* في مثل هذه الأيام المباركة وقبل سبع سنوات غادرنا إلى الرفيق الأعلى كروان التعليق اليمني وسيد المعلقين اليمنيين سالم احمد بن شعيب بعد تاريخ حافل مع ميكروفون الإذاعة متدرجا في الأوصاف والمسميات حتى وصل إلى القمة كمذيع أول في إذاعة عدن التي كنا نصحو وننام على ماتبثه لنا من برامج وخاصة البرامج الرياضية ونقل المباريات عندما كانت (الكرة كرة). * وكنا نستمتع بتعليق الكروان بن شعيب أيم استمتاع , لأنه كان يتبع مدرسته الخاصة ومتفردا في التعليق وخاصة عندما كان يحشر الأمثال الحضرمية في التعليق. ومن , من ذاك الزمن لا يتذكر عبارته الشهيرة ( حرام عليك يامندي) ؟ عندما كان يعلق على مباراة منتخبنا الناشئ أمام نضيره السعودي في تصفيات أسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم عام 1988م عندما تقدم منتخبنا بهدفي السلطان عمر البارك إلا أن البحريني جاسم مندي حكم المباراة حول أفراحنا إلى أتراح بعد أن سرق منا الفوز وأهداه للسعودية وحرمنا من التأهل بعد أخطا تحكمية وطرده لمدافع المنتخب عامر ألكيله . * غادر بن شعيب ترك لنا الكثير من أبدعاته وخدماته للرياضيين في عموم الوطن ولم يأخذ شيء !!!!!. * كعادتنا لم نرد له الوفاء بل الجفاء وأخر ما تعرضت له أسرته احتراق شقتها في المنصورة اثر الأحداث الأخيرة ,هذه الشقة التي خرج من الدنيا وتركها لهم , ولكن اتهمتها النيران نتيجة لقذيفة دبابة لم تجد مكانا مفضلا لها إلا هذه الشقة دون الأخريات ,التهمت كل شيْ وخاصة ذكرياته التي جمعها طوال سنوات طويلة وعوضا على أن نرد له الجميل في أبنائه لم يسأل عليهم احد بل تركوا (يشحتون) سكن عند أقربائهم. * ولان آسرته مثله كان رصيدها الكثير من الكرامة وعزة النفس لم تحتمل أن تثقل على الآخرين ممن فتحوا لهم مسكنهم ليضمهم فقد استدانت حتى رممت البيت وعادت إلى عش الذكريات الجميل الذي كان يجمعهم يوما ما مع رب البيت كروان التعليق وصاحب القلب الكبير والذي كان يملؤه بالحب والدفء والحنان. أبو صبري الذي أمتعنا كثير وقدم الكثير لهذا الوطن نسيناه أو تناسيناه وتركنا أسرته تعاني . * من عجائب هذا الوطن أن المحظوظين فقط هم من يكرمون وأكثرهم وهم لا زالوا على قيد الحياة بالرغم من أنهم لم يقدموا شيئا للوطن بعد لان لديهم ( جبل يستندون عليه) . * يكفي إن أبا صبري وجد قلوب محبيه فسكن فيها متمتعا بدفئها تذكره أناء الليل والنهار بالخير في الوقت الذي أغلقت الأبواب دون الوفاء له من قبل وزارة الأعلام والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة الشباب والرياضة وقيادة السلطة المحلية في عدن والتي لم تعد تذكرة وأكيد أمثاله من المبدعين . * ولكن بالرغم من هذا نتمنى أن يخرج من رماد النكران طائر الوفاء ليعوض هذه الأسرة المنكوبة ويعيد إليها البسمة من خلال تقديم الواجب وليس المساعدة لتسديد الديون التي عليها والعمل على توظيف أبنائه الذين ينتظرون الوظيفة بعد تخرجهم ولنجعل (أبا صبري ) يقر عينا في قبره ونكون بهذا قد رددنا بعض الوفاء إلى صاحب الوفاء لوطن اسمه اليمن.