"فزت بكل شيء مع الفريق وعلى المستوى الفردي.. رونالدو لم يفز بشيء في 2013..لست حزيناً ولكن ذلك يؤلمني ولكنه لن يدفعني للخطأ، أشعر بالفخر لأني وصلت للتصفية النهائية على جائزة الكرة الذهبية، ولكنني أشعر بأنني كنت أستحق الجائزة، الجميع أخبروني بأنني سأفوز بها. مع بايرن صنعنا التاريخ.. من فعل هذا من قبل؟ لقد سيست الأمور.." بهذه الكلمات اختصر الفرنسي فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونخ حالة الإحباط التي اختلجت في صدره منذ أحد عشر يوماً في زيوريخ حيث جاءت نتائج التصويت على جائزة الكرة الذهبية بعكس ما اشتهت أحلام الفرنسي الذي غادر قاعة الاحتفال من دون الإدلاء بأي كلمة وعلامات الخيبة على وجهه بعد حلوله ثالثاً خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي الثاني، فيما توج البرتغالي كريستيانو رونالدو بها للمرة الثانية خلفاً لميسي بالذات الذي احتكرها في السنوات الأربع الماضية. "قدر من السياسة" ردة فعل ريبيري لم تكن مستغربة وجاءت منطقية قياساً بالموسم غير العادي الذي خاضه النجم الفرنسي منذ بدايته وحتى النهاية، فالإنجاز الذي سطره الفريق البافاري دخل التاريخ، وإن التزم الفرنسي الصمت في الأيام الأولى التي تلت التصويت، لم يحتمل "الغصة" التي ضاق بها صدره، فكان الحديث الذي أدلى به منذ أيام لإحدى الصحف الألمانية متنفساً له للعودة إلى نتائج التصويت والظلم الذي لحق به. ريبيري الذي ساهم بشكل فعال في فوز بايرن بلقب الدوري والكأس في ألمانيا ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبية، أكد أنه كان الأجدر للفوز بالكرة الذهبية لأنه فاز مع فريقه بخمسة ألقاب في عام 2013 في حين لم يظفر رونالدو بأي لقب مع ريال مدريد في العام نفسه معتبراً أن "فوز رونالدو كان وراؤه قدر كبير من السياسة". وحمل الفرنسي على التصويت الذي ركز على الجانب الفردي معبراً في الوقت ذاته عن اندهاشه من أن ثلاثة لاعبين فقط من فريق بايرن اختيروا ضمن تشكيلة منتخب العالم لعام 2013، كما لم تضم أي لاعب من فريق بوروسيا دورتموند الألماني الذي بلغ نهائي دوري الأبطال. وقال في هذا الصدد: "أحرزنا خمسة ألقاب وصنعنا التاريخ، من فعل هذا من قبل؟ دورتموند أيضاً غاب عن القائمة". وأضاف ريبيري: "أريد التركيز الآن مع النادي والمنتخب الفرنسي، أشعر فعلاً بالسعادة مع بايرن وأتطلع لكأس العالم. الكرة الذهبية لم تعد تروق لي، كنت بحاجة فقط لأقول هذا ولكن القضية أغلقت". التمديد خدم رونالدو المتابع الجيد لكواليس الكرة الذهبية علم مسبقاً أن الاختيار سيقع على رونالدو عندما قرر الفيفا تمديد باب التصويت حتى 29 تشرين الثاني/نوفمبر ما سمح بشكل أو بآخر بأخذ ثلاثية رونالدو في مرمى السويد في الملحق المؤهل إلى مونديال 2014 في عين الاعتبار في حين لم يخدم التمديد ريبيري على الإطلاق لأنه لم يكن مثله حاسماً في الملحق لأن المدافع مامادو ساكو كان منقذ "الديوك" في إياب الملحق أمام أوكرانيا بتسجيله هدفين ساهما