وأنتم تقلبون المذياع بين محطات الأف أم المحلية الرتيبة ، قد ترسون على تردد أثير إذاعة تعز في حالة صادفت أسماعكم صوت لؤلؤة المذياع القديرة مايا العبسي التي تستميل أذهان المستمعون بتقديمها واَلقاءها المبدع والأكثر من رائع ، وقد لا حظ ذلك كل من تابع حوارتها الشيقة والبناءة في تعاطيها لمواضيع ومستجدات البرامج التي تقدمها ، ومن لا يعرف بنت العبسي بالتأكيد لا يعرف إذاعة تعز … وقصة هذه الفتاة مع إذاعة تعز تثير الغرابة والدهشة وتأكد أن حقوق المرأة المبدعة.. المكافحة .. العفيفة ،في مجتمعنا غائبة .. منهوبة مع سبق الأصرار والترصد ..! فكيف يعقل أن تكون هذه الؤلؤة غير موظفة بالإذاعة التي طالما ما قدمت لها الغالي والنفيس من العطاء والجهد ، وهل يعقل كذلك أن تكون حاصلة على ماجستر تمهيدي في اللغة العبرية بدرجة إمتياز وحاصلة على الف إمتياز في إعداد وتقديم البرامج والتقارير والنشرات الإذاعية ورصيد من الخبرة بلغ التسع سنوات ، غير أنها تجيد عدة لغات أجنبية كالأنجليزية والفرنسية والعبرية وحاصلة على عشرات الدورات التدريبية في نفس المجال ، وحاصلة .. وحاصلة .. ولكن لم تحصل على أبسط حقوقها في الوظيفة التي ستضمن لها حياة كريمة على أقل تقدير … وأصبح حال لؤلؤة المذياع كحال الطائر السجين الذي نراه يغرد ونسمعه يشجونا بصوته العذب ولا نعرف أنه يغرد من شدة أحزانه في قفص الظلم ، كيف لا وهي التي زقزقت في صباح الخير على أمتداد ثلاثة أعوام وهي التي قدمت برنامج منتدى المستمعون بالق وإبداع منقطع النظير ولن نبالغ إذا قلنا أنها جلبت للاذاعة أكثر من نصف مستمعيها بأدائها الجميل … و إلى اليوم تبحث عن موضع قدم لها في هذه الاذاعة ولا مجيب ولا معين ولا نصير ، ولكن لا سامح الله من كان السبب في ظلم الشباب المبدع ومايا هي للإبداع عنوان ولكن هذا الإبداع يغلفه حزنها وخوفها على مستقبلها المظلم ، وقد عرفها القاصي والداني بأنها تلك الفتاة النموذج لكل فتاة يمنية مبدعه وصابره على جحود المجتمع وظلم المسئولين وصناع القرار الذي لا يمر يوم الا ونرى الصحف والنشرات تمجد وتلمع أعمالهم وإنجازاتهم ، وهم في الحقيقة يتنكرون لكل مبدع ومجتهد ولكل عمل فيه إصلاح إداري في المؤسسات الإعلامية .. وبيقى السؤال الأهم لهذه التنكر والجحود ؛ وهو هل سيستمر مسلسل التهميش والظلم للإعلاميين في هذه المؤسسات وهل سيقف ملف مايا العبسي وغيرها من الإعلاميين ، على عتبة أبوب هؤلاء المسئوليين بدون إنصاف أم أننا سنشهد طفرة عدالة في مؤسسات الدولة ولا سيما الإعلامية منها وإنصاف هؤلاء الجنود المجهوليين ، وللحديث موعد وبقية .