استغربت وأنا أقراء في قائمة معايير قيد فرق الدرجة الثانية لكرة القدم ورود بند خاص بالمنسق الاعلامي للفريق، ومنبع الغرابة ليس وجود بند يخص المنسق الاعلامي، ولكن لان وجود منسق اعلامي لفرق الدرجة الثانية يعني للقارئ غير المتابع اننا خلاص وصلنا الى مرحلة متقدمة من تطبيق شروط الاتحاد الآسيوي للانتقال الى مرحلة الإحتراف، وعددها يزيد عن 180 شرطا، وما يزيد في الاستغراب من ورود ذلك البند هو ان من يطلع عليه سيعتقد ان وروده في معايير قيد فرق اندية الدرجة الثانية جاء بعد ان كل التزمت فرق الدرجة الاولى بتعيين منسقين اعلاميين لفرقها الكروية او هكذا يفهم من الاعلان..في حين ان واقع الحالي كما تعلمون يقول عكس ذلك، فنحن اندية واتحادات وإعلاميين لم نستوعب بعد اهمية وجود المنسق الاعلامي وطبيعة الدور المهني المناط به على مستوى الاندية والمنتخبات الوطنية بمختلف درجاتها. نعم لم نفهم بعد اهمية المنسق الإعلامي، وعلى الرغم من مرور اكثر من موسمين على وجود هذا الشرط فان فرق قليلة جدا في دوري الدرجة الاولى هي التي التزمت بتعيين منسق اعلامي موظف متخصص في عمله وفاهم لدوره كحلقة وصل تربط بين وسائل الاعلام والفريق الكروي بجهازيه الفني والإداري واللاعبين، اما اغلب الفرق فان لسان حالها هو الطناش، وهي مازالت مستمرة في مخالفتها للائحة المسابقات التي تنص صراحة على ان وجود المنسق الاعلامي امر ملزم وضروري مثل ضرورة عقد مؤتمرات صحفية بعد مباريات دوري الدرجة الاولى، كمهمة من مهام المنسق الإعلامي ستساهم في زيادة الاهتمام بكرة القدم وتساعد في السير على طريق الاحتراف. لكننا وخلال موسمين وربما اكثر منذ ورود ذلك البند الصريح في اللائحة لم نسمع إلا عن مؤتمر صحفي يتيم عقد بعد مباراة أهلي صنعاء والتلال للمدربين شرف محفوظ ومحمد عبدالحليم"توتو" في ذهاب الموسم الحالي، بجهد خاص للمنسق الاعلامي لفريق اهلي صنعاء اسكندر عبده.. ماعدا ذلك فان شيئا لم يتم، وبقي المنسق الاعلامي للفرق الكروية مجرد خانة مازالت شاغرة على الرغم من تعبئتها بأسماء بعضها لإعلاميين كبار لكننا لا نراهم إلا عندما تحزم الفرق حقائبها للسفر في مشاركة خارجية. وبما ان الحديث هنا عن المنسق الإعلامي، فان الحالة تفرض نفسها علينا للتأكيد بأن منصب المنسق الاعلامي للفرق أو المنتخبات منصب تقني بحت مثله مثل المدرب او الإدراي، وهذا يعني انه منصب للعمل وليس للترف، واحتلال مراكز الشرف في البعثات المسافرة بين الاقطار مع المنتخبات، او حتى الأندية، نقول ذلك لان ما نلمسه من عمل منذ البدء بتعيين منسقين اعلاميين للمنتخبات والفرق الرياضية اليمنية لا يدل على ان كل من يتم تعيينهم في هذا المنصب يستوعبون مهمتهم التي جاءوا إليها ليستلموا راتبا ويسافروا مع الفريق او المنتخب من دون جدوى. وبما ان القصور هو الواضح في فهم طبيعة عمل المنسق الاعلامي الذي يتم تعيينه بطريقة غير مهنية، يمكنني ان اطالب وعبر صحيفة الرياضة بعقد دورة تخصصية في هذا المجال، ثم بفتح باب التنافس على منصب المنسق الاعلامي للمنتخبات الوطنية..نعم اطالب بفتح باب التنافس للحصول على وظيفة المنسق الاعلامي للمنتخبات الوطنية..لان مهمة المنسق تعتبر وظيفة عامة تفرض على صاحبها التفرغ حتى يصيب النجاح فيها، والوظيفة العامة كما تعلمون يجب ان تخضع للمنافسة وفق شروط، لان ذلك سيحقق للعدالة بين المتنافسين، ويجلب الفائدة للمنتخب لان الأفضل من الاعلاميين والأجدر هو الذي سيصل الى ذلك المنصب العام الذي يفترض في صاحبه ان يكون منسقا للمنتخب الوطني وليس لمجرد صحيفة. نعم المنسق الاعلامي رجل مهني، ويفترض فيه ان يكون حلقة الوصل بين الاعلام والمنتخب بكل عناصره، كما انه النافذة التي تحصل منها وسائل الاعلام على اخبار المنتخب الوطني او النادي الا اننا لا نلمس ذلك على واقع منتخباتنا..وللمتابع ان يلاحظ الندرة الواضحة لأخبار المنتخبات الوطنية التي تعسكر في صنعاء منذ اشهر – الأول – تحت 22سنة – الناشئين – عن صدر صفحاتنا المحلية مع انها تملك منسقين اعلاميين لكنهم لايقومون بواجباتهم الحقيقية، فمن منا يعرف ما هي آخر قائمة للمنتخب الوطني الأول قبل ذهابه في اجازة؟!، ومن هو الذي عرف القائمة التي استقر عليها مدرب تحت 22 سنة للسفر الى السعودية واللعب مع الاخضر السعودي امس السبت؟! ومن هو الذي تابع آخر مستجدات الضم والاستبعاد في المنتخب الوطني للناشئين؟! انا لا اطالب المنسق الاعلامي الموظف ان يتحول الى اعلامي، لكن بإمكانه ان يزود كل وسائل الاعلام يوميا بجديد المنتخب كمعلومات وعلى كل صحيفة ان تحديد الصالح للنشر من عدمه، وهو اي المنسق الاعلامي ملزم بحكم وظيفته باستمرار ضخ المعلومات والبلاغات الصحيفة عبر الانترنت لوسائل الاعلام او على الاقل نشرها في موقع الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي ينشر الخبر بعد الهناء بسنة..الجمهور يبحث عن اخبار المنتخبات..كيف تستعد ماهو جديدها مع من ستلعب اين ستعسكر ؟!.