لن تكون بطولة الدوري العام لكرة القدم في نسختها العشرين للموسم الكروي 2011/2012م، عادية لا للاعبي شعب إب من جهة، ولا لجماهير اللواء الأخضر من جهة ثانية، فهذه البطولة تعد استثنائية بكل المقاييس، فالتتويج هو الثالث في تاريخ النادي بعد إحرازه البطولة في موسمي 2002 / 2003، 2003 / 2004م، مما يعني أن الدرع اصبح ملكاً له، كما أنه جاء على غريمة في ذات المحافظة –إتحاد إب- بحيث اضحى الفوز مضاعف. بعكس كل التوقعات جاءت المباراة الفاصلة والنهائية للدوري مفتوحة من الفريقين، غير مغلقة ولا منحصرة في منطقة الدفاع، فقد قدم اللاعبون عرضاً مميزاً انعتقوا فيه من كل الضغوط، وتحرروا من القيود التي تفرض نفسها في هكذا مباريات، ناهيك أنها تجمع بين فريقين من محافظة واحدة على أهم البطولات اليمنية، كما أن أحدهم يتوق للقب الأول، فيما يرنوا الثاني لامتلاك الدرع في خزائنه مدى الحياة… فقد كانت تلك الاعتبارات كفيلة بنهائي لا متعة فيه ولا تشويق، نهائي ينتظر المتابعون اقتناص هدف من هنا أو نهاك. إلا أننا استمتعنا بمباراة رائعة رسم خلالها اللاعبون عشق محافظتهم للساحرة المستديرة، فعزفوا خلال 90 دقيقة أروع سيمفونية كروية، جعلت للنهائي رونقه الجميل، فخمسة أهداف كانت في الخيال أن يتم تسجيلها في مثل هكذا مباريات يسودها –عادة- التوتر، وتكسوها الحيطة والترقب.. ولكن الفريقان طرحا ذلك جانباً وجعلوا الجميع يعيش سهرة كروية رمضانية ممتعة. نبارك للشعب -جماهير ولاعبين وإدارة – على ما حققوه وعلى نفسهم الطويل في اللقاء، وعودتهم للتعادل بعد تأخرهم في مناسبتين قبل أن يتوِّجوا مجهوداتهم بفوز مستحق نالوا من خلالها درع الموسم، بالمقابل نشكر الاتحاد على ما قدمه اللاعبون، ومساندة جمايرهم إدارتهم لهم طيلة المباراة، فقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق باكورة دروعهم، غير أن تمرس الشعب في هذه المناسبات جعل الكفة تميل إليه. والتهنئة الكبرى هي للجمهور الإبي الذي صنع الحدث في ملعب المريسي، فكما امتع اللاعبون المتابعين، كانت أهازيج الجماهير تعكس الأداء الراقي داخل الميدان.. ولهذا فإن وصول الفريقين للتنافس على البطولة، سيجعلهم أكثر إصراراً في الموسم القادم لتقديم المزيد، والانطلاق من نقطة التألق التي حصدوها. نهنئ الاتحاد العام لكرة القدم على إنهاء اكبر بطولاته بصورة جميلة، عكست النديّة والإثارة، فالبطل لم تُعرف هويته إلا مع انتهاء اللقاء الفاصل، كما نشيد (بالاجتهاد) من خلال الترتيب للمباراة الختامية من حيث التكريم سواءً للشخصيات الإدارية أو الرياضية أو الشخصيات الاجتماعية.. غير أنه كالعادة لم يستطع ضبط التكريم سواء بين الشوطين في المنصة، أو داخل ارضية الملعب.. فبين الشوطين لم نعرف من هم المكرمون ولا أسماؤهم، لأن قناة سبأ –المشكورة على نقلها- كانت في وادي التحليل، فيما كانت قيادة الوزارة والاتحاد في وادي التكريم، وهنا ظهر عدم التنسيق، وبدأت للمتابع الخارجي (هوشلية) الختام المعتادة. ولأن قطع العادة عداوة، فلم يكتفي –غير المعنيين- بالتكريم بالابتعاد عن المنصة العُلْوية، بل تسابقوا على منصة منتصف الملعب، وكان المحيطون بالأخوين معمر الإرياني –وزير الشباب والرياضة- واحمد العيسي –رئيس الاتحاد العام- أكثر من اللاعبين المكرمين، وهنا تبرز أهمية الاحساس لدى بعض الأشخاص.. والحل يكون في تعيين الاسماء التي يتوجب عليها المشاركة في التكريم من خلال المناداة بهم على الملأ بحيث لا ينزل لأرضية الملعب إلا من يسمع اسمه فقط. تابعت مختلف ما كتب عن المباراة، ولاحظت أنها اشارت لأداء اللاعبين –وهم يستحقون اكثر من ذلك-، فيما كان المرور على حكام المباراة مرور الكرام، أو بواسطة كُليمات مقتضبة، مع أن ما قدمه الحكم الدولي الوطني علي جوف علي باري يعد انجازاً للتحكيم اليمني، ورداً مباشراً على المطالبين بحكام أجانب، فقد كان بفضل الله مع مساعديه –نادر شخص، أحمد الوحيشي، أحمد الشريف- موّفقون للغاية، وعكسوا تطور التحكيم اليمني متى ما أُعطيَ الفرصة لإثبات جدارته.. وهنا أجدها مناسبة لشكرهم وشكر الكابتن جمال الخوربي الذي منحهم الثقة، وهي مناسبة لنحيي جميع الحكام فمستواهم كان جيداً، ولم تظهر أخطاء غيّرت من نتائج المباريات.. وإن حدثت بعض الهفوات فهي طبيعية لكون الحكام بشر يخطئون ويصيبون. لائحة التكريم ينبغي أن تتواكب أولاً مع الغلاء في كل شيئ، وثانياً مع اسم البطولة..فمبلغ 3 ملايين للبطل ومليونين للوصيف، ومليون واحد لصاحب المركز الثالث، أضحت لا تتواكب اطلاقاً مع العام 2012م، فالنادي الذي يصرف أضعاف أضعاف هذا المبلغ، يستحق أن يكرم بمبالغ تليق بالبطولة.. سيقول قائل: الدرع هو الأهم، وسأقول له: كرة القدم اصبحت هي عالم المال، والتكريم المالي هو مهم أيضاً، ولهذا فكما أن الوزارة مشكورة على صرف المستحقات، مطلوب منها رفع القيمة المالية أقلها 10 ملايين للبطل، ونصفها للوصيف، ونصف نصفها لصاحب المركز الثالث. وعودة على بدء نعود لنهنئ الشعب على بطوله الدوري، والاتحاد على الوصافة، والعروبة على المركز الثالث، مع تمنياتنا أن يوفق الاتحاد الى إنها دوري الدرجة الثانية وبطولة المحافظات وكأس الرئيس بنفس الصورة الحسنة التي ختم بها بطولة الدرجة الأولى.