أوضح تقرير حقوقي صادر عن منظمة "حق" للدفاع عن الحقوق والحريات، أن حصيلة الضحايا المدنيين جراء المواجهات المُسلحة في محافظة عدن، خلال الفترة 7 – 11 أغسطس 2019، بلغت 16 قتيل، بينهم امرأة وطفلين، و25 جريح بإصابات بين بسيطة وطفيفة، في إحصائية غير نهائية، وبينت عملية الرصد الميداني أن سقوط معظم الضحايا المدنيين كان في مديريتي كريتر ودار سعد، في تاريخ 8 أغسطس. وذكر التقرير الحقوقي أن حصيلة ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت معسكر الجلاء في مديرية البريقة، مطلع أغسطس الماضي، بلغت 17 قتيل و18 جريح بإصابات متفاوتة، وحصيلة العملية الإرهابية الأخرى التي تزامنت معها، في مركز الشرطة في مديرية الشيخ عثمان، بلغت 13 قتيل و17 جريح، بينهم ثلاثة مدنيين، كما وصف التقرير العام 2016 بالأكثر عنف ودموية في محافظة عدن، من ناحية الهجمات الانتحارية للتنظيمات المتطرفة، حيث بلغت حصيلتها 322 قتيل (201 من طالبي التجنيد) و177 جريح بإصابات متفاوتة. جاء ذلك في استعراض لمحتوى التقرير الحقوقي المعنون "أحداث أغسطس 2019 في محافظة عدن.. وجذور مكافحة الإرهاب منذ 2015"، خلال مؤتمر صحفي أقامته منظمة "حق" للدفاع عن الحقوق والحريات؛ لإشهار التقرير، حضره ممثلي منظمات المجتمع المدني وباحثين وأكاديميين ونشطاء، وعدد من الإعلاميين. وفي كلمة لرئيس منظمة حق الخضر الميسري تطرق إلى مراحل انتاج التقرير، من عمليات جمع ورصد وتوثيق البيانات والمعلومات التي تضمنها التقرير، والأساليب المتنوعة في إعداده بين العمل المكتبي والتحليل والنزول الميداني، واجراء مقابلات مع الضحايا وذويهم والجهات ذات العلاقة، وكذا توثيق الشواهد والأدلة، وأضاف قائلًا: "أن التقرير يقدم مادة معرفية، بما يوفره من قاعدة بيانات مبنية على الرصد من أرض الواقع، ويعرض صورة واضحة عن حقيقة ما جرى، من ناحية النشاط الإرهابي وعمليات مكافحته منذ عام 2015". اُفتتحت أعمال المؤتمر الصحفي بمداخلات رئيسية، بدأها أستاذ علم الاجتماع ورئيس مركز مدار للدراسات الاستراتيجية دكتور فضل الربيعي، حيث تناول أهمية دور المنظمات الحقوقية في دعم القضية الجنوبية ووضع انتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب منذ عام حرب 94م، وتحدث الباحث السياسي محمد ناصر العولقي، عن البناء الفني والمقاربة الموضوعية للتقرير وأهمية محتوياته وغزارة المعلومات الواردة فيه، كما ألقى نائب مدير التوجيه المعنوي في إدارة أمن محافظة لحج زاهي النفيلي، كلمة بعنوان "نعم لبلد يسوده الأمن". واُختتمت أعمال المؤتمر الصحفي بفتح باب النقاش أمام الإعلاميين والحضور، والرد على الأسئلة والاستفسارات حول التقرير، وأشارت التعقيبات والإضافات في مجملها إلى إيجابية محتوى التقرير، وصياغته بمهنية وموضوعية