الانتخابات الرياضية للاتحادات والأندية التي جرت قبل أشهر معلومة أثارت حالة من الجدل، مصحوبة بتشكيك علني في نتائجها، ليس لأنها أعادت إنتاج القديم في غالبيتها فحسب، بل لأنها خالفت القواعد المعمول بها في هكذا عملية انتخابية، ربما لأن رغبة وزير الشباب والرياضة “غير الكفء” في حكومة الوفاق الوطني كانت تقتضي مثل هذا العمل، وهو الذي رفض الإصغاء لكل الدعوات المطالبة ب”تسوية” الملعب الانتخابي وتصحيح الاختلالات قبل دوران عجلة الصندوق الانتخابي غير النظيف، لذا كانت النتيجة طعوناً ومحاكم ورفض تسليم مقرات ووثائق. المخالفات والتجاوزات سجلت نصيبها الأكبر في انتخابات الأندية غير المؤهلة لإجرائها، ولافتقارها لأبسط مقوماتها ناهيك عن معاييرها وشروطها ولو في حدها الأدنى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر فتح باب العضوية للجمعيات العمومية لاستقبال طلبات الانتساب للأندية، وسداد الاشتراكات الشهرية، وفتح باب الترشيح أمام الجميع بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص، ومناقشة التقارير المالية والإدارية والفنية، شيء من هذا لم يحدث في معظم الأندية إن لم يكن كلها، باستثناء النادي النموذجي الأول في اليمن “نادي صقر تعز”. اللجان الفرعية المسئولة عن الانتخابات الرياضية في المحافظات، قالت بان كل شيء على ما يرام، كما هي رغبة “المخرج”، ولم تنطق ببنت شفه، ولم تسجل حالة اعتراض واحدة من قبل أعضائها بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم على اعتبار العملية الانتخابية تمت في ظل “تقاسم حزبي” مغلف بعنوان عريض “وفاق وطني”، ورفعت تقاريرها تحمل مقدمات طلليّة تشيد بجهود الوزير الهمام راعي الديمقراطية الرياضية، وتؤكد على سير العملية الانتخابية بكل شفافية ونزاهة. كل ذلك لم يكن خارج توقعاتنا، لكن أن يظهر احد أعضاء تلك اللجان ليتحدث اليوم بعد مرور هذه الفترة على الانتخابات الرياضية عن عملية تزوير وتلاعب بالنتائج، وانعدام المعايير والشروط الأساسية للانتخابات، بينما كان مؤيداً لنتائجها في حينه، فذلك أمر لا يقبله عقل، ولا يستسيغه منطق، حتى وإن جاء تحت شعار “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي”، بقدر ما يحيط صاحبه بشكوك وظنون مختلفة الألوان والاتجاهات، ويجعله محل سخرية الآخرين وازدراءهم حتى وإن منحوه ضحكة من خلف “السنون”. “علي مرشد عقلان” مقرر لجنة الانتخابات الرياضية بمحافظة عدن التي كانت برئاسة جمال اليماني مدير عام مكتب الشباب والرياضة وعضوية الدكتور عزام خليفة وأيوب أبو بكر مدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل، ظهر مؤخراً يتحدث لوسائل الإعلام عن تقرير رفعه لوزير الشباب والرياضة كشف من خلاله الفساد الذي رافق انتخابات أندية المحافظة وفروع الاتحادات الرياضية فيها. فساد الانتخابات الرياضية في عدن كان تحت مجهر الزملاء والجمعيات العمومية “الحقيقية” منذ ما قبل يوم الاقتراع، ولم يكن خافياً حتى على “العميان”، في الوقت الذي تجاهله “علي مرشد” ولجنته في حينه، إذ اإنه لم تجر انتخابات رياضية بشروطها ومضامينها في أي من أندية عدن صاحبة التاريخ الرياضي العريق الذي يعود للعام 1905م، بعد أن أفرغها “الفاتحون” من قيمها النبيلة، وحوّلوها إلى دكاكين يديرها مشائخ ونافذون لا يفرقون بين خط المرمى وخط التماس. تصريحات “علي مرشد” وتقريره لا قيمة له، فحاله كحال من يبيع الماء في حارة السقايين. وكفى.