* سمعت صوتاً هادراً.. هدير شواطئ وبحار (عدن) يعصف بي،ومن جواله قال: كيف حال الحبيب؟! ولأن قلبي (دليلي) أجبت على الفور: هذا صوت أستاذي وأستاذ كل الأجيال الرياضية، وشمس شموس عدن الحبيبة (نصر شاذلي) الذي لن أنساه ما حييت.. ما أعظمك أستاذنا، تسألني كيف الحال وأنت تعلم جيداً أن حالي عال.. عندما يكون المتحدث أستاذ كل الأجيار (أبو محمد) و… قاطعني الحديث الممزوج بأحلى ضحكاته المعروف بها قائلاً: لا.. لا يا خير الأوفياء، أنا أتكلم معك من معشوقتنا (عدن)، مش من (بريطانيا)، وهنا كانت المفاجأة أكبر!! * وعرفت منه كل شيء.. إلاّ أني لم أذق طعم النوم بين فرحتي الكبرى لوجود الأخ، الصديق، الأب الروحي في حياتي الخاصة ومشواري الكروي بعامة، أستاذ الأجيال (نصر عبدالرحمن شاذلي) هنا في عدن.. وسحابة حزن انتابت قلبي المليء ب"التشظيات" والجراحات، وعيناي ترى خلال يوم حفل تكريم رمز عظيم بقامة الأستاذ ومعلم الأخلاق (نصر شاذلي) صباح الأحد، بفندق ميركيور بخور مكسر بحضور كل القيادات السياسية والرياضية، وفي مقدمتها محافظ عدن المهندس وحيد رشيد في حفل خطابي وتكريمي، والتقاط الصور التذكارية المتعددة الأركان في الإعلام الرياضي. الحال نفسه سيتكرر عصر اليوم (الثلاثاء) مع اختلاف المكان والزمان، حيث ستجرى مباراة كبرى لكرة القدم تضم- وهذا ما أتمناه- قدامى نجوم الزمن الجميل الذين تتلمذوا بل وتخرجوا من مدرسة الشاذلي الكروية النموذجية، وتجمع بين منتخب نجوم التلال والميناء أمام منتخب نجوم وحدة عدن وشمسان، والتي ستُجرى عصر اليوم على ملعب (نصر شاذلي) في حقات بكريتر عدن، ومع وجود اسم القائد الرياضي الفذ الأستاذ (أبو محمد نصر شاذلي) وهو على قيد الحياة أطال الله بعمره، وفي ظل رعايته شخصياً لهذه المباراة الكروية الكبرى، لجيل ذهبي جميل هو التكريم والوفاء بعينه، لرجل عظيم يستحق منا جميعاً تحية إجلال. تكريم الشاذلي بين الأوفياء وعيال الأوصياء يا صحبي.. علينا أن نقولها بكل شفافية وبوضوح وبملء الفم: إن أي تكريم يناله اليوم الأستاذ الوطني، والرائد الرياضي الكبير أخلاقاً (نصر عبدالرحمن شاذلي) هو تكريم للعاصمة (عدن) لأنه وعدن رمزان حقيقيان وواضحان للأخلاق الرياضية، وعدن تحديداً تشكو حالها من أبنائها الذين كانوا في الزمن الرياضي الأصيل من أوفى رجالاتها.. وفي زمن غادر تولى فيه دخلاء على رياضة عدن بعامة.. وهنا يكمن الفارق بين أخلاق الرجال الذين نالوا حبنا وعشقنا لمواقفهم الثابتة الراسخة بشموخ جبال شمسان وردفان مهما جار عليها الزمن، وبين من جعلهم غرباء في هذا الوطن وذاك المكان. من هذا المنطلق، نجد الصورة بكل معاني أخلاقيات أصحابها طال الزمن أو قصر، تؤكد اليوم أكثر من أي وقت مصداقية شرفاء وأوفياء كل الأجيال الرياضية في عدن، مدرسة الأخلاق والولاء الصادق والشرف الأبدي، قد انتصرت على عيال الأوصياء، وهذا التكريم المهيب بهيبة رمز أخلاق عدن الرائد الرياضي الوطني الشريف العظيم النفس والعزة والكرامة أستاذنا نصر عبدالرحمن شاذلي، ليكون هذا التكريم بمثابة درس أو دروس يستفيد من أهدافه وأبعاده الجميع. فهنيئاً لنبراس الصدق والشرف ابن عدن البار، نصر شاذلي، هذا التكريم النبيل نُبل أصحابه من رياضيي عدن.