أعادت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة تزكية الشيخ العيسي رئيساً للاتحاد للمرة الثالثة توالياً وذلك على غرار الانتخابات الرئاسية العربية التي يكون فيها الرئيس هو المرشح الوحيد وفي أحسن الأحوال يتم اختيار شخصية كرتونية لتكون منافسة له أمام الرأي العام ويتم تنفيذها على طريقة الأفلام الهندية ولكن هذه المرة بإخراج يمني سيئ. أعتقد أننا لم نكن بحاجة إلى هذه المهزلة المسماة انتخابات طالما والأمور حسمت فرئيس اللجنة التحضيرية هو أمين عام اتحاد الكرة وأعضاء اللجنة هم أعضاء الاتحاد ومن سمح لهم بالترشح في الفروع هم نفس الأشخاص المحسوبين على الشيخ الرئيس وبالتالي فإنفاق هذه الأموال الطائلة عبث وفساد، وكان الأجدى أن يتم توفيرها للإنفاق على كرة القدم اليمنية التي تعاني من الفاقة والعوز بينما يتم إنفاق هذه الأموال الطائلة على مهازل من هذا النوع تكرس تخلفنا الكروي والرياضي . ومن الأشياء التي سمعناها خلال التحضير لهذه المهزلة أن العيسي لديه النية لتغيير وتصحيح المسار للاتحاد، لكن ما جرى يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يملك القدرة على التغيير ففاقد الشيء لا يعطيه وأمور الاتحاد بيد آخرين يتحكمون فيه كما يريدون وهذا ما لمسناه من خلال إعادة تعيين بعض الأشخاص الذين يعتبرون سببا رئيسيا لما وصلت إليه كرتنا من وضع سيئ، وربما أن هذا من باب المكافأة على دورهم في إخراج هذا الفيلم الكارثة وما أطلق عليه انتخابات التي بلا شك أن نتيجتها ستكرس فشل كرة القدم اليمنية خلال المرحلة المقبلة وربما لسنوات طويلة، ولو كانت لدى هذا الرجل القدرة أولاً والنية الصادقة ثانياً لكان استفاد من كوادر مثل أبو علي غالب والدكتور عادل عمر وغيرهما الكثير من الكفاءات التي تم إسقاطها عمداً لتكون على الهامش بينما ظل متمسكاً بكل الفاشلين. ومن ثم هل يحق لنا أن نتساءل أين دور وزارة الشباب والرياضة ووزيرها المغرم بالقانون وتطبيق اللوائح أم أن غرامه هذا ينطبق على المساكين والضعفاء فقط ؟ وهل حضور الوزير هذه المهزلة بمثابة إعطاء الشرعية لهذا الاتحاد الكسيح الذي دمر كرة القدم اليمنية؟ وأين دور وزارة الشئون الاجتماعية ومندوبيها سواء في المحافظات أو في المركز الرئيسي؟ ثم ألا تعرفون جميعاً أن إعادة تزكية العيسي رئيساً للمرة الثالثة بمثابة الكارثة على الرياضة اليمنية وخاصة كرة القدم التي شهدت في عهده تدهوراً كبيراً إلى حد وصلت فيه إلى أسوأ مركز في تصنيف الفيفا وأصبحت الكرة اليمنية ملطشة حتى لأصغر المنتخبات الكروية التي لم تكن تجرؤ على الظهور لكنها تجرأت بسبب منتخبنا. ما جرى وما شاهدناه وتابعناه في هذا الفيلم الهندي يدل على أننا مازلنا بعيداً عن العالم وبالتالي فإننا لم ولن نتقدم خطوة واحدة أو نتطور في ظل وجود مثل هؤلاء الناس الذين تسلطوا على أمور رياضتنا ودمروا كل ما هو جميل فيها وطالما لم نجد عاقلاً أو رشيداً لينقذ الرياضة والبلد منهم فسنظل ننتظر وعلى الشباب والرياضيين البحث عن مهنة أخرى حتى ينتهي هذا الفيلم الهزلي . اليمن اليوم