قد تكون هذه الليلة عادية لكثير من الرياضيين اليمنيين والمهتمين بالشأن الرياضي في شقه الكروي، لكنها لن تكون كذلك للطامحين في مرافقة الشيخ أحمد صالح العيسي خلال الاربعة السنوات القادمة ضمن مجلس ادارة الاتحاد اليمني لكرة القدم.. فجميع المتنافسين (باستثناء العيسي) حالتهم الليلة صعبة، ويبدون كالمساكين، المنتظرين لأي صوت يجعلهم ضمن قائمة الفائزين. اتحداهم الليلة ان يناموا قريري العين (هكذا قال لي احد اصدقائي).. بالتأكيد ان استطاعوا التغلب على أرق الليلة الصعبة، فسيكونون عاجزين عن الهروب من الكوابيس المزعجة، والمتعلقة بطبيعة الحال، بما سيكون عليه حالهم بعد اعلان النتيجة صبيحة الغد. حتى الذين قيل لهم انهم قد ضمنوا مقعدهم، لن يهدأ لهم بال، فالليلة التي تسبق الانتخابات تكون هي ليلة تحديد المصير، وفيها تحدث اشياء كثيرة، فالضغط سيكون على اشده بالنسبة لرئيس الاتحاد الفائز سلفا، وذلك من قبل مكونات عديدة، كل منها يريد ان يكون مرشحها مدعوما من قبله، ومن الفئة التي ستنال عين الرضى في الصندوق الانتخابي. ليلة كفيلة بحبس انفاس من سيحبسون انفاس عشاق الكرة اليمنية على مدار اربعة سنوات قادمة، ليلة يكون فيها القوي ضعيفا لدرجة ان يستجدي الصوت الواحد.. ولكن ماذا بعد ظهور نتيجة الفوز، ينسى أو يتناسى ان حالته كانت (….) ويبدأ يصرح ان فوزه كان مضمونا بناءا على كفاءته وقدراته، مع انه كان غلبان قبل اقل من 24 ساعة. انها ليلة تحديد المصير ليس للفائزين فقط، بل لكرة القدم اليمنية، فهي على موعد مع قائمة قد كون هي نفس القائمة السابقة، وقد تتغير.. المهم ان مصير كرة القدم مرهون بالعقلية الجديدة لقوام الاتحاد الجديد، فالشارع الرياضي اصبح اليوم لا تهمه اسماء الفائزين فزيد مثل عمرو، المهم الفعل فقط، أما الكلام فكلنا بارعون في الحديث حتى نهاية العام 2018م. الشيخ العيسي هو المتحرر تماما من مسألة الفوز والخسارة على اعتبار انه المترشح الوحيد للرئاسة، غير انه لن يكون متحررا من الاحراجات التي تمارس عليه، وقد بعضها من مراتب عليا.. لكنه قادر على التغلب عليها من خلال فتح الملعب امام الجميع، فمن يستحق الفوز دون مساعدته هو عنصر فعال سيخدمه بلا ريب. رسائل مهمة.. اتمنى ان يلعب الشيخ العيسي دور المتفرج، ويدع الكل يصارع من اجل ان يكون عضوا بمجلس الإدارة، فهو من خلال قدراته المالية وعلاقاته الواسعة وثقة الاندية به، ليس محتاجا لأن يدعم أحدا من المتقدمين… بقدر احتياجه لشخصية قادرة على فعل شيء.. فلو اراد اتحادا قويا فليدع الاقوى يصل من غير مساعدة. للمندوبين نقول لهم الصوت امانة في أعناقكم ولا تظنون انها كرة لا يسأل الله عن أحوالها، لن يكون فوق رؤوسكم رقيب وانتم تسطرون ورقتكم الانتخابية، فقط رقيب وحيد هو الله جلت قدرته، فاستحيي منه وأنت تخدع الملايين بانتخابك من لا يستحق، وثق انه سيحبط عملك السيئ باختيارك الخاطئ . على وسائل الاعلام ان تجعل من الانتخابات وما تفرزه فاتحة خير، بحيث تجب ما قبلها، ويكون الانتقاد مبنيا على تطبيق الوعود الانتخابية للرئيس والأعضاء، والحكم عندها للشارع الرياضي، فهو القادر على التمييز بين الوعود من اجل التنفيذ وبين الوعود من اجل الفوز.. نبارك مقدما للشيخ العيسي ولكل من يحالفه التوفيق، وحظ أوفر للبقية في المرات القادمة.