رمى الحادث الإجرامي الشنيع -الذي استهدف وزارة الدفاع ومستشفى العرضي وذهب ضحيته أبرياء- بظلاله على الشعب اليمني كله، كون البشاعة التي حدثت لا يرضاها الله ولا رسوله، ولا الأديان السماوية كلها، ونحن -معشر الرياضيين- ندين بكل ما أوتينا من قوة هذا العمل الإجرامي وقد تجلى هذا الرفض من إدارة نادي الصقر بموقف إنساني بحت يدل على الوطنية التي تتحلى بها الإدارة الصقراوية ممثلة برئيس مجلس الإدارة الأستاذ شوقي أحمد هائل ونائبة الأستاذ رياض عبدالجبار الحروي وكذا الأمين العام الكابتن علي هزاع وإدارة النادي بالكامل.. الأمر الذي يعكس الحس الوطني العالي للمنتسبين هذا الكيان الكبير.. كونه موقفا يأتي لأول مرة وكنت ممن حظوا بمرافقة البعثة الصقراوية للمستشفى العسكري لزيارة الجرحى وذلك بدعوة تلقيتها من الإدارة مع بعض القنوات مثل (اليمن اليوم، آزال، الساحات، السعيدة) وكانت الزيارة بالغة الأهمية كشفت جوانب كثيرة. * المشهد الأول: عمق الهدف السامي لنادي الصقر والذي لمسته في عيون الجرحى، حيث قابلونا بتأثر ونظرات تفاؤلية عكست ارتياحاً واسعاً لديهم خاصة عندما تأتي من الجانب الشبابي والرياضي. * المشهد الثاني: طريقة الدخول لزيارة الجرحى؛ منع القنوات من الدخول والتصوير.. وفي الحقيقة لا نعرف الهدف من هذا المنع.. هل هذه القنوات من خارج اليمن.. أو أنها تحمل متفجرات ومصوروها إرهابيون؟! غريب هذا التشدد بمنع عزل من السلاح لا يحملون سوى أقلام وكاميرات من التصوير بينما تمر عليهم سيارات مليئة بأشخاص مسلحين يجوبون شوارع الأمانة ولا يحركون ساكنا. *المشهد الثالث: مرافقتي للزميل العزيز عبدالرحيم العقاب الذي اعتبرته فاكهة الزيارة.. رغم الحزن والتأثر البادي على أفراد البعثة جراء الجراح التي يئن منها الجرحى إلا أنه استطاع أن يخرجنا بعض الشيء إلى حيز الفرحة بأسلوبه الرائع في التعامل، فبنكتة هنا ودعابة هناك لطفت الزيارة نوعا ما.. وقد اكتشفت إعلاميا متمكنا. * المشهد الرابع: الموقف الرائع والحساس للكوتش المصري إبراهيم يوسف ومساعده الكابتن مروان الأكحلي والذي تمثل بشجاعتهم في رفض فريقهم الدخول لعنابر الجرحى إلا بمرافقة القنوات الإعلامية إيمانا منهم بدور الإعلام ورسالته وليس كما يفقه (الخبرة) عندنا. * المشهد الخامس: سعدت أيضا بالتعرف عن قرب بالوالد الحاج محمد الطائفي.. الشخصية المحترمة وأحد مؤسسي نادي الصقر.. وإلى جانبه الكابتن الخلوق أحمد عدنان إداري الفريق وبجانبه المسئول الإعلامي الزميل الخلوق فارس نعمان، هذان من الجنود المجهولين في النادي. *نظرة أخيرة: الحياة مدرسة.. نتعلم منها كل يوم ما هو جديد.. ومقابل ذلك لا نركن ما تعلمناه من مشاربها على الرف.. منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي وأنا أتمرغ على صفحات الأيام والأحداث الرياضية.. لاعبا وكاتبا.. كل صحيفة مزجت حبر قلمي عليها كانت رائعة غير أن صحيفة "اليمن اليوم" برأيي أكثر مهنية، فتحياتي للقائمين عليها.