بالتأكيد لم يفرح الجميع بفوز مصر على غانا في لقاء العودة من الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم 2014،والذي أقيم في ستاد الدفاع الجوي وأمام أكثر من 25 ألف متفرج في مشهد لم يتكرر منذ زمنٍ طويل في الكرة المصرية. الهزيمة القاسية التي تلقاها المنتخب في كوماسي أنهت تماماً ونهائياً على أحلام الفراعنة للتأهل إلى المونديال البرازيلي ومن ثم فأن مباراة العودة كانت تمثل "رد الاعتبار" فقط للمصريين وليس الطموح في الفوز بخسمة أهداف نظيفة على منتخب قوي وعنيد مثل البلاك ستارز. ولكن.. رغم فوز مصر بهدفين لهدف وخروجها رسمياً من سباق الوصول إلى كأس العالم إلا أن الحياة ستستمر ولابد من المضي قدماً والمحاولة من جديد من أجل إنقاذ كرة القدم المصرية، والمفاجأة أن مباراة العودة التي لعبتها مصر أمام غانا حملت 4 مكاسب "مهمة" و"غير متوقعة" للمصريين والكرة المصرية بشكل عام ربما لم يكونوا "عالبال" أو "الخاطر" بالنسبة للجميع بسبب صدمة المونديال. والبداية 1) المستوى الرائع الذي ظهر به "نجم مصر" الجديد حازم إمام الظهير والجناح الأيمن لنادي الزمالك، فهو كان "الوحيد" الذي يتفاعل معه الجمهور المصري بشكل كبير بل وأظهر قدرات وفنيات جعلت الجميع يفخر بهذه الموهبة الجديدة في صفوف الفراعنة وبالتالي فهو يحمل معه أيضاً أحلام المنتخب المصري القادم لاسيما أنه يعد واحداً من أهم العناصر المستقبلية في الكرة المصرية كونه لم يتخط سن ال25 عاماً وهو قادر على تكوين منتخب مصري قوي مع بعض العناصر المتواجده أيضاً. 2) التألق الكبير الذي ظهر به أيضاً المدافع الشاب رامي ربيعة، فهذا الصغير أنسى الجميع قيمة وخبرة وائل جمعة صاحب ال38 عاماً والذي فضل بوب برادلي استبعاده من اللقاء والدفع بهذا الشاب "السريع" والقوي دفاعياً بدلاً منه، ربيعة أثبت أنه نجم مصر القادم في خط الدفاع وقادر على حمل هذه المسؤولية بعد اعتزال جمعة "الكبير"، مثلما حملها بشكل قيادي رائع في كأس الأمم الإفريقية للشباب التي أقيمت في الجزائر وكأس العالم تحت 20 التي أقيمت في تركيا. 3) عودة الجماهير إلى ستاد الدفاع الجوي من جديد وظهورها بمظهر رائع وممتع وتفاعلها بشكل رائع مع المنتخب، ورغم أن النتيجة لم تكن مرضية أو مقبولة نوعاً ما إلى أن الجماهير عبرت عن فرحتها بعودتها للمدرجات من جديد وحافظت على الهدوء سواء قبل أو بعد المباراة مما يشير إلى إمكانية عودة جماهير الكرة المصرية للملاعب من جديد ربما في الدوري القادم. 4) فوز مصر على غانا في القاهرة لم يكن كافياً بكل تأكيد للتأهل ولكنه رغم ذلك امتص بعض الغضب وخرج بالمباراة إلى بر "الأمان" حيث شعر الجمهور المصري أن المنتخب رد اعتباره ولو بفوز "قيصري" على البلاك ستارز كون لقاء الذهاب كان شيئاً"نادر" الحدوث في التصفيات الإفريقية ومن ثم خرجت تحقق "الهدف" من اللقاء وهو رد الاعتبار للكرة المصرية حتى بهدفين. 5) الظهور الرائع والجيد لشكل وهيئة ستاد الدفاع الجوي والذي اشتاق له سواء اللاعبين أو جماهير الكرة المصرية فضلاً عن مشاهدة الأهلي والزمالك ومباريات كأس مصر على ملعب الجونة "المنهك" و"المستهلك" و"السيء" مما يشير أيضاً إلى إمكانية عودة الأمور إلى نصابها من جديد وعودة الدفاع الجوي لاستضافة مباريات الدوري مرة أخرى.
