منحه الفرصة ليعانق النجاح في ايطاليا واسبانيا. ومنذ عام 2008 ولغاية عام 2010م نجح المدرب البلجيكي توم سينتفيت خلال قيادته لمنتخب ناميبيا لكرة القدم بتحقيق بعض النتائج الإيجابية في أول تجاربه مع المنتخبات الوطنية وذلك قبل ان يستقيل لاحقاً ليتولى تدريب منتخب زيمبابوي قبيل منافسات تصفيات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة لكنه قرر العودة إلى بلاده لرفض السلطات منحه تصريح عمل نتيجة لعدم الاستقرار السياسي. وعلى مدى نحو ست سنوات درب البلجيكي توم سينتفيت فرق كل من أندية سن دوي الأيسلندي في 2002م قبل أن ينتقل في العام التالي لتدريب فريق تلستار الهولندي وفي عام 2004م درب في نادي الغرافة القطري، وبذات العام درب منتخب شباب قطر، وفي عام 2005م درب فريق كلوبينبورج الألماني، قبل أن يعود لهولندا ويدرب فريق إمّين في موسم 2006 2007م. وفي العام الفائت خاض سينتفيت تجربة سريعة مع فريق شباب الأردن قبل ان تنتهي وتتناقل وسائل الإعلام العربية لاحقاً رسالة منه الى الاتحاد الفلسطيني يكشف فيها ان حلم حياته تدريب منتخبه في المرحلة المقبلة, مضيفاً بأنه يقبل العمل ولو بشكل مؤقت حتى انتهاء بطولة كأس التحدي الآسيوية التي جرت خلال مارس الفائت على أن يُقرر الفلسطينيون التجديد له من عدمه. ويبدو ذلك مغايراً لما كان بادر الى القيام به عقب خليجي 20 البرتغالي موريس الذي أفشلت طموحاته في اليمن فغادر ليحقق نجاحاً منقطع النظير في قلعة انتر ميلان الايطالي كمساعد لمواطنه مورينهو المدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الاسباني عندما لم يمنعه انشغاله من التواصل مع مسؤول بالاتحاد اليمني للاطمئنان عقب اندلاع الثورة الشبابية السلمية في فبراير 2011م. ولعلها ستكون المصادفة بارتباط سبتمبر الحالي وذات الشهر في عام 2008م بين الزيارة المرتقبة للمدرب البلجيكي المغمور سينتفيت وموعد الزيارة الأولى للمدرب البرتغالي المغمور دي موريس وحينها لم تتح له خلالها الفرصة لخوض أول تجاربه كمدير فني لمنتخب عربي حيث أقيل البرتغالي موريس بقرار متسرع اثر الإصرار على التمسك بالمصري المتوعك محسن صالح. كما سبق ذلك إعلان اتحاد الكرة على لسان الأمين العام الدكتور حميد شيباني عن توقف التفاوض مع البرازيلي باولو كامبوس استجابة لتحذيرات كان أطلقها المدرب التونسي مهدي عبيد وتضمنتها تصريحات أبدى عبرها استغرابه من السعي اليمني للتعاقد مع كامبوس, واصفا المدرب البرازيلي الذي قال انه يعرف مسيرته المهنية, بالمدرب الفاشل والمهرج والعاطل عن العمل.