إنتهى موسم البوندسليجا المشوق بفوز دورتموند بلقبه الثاني على التوالي بعد صراعٍ كبير مع العملاق البافاري حسمه أبناء المدرب الشاب يورجن كلوب لصالحهم في الجولات الأخيرة، ورافق شالكه وجلادباخ عملاقي المقدمة إلى دوري الأبطال بينما سيلعب كلٌ من ليفركوزن، شتوتجارت وهانوفر في الدوري الأوروبي بالموسم القادم، في الوقت الذي هبط كلٌ من كولن، هيرتا بيرلين وكايزرسلاوتون. وتألق خلال منافسات هذه النسخة الكثير من اللاعبين الذين أمتعوا محبي الكرة الألمانية على مدار الجولات ال-34، ومنهم الكثير من الوجوه الجديدة التي عوُدتنا البوندسليجا أن تكون رائدة في إلقاء الضوء عليها، كما كان هناك أسماء أخرى اعتيادية وكلاسيكية ممن قدمت وكما عودتنا المستويات العالية. وسنلقي الضوء بهذا التقرير على أبرز 10 لاعبين تميزوا بالدوري الألماني هذا الموسم حسب اختيارات محرري القسم الألماني، مع إفساح المجال للقراء حتى يختاروا الأفضل من بينهم، وهذه الأسماء العشرة هي: ملاحظة: ترتيب الأسماء عشوائي ولا يعكس أي أفضلية لأي من اللاعبين على الآخر. شينجي كاجاوا – بوروسيا دورتموند لعب 31 مباراة – أحرز 13 هدف – صنع 9 أهداف الياباني أذهل أوروبا بكاملها هذا الموسم، فمتوسط ميدان دورتموند الهجومي المطلوب بقوة من مانشستر يونايتد وأرسنال قدم موسماً أقل ما يمكن القول عنه أنه خرافي، الساموراي كان أحد أبرز الأسباب التي أدت لتتويج أسود الفستفالين بلقب البوندسليجا الثاني حيث سجل 13 هدفاً وصنع 9 تمريرات حاسمة لزملائه. وكان كاجاوا حاضراً بقوة في جميع المواعيد الكبرى، فمن منا سينسى ما فعله بنهائي الكأس عندما سجل هدفاً وصنع آخر في أوقات مصيرية من المبارة الذي أذل بها العملاق الأصفر بايرن ميونيخ بالخمسة. ماركو ريوس – بوروسيا دورتموند لعب 32 مباراة – أحرز 18 هدف – صنع 12 هدف نجم نجوم مونشجلادباخ صاحب ال-23 سنة المنتقل إبتداءاً من الموسم القادم إلى دورتموند، هو أحد أبرز المواهب الألمانية في البوندسليجا حالياً، ومن المرجح أن يعطى دوراً كبيراً مع المانشافت باليورو القادم. لاعب خط الوسط ذو الميول الهجومية ومن خلال إحرازه ل-18 هدف وصناعته ل-12 آخرين قاد فريقه هذا الموسم للتألق بشدة على الساحة الألمانية، حيث قارع جلادباخ كبار الدوري الألماني واستطاع بنهاية الموسم الحلول في المركز الرابع، لينتزع بذلك البطاقة الألمانية الرابعة المؤهلة إلى دوري الأبطال للموسم القادم. فرانك "بلال" ريبيري – بايرن ميونيخ لعب 32 مباراة – أحرز 12 هدف – صنع 12 هدف رغم خروج العملاق البافاري خالي الوفاض على الصعيد المحلي كما الأوروبي، إلا أن العديد من لاعبي الفريق تألقوا بشدة خلال هذا الموسم وكان أبرزهم الجناح الموهوب فرانك "بلال" ريبيري. فالفرنسي قدم هذه السنة أجمل مواسمه بالبوندسليجا على الإطلاق وذلك منذ قدومه للأليانز أرينا صيف عام 2007، حيث استطاع اللاعب تسجيل 12 هدفاً وصناعة نفس العدد من التمريرات الحاسمة ليعيد تلميع صورته كأحد أفضل الأجنحة على الصعيد العالمي في زمننا. ماتس هوملز – بوروسيا دورتموند لعب 33 مباراة – أحرز هدف – صنع هدفان صخرة الدفاع الأقسى في ألمانيا وأحد أكثر اللاعبين المطلوبين بأوروبا، لاعب بروسيا دورتموند قدم موسماً ممتازاً شكل به وبالتعاون مع زميله الصربي سوبوتيتش سداً منيعاً بوجه كل منافسي أسود الفستفالين، وأثبت هذا الثنائي الدفاعي أنه ليس فقط الأفضل بألمانيا بل حتى أحد الأفضل باوروبا والعالم. هوملز صلب جداً بالخلف ويمتلك فنيات كبيرة بالعرقلة وقرائة تحركات مهاجمي المنافس، كما أنه ممتاز بالألعاب الهوائية، بالاضافة إلى أن صاحب ال-23 عاماً من العمر يتمتع بقدرات جيدة في التحكم بالكرة والتمرير بالنسبة لقلب دفاع. كلاس يان هونتلار – شالكه لعب 32 مباراة – أحرز 29 هدف – صنع 8 أهداف استطاع شالكه نفض غبار الموسم المخيب محلياً(أكيد ليس أوروبياً) الذي عاشه السنة الماضية حيث كان قريباً جداً من مناطق الهبوط مع نهاية البوندسليجا وحل بالمركز ال-14. وأحد أهم العوامل التي أدت إلى ثورة الأزرق الملكي هذه كان تألق مهاجمه الهولندي الموهوب جداً كلاس يان هونتيلار وتصدره للائحة هدافي الدوري ب-29 هدفاً بالتمام والكمال، كما أنه ساهم بعملية التنشيط الهجومي بشكلٍ كامل لفريقه حيث استطاع وضع اسمه على لائحة مرري الكرات الحاسمة في 8 مناسبات. روبير ليفاندوفاسكي – بوروسيا دورتموند لعب 34 مباراة – أحرز 22 هدف – صنع 9 أهداف ما دمنا نتحدث عن المهاجمين المميزين فلا يمكن أبداً ان ننسى هدَاف دورتموند الأول ليفاندوفاسكي، فالبولندي قدم بدوره موسماً خيالياً واستطاع اقصاء باريوس وفرض نفسه مكانه في التشكيل الأساسي لفريق المدرب كلوب، وتمكن نجم أسود الفستفالين من احراز 22 هدفاً و9 تمريرات حاسمة خلال رحلة فريقه للاحتفاظ بدرع الدوري. والأهم أن ليفاندوفاسكي كان دائم الحضور وتألق بالمباريات المصيرية حيث سجل هدف الفوز لفريقه بمواجهة البافاري في المباراة التي حسمت الدوري بالجولة ال-30، ومن ثم دك حصون البافاري بثلاث أهداف كاملة بنهائي الكأس. توني كروس – بايرن ميونيخ لعب 31 مباراة – أحرز 4 أهداف – صنع 9 أهداف يقولون مصائب قومٍٍ عند قومٍ فوائد، ولكن بالنسبة للبايرن هذا الموسم فمصيبة إصابة شفاينستايجر طويلة الأمد ولو أنها أثرت كثيراً على توازن الفريق، إلا أنها شكلت فائدة كبيرة للنادي وهي تفجر قدرات ومواهب لاعبه الشاب الواعد جداً "توني كروس"، فمتوسط الميدان إبن ال-22 عاماً فرض نفسه بقوة على معادلات هاينكس للفريق الأول، وأظهر للجميع أنه أصبح بالفعل لاعباً على مستوى عالٍ جداً وبأن مستقبل صناعة اللعب في البايرن والمنتخب اللألماني في أمان كبير طالما هو موجود. ولقد استطاع كروس وبخلال-27 مباراة بدئها كأساسي إهداء 9 تمريرات حاسمة لزملائه وإحراز 4 أهدف، أما أبرز مبارياته فكانت عندما قدم أدائاً راقياً جداً أمام عملاق بحجم ريال مدريد بإياب نصف نهائي دوري الأبطال بالبرنابيو بالذات. مارك أندريه تير شتيجن – بوروسيا مونشجلادباخ لعب 34 مبارا بعمر 19 سنة فقط فحارس مرمى مونشجلادباخ هو أصغر اللاعبين على هذه اللائحة، تير شتيجن تألق بشدة منذ بداية الموسم وفرض نفسه كخيار أساسي بحسابات مدربه فافر، وأدى