بتأهل فرنسا. برر متحدث باسم الفيفا قرار التمديد بأن الاتحاد الدولي تلقى عدداً قليلاً من تصويت المشاركين وهم (مدربو وقادة المنتخبات الوطنية وصحفيون) بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر المهلة النهائية المحددة سابقاً موضحاً أن بإمكان الذين أدلوا بأصواتهم القيام بالتعديل إذا أرادوا ذلك بعد المهلة الجديدة، وفي مؤتمر صحفي سبق تسليم الجائزة قال والتر دي غريغوريو، مدير الاتصالات بالفيفا: "ترتيب اللاعبين لم يتغير من 15 إلى 29 تشرين الثاني/نوفمبر"، وبرر مجدداً هذا التمديد بالسبب الذي أورده سابقاً وهو قلة المشاركة، إذ كانت 50 في المئة في 15 ووصلت إلى 88 في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، "لكن الترتيب على حاله لم يتغير". معايير الاختيار ردود الأفعال التي سبقت وتلت التصويت، سلطت الضوء على المعايير التي ارتكز عليها المصوتون في اختيارهم، ففي حين رأى رئيس بايرن ميونيخ أولي هونيس عدم فوز ريبيري "مؤامرة "، عد الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة أن منح الجائزة لرونالدو جاء نتيجة الأخذ بعين الاعتبار مستوى اللاعب الفردي بغض النظر عن الإنجازات والألقاب التي يحققها اللاعب، واصفاً ذلك بال"مشكلة " ومؤكداً أن "شيئاً صغيراً قد تغير في الكرة الذهبية" منذ دمجها مع جائزة الاتحاد الدولي لأفضل لاعب. وقال بلاتيني الذي سبق وفاز بالجائزة ثلاث مرات في الثمانينات يوم كان يدافع عن ألوان يوفنتوس:"لقد خاب أملي لأن الكرة الذهبية، ومنذ 50 سنة، أخذت بعين الاعتبار النتائج والإنجازات على أرض الملعب، لكننا اليوم ننظر إلى المستوى العام للاعب وهذا يشكل مشكلة". وأضاف نجم فرنسا السابق: "لقد خاب أملي بما حدث لفرانك ريبيري. العام المقبل سنعود لنفس السيناريو: ميسي-رونالدو، وبعد سنتين وثلاث سيتكرر الأمر." وتابع: "فرانك الذي أحرز كل شيء في 2013 كان قادراً على نيلها، وهذه مشكلة. عدم فوز إي إسباني في 2010 (عندما أحرزت إسبانيا كأس العالم) مشكلة أيضاً. بالنسبة لفرانك كانت فرصته الوحيدة الآن". وإذا كانت الأصوات صبت في مصلحة كريستيانو الذي خاض موسماً ناجحاً جداً على الصعيد الشخصي بتسجيله 69 هدفاً في 59 مباراة، وقاد البرتغال إلى نهائيات المونديال بتسجيله ثلاثية حاسمة، فإن ريبيري الذي حصد خمسة ألقاب محلية وأوروبية وساهم بتأهل فرنسا للمونديال أيضاً، دفع ثمن معايير الاختيار التي تطرق إليها بلاتيني ألا وهي الأخذ بعين الاعتبار الإنجازات الفردية على حساب الجماعية، ومما لا شك فيه أن اتجاه معظم عشاق المستديرة لتشجيع برشلونة وريال مدريد ساهم بشكل كبير في توجيه البوصلة باتجاه قائدي الفريقين، ميسي ورونالدو.. ويبقى العزاء الوحيد لريبيري اختياره أفضل لاعب لعام 2013 بحسب الاتحاد الأوروبي متفوقاً على رونالدو وميسي بالذات، ولكن هل ستؤثر خيبة الكرة الذهبية سلباً على أداء اللاعب في القسم الثاني من الموسم خصوصاً قبل أشهر قليلة من انطلاق نهائيات كأس العالم؟.
