- لغرض المشاركة في ترتيب وضع فرع الاتحاد اليمني للكرة الطائرة بمحافظة عدن فقد زرت الدكتور عزام خليفة مدير عام مكتب الشباب والرياضة مرتين في مكتبه خلال المدة الماضية وذلك بعد حوالي 8 أشهر على استلامه مهام منصبه الجديد، وأهم ما يمكن أن يشاهده الزائر إلى المكتب ويلمسه هو أن الحياة عادت إلى أروقته من جديد بعد أن كان سلفه، كسر كل الإدارات والأقسام وحصر مهام المكتب في ختم وضعه في خانة سيارته، اليوم المكتب استعاد هيكله الإداري بوجود مدير لقسم الأنشطة وأخر للاتحادات والأندية واستحدث منصب نائب المدير العام كحالة إدارية تعني أن هناك توجه جدي لاستعادة الدور المفترض المفقود للمكتب خلال السنوات الأخيرة خصوصاً بعد إقالة الفقيد حسين إبراهيم النجاشي لأن من أتوا بعده في المنصب لم يكونوا بنفس مستوى المهام المناطة بمثله. - وخلال زيارتي إلى المكتب استمعت إلى المدير الدكتور الكلام الكثير وهو بطبيعة الحال كلاماً منمقاً لا يُمل، خصوصاً عندما يسرد المدير الرؤى عن الواقع والطموح وعن الظروف الصعبة التي يسعى المكتب لتجاوزها على مستوى إحياء النشاط الرياضي بداية بالألعاب الصغيرة وغير المكلفة مالياً وكيف يتم توظيف موارد المكتب المالية الشحيحة جداً حرصاً منه على إقامة النشاط بأقل القليل كخطوة يعتقد الدكتور أنها كفيلة بإنعاش الجسد الرياضي المريض في المحافظة ولو تدريجياً، فإشعال شمعة في نظره أفضل من الاستمرار في لعن الظلام الذي حل على رياضة عدن منذ عقود ولم يزل مخيماً، رغم بعض المناوشات التي لم تفلح في قشعه عنها. - وكمتابع عادي كان بإمكاني أن أتعاطف كثيراً مع حديث الدكتور بل وأرفع له قبعة الاحترام وهو يتصدى لمثلها مهمة كبيرة، إلا أن طبيعة عملي كصحفي ومعرفتي بواقع ماتم ويتم في رياضة عدن يمنعاني من الانسياق إلى فعل ذلك ليس عداوة أو محاربة لمجهود المدير الذي يحُمد عليه، ولكن لأني أعتقد أن مهام المكتب والمدير وقبلهما المحافظ والوكيل أكبر من إقامة منشط صغير نصفق له ونتصور في ختامه، خصوصاً إذا عرفنا أن مثلها بطولات لاتعبر عن الحال المتعبة للألعاب واللاعبين والأندية معاً، خصوصا أن المدربين واللاعبين يمارسونها بدون رواتب أو حوافز والكلام مقتبس من حديث الدكتور المدير. - ونعرف جميعاً أن الأندية في عدن أغلبها إن لم يكن كلها تعمل خارج نطاق الشرعية، والمكتب وحده هو المعني الأول في العمل على تنفيذ اللوائح وتطبيقها لتستعيد الأندية شرعيتها بالانتخاب أو بالتعيين الذي يمهد له الطريق، هذا هو الأهم في مهمة المكتب ومديره قبل إعادة ترتيب فروع الاتحادات ومتابعة نشاطها ، ومراقبة عمل الأندية والفروع وتقييم الأدوار وفقاً للوائح. - وعلى طريقة علمني كيف أصطاد ولا تعطني كل يوم سمكة، أعتقد أن على المكتب إعادة ترتيب وضع الاتحادات والأندية أولاً وهي التي ستسعى لاحقاً إلى إقامة الأنشطة لأن ذلك هو واجبه الأول والأخير حتى لايتحول المكتب من قائد لكل العملية الرياضية في المحافظة إلى مجرد منظم للنشاط في محافظة أنديتها والفروع أصبحت خاوية على عروشها. خاتمة: - بالعودة إلى ذي بدء أحب توضيح أن عودتي للاهتمام بلعبة الكرة الطائرة بعد انقطاع لم يكن بحثاً عن منصب أو مكسب ولكن التزاماً للحفاظ على حق نادي الروضة في المشاركة بالانتخابات الرياضية ومن ثم إدراكي أن اللعبة في عدن توشك على الاندثار كحالها في الوطن عموماً، وأن بإمكاني مع زملائي المساهمة بما نملك من جهد وخبرة في الحفاظ على مابقي لها والعمل على استعادة مكانة طائرة عدن على مستوى الخارطة المحلية، لكن الواضح أن أهواء الفساد ومطامع الاستحواذ لم تكن تقبل بذلك، فكان أن تسببت في غياب الفرع عن الساحة طوال عام ونصف وماتزال مصرة على اتباع سياسة الإقصاء والتهميش، وبالتالي فإن من الأفضل لي ولغيري الابتعاد مجدداً طالما صندوق الانتخاب مغلق وقوة القرار عاجزة عن الانتصار للعبة الكرة الطائرة وغيرها!. عن الجمهورية