أجرى أطباء مصريون جراحة نادرة لاستئصال قدم ثالثة لرضيعة مصرية، تبلغ من العمر 7 أشهر، وذلك في مستشفى الطور جنوبسيناء. وقال وكيل وزارة الصحة بجنوبسيناء، الدكتور خالد أبو هاشم، إن فريقاً طبياً بمستشفى الطور العام نجح في إجراء جراحة صعبة ومعقدة لرضيعة ولدت بتشوه خلقي في القدم عبارة عن قدم ثالثة بها 3 أصابع.
وأوضح أبو هاشم أن الفريق الجراحي التابع لكلية الطب في جامعة عين شمس قرر إجراء الجراحة رغم أنها نادرة وفريدة من نوعها، لأن عدد الحالات المسجلة المماثلة قليل على مستوى العالم. من جانبه، قال مدرس مساعد التخدير بجامعة عين شمس، وأحد أعضاء الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة، الدكتور محمد حامد، في حديث ل"العربية.نت"، إن الطفلة ولدت مصابة بمتلازمة عبارة عن تشوهات خلقية في القدم، وتجمع دموي على العمود الفقري أسفل الظهر، مشيراً إلى أن التدخل الجراحي يتطلب اشتراطات خاصة في التخدير خلال هذه الحالة لأسباب عدة، أبرزها أن القلب والمخ يكون بهما بعض التشوهات الخلقية أيضاً، ويمكن أن تؤدي جرعة تخدير غير محسوبة بدقة لوفاة المريضة. كما أشار حامد إلى أن الرضيعة لم تكن مصابة بأي تشوهات في المخ والقلب، بل كانت التشوهات عندها في القدم والظهر، ما تطلب التعامل معها بصورة طبيعية. وأضاف أن الصعوبات الحقيقية في تلك الجراحة تتمثل في التشارك الشرياني بين الجزء المستأصل والجزء المتروك، ما يتطلب الحفاظ على الإمداد الشرياني والعصبي للجزء الذي سيبقى، دون الوصول للسلاميات الأساسية الخاصة بالقدم الأصلية، والحفاظ على تدفق الدم لها، وإلا كان سينتج عن إزالة الشريان والعصب المغذيين عدم تدفق الدم والأكسجين، وبالتالي ستموت الخلايا والأنسجة، وتموت معها القدم. ولفت حامد إلى أن هذه الحالة لا يوجد منها سوى 25 فقط على مستوى العالم، مؤكداً أنه سأل والدي الطفلة وتأكد منهما أنهما ليسا قريبين، وأن حالة ابنتهما ليست ناجمة عن زواج الأقارب. كذلك كشف أن الفريق الجراحي أجرى العملية في هذا العمر للرضيعة من أجل أن تصبح قادرة على السير عندما تبلغ عام ونصفا، حينها تكون الأنسجة قد التأمت، وأصبحت قدم الرضيعة طبيعية وقادرة على المشي.