بشكلٍ راقٍ بكامل مراحل الموسم الذي أثبت فيه عن قدرات مميزة جداً بعملية قرائة اللعب، ردود الفعل الرهيبة والسرعة الكبيرة مما يجعله يستحق عن حق لقبه ك"كان" الجديد، ويؤكد أنه بالفعل أعظم مواهب حراسة المرمى الناشئة في العالم الآن. وهذا المستوى الخرافي الذي ظهر به اللاعب لم يغب عن أنظار مدرب المنتخب الألماني السيد يواكيم لوف، الذي استدعاه مؤخراً ليكون أحد عناصر تشكيلة المانشافت الأولية تحضيراً لكأس الأمم الأوروبية الشهر القادم. لوكاس بيتشيك – بوروسيا دورتموند لعب 32 مباراة – أحرز 4 أهداف – صنع 8 أهداف لوكاس بيتشيك: "هو أحد أهداف ريال مدريد في الصيف"، عبارة كافية لتعطي فكرة عن قيمة لاعب بوروسيا دورتموند البولندي، فصاحب ال-26 عاماً يعتبر مثالاً للظهير الأيمن العصري المثالي حيث يتمتع بامكانيات دفاعية كبيرة، ويتميز بنفس الوقت بسرعة ومهارات هجومية واضحة مما يخوله دعم الجبهة الهجومية اليمنى لفريقه بشكلٍ كامل، وتشكيل تهديد وخطر دائم على دفاعات المنافس. وما يؤكد تألق بيتشيك الهجومي هو ال-8 تمريرات حاسمة والأربع أهداف التي سجلت بإسمه هذا الموسم. لارس بيندر – باير ليفركوزن لعب 27 مباراة – أحرز 4 أهداف – صنع 4 أهداف التوأم بيندر هم أحد أشهر التوائم على الساحة الكروية حالياً، لكن هذا الموسم ورغم تألق سفين وفوزه بالدوري المحلي مع أسود الفستفالين، إلا أن الأكثر تميزاً وتأثيراً على فريقه بالبوندسليجا هذا الموسم كان الأخ الآخر الأقل شهرةً ربما عند القارئ العربي وهو لارس بيندر. فلاعب الارتكاز الشاب استطاع ورغم صغر سنه الذي لا يتجاوز ال-23 سنة أن يقود خط وسط الليفر ويشكل قلبه النابض، بالاضافة إلى أهميته القصوى بمساندة الدفاع حيث كان المجهض الأول لعملية بناء هجمات الخصوم من المنتصف، وأيضاً يحسب للاعب في ظل لعبه بمركز الوسط المتأخر تسجيله لأربع أهداف وصناعته لأربعة آخرين. هذه الأسماء العشرة هي أكثر من تألقت هذا الموسم في البوندسليجا ولكن هذا لا يمنع أن العديد من اللاعبين الآخرون قدموا آدائاً جيداً ويستحقون الإشادة والتنويه وأبرزهم: لوكاس بودولسكي(كولن): تألق بشدة في القسم الأول من الموسم وقاد فريقه إلى إنهاء مرحلة الذهاب بالجزء الأعلى من الترتيب، لكن تراجع أداء نجم المانشافت بعض الشيء بالجزء الثاني من الموسم، مما أثر على فريقه وساهم بهبوطه للدرجة الثانية، سجل بالمجمل 18 هدفاً وصنع 7 لزملائه. ماريو جوميز(بايرن ميونيخ): البومبر الذي حظي بانطلاقة موسم نارية سجل 26 هدفاً بالمجمل في البوندسليجا، لكن عيب عليه غيابه بالمباريات الكبرى وتراجع معدله التهديفي في الجولات الأخيرة. ماريو جوتسه(دورتموند): ميسي ألمانيا قدم مستوى خيالي قبل إصابته في يناير، وبخلال ال-14 مبارات التي بدأهم كأساسي استطاع تسجيل 6 أهداف وتمرير 5 كرات حاسمة. أسماء أخرى تستحق الذكر: هولجير باديستوبير(بايرن ميونيخ) – دانتي (مونشجلادباخ) – كوبا (دورتموند) – مانويل نوير(بايرن ميونيخ)- خوان أرانجو(جلادباخ) – آرين روبن(بايرن) – كلاوديو ييتزارو(فيردير بريمن) – فيليب لام(بايرن) – راؤول(شالكه).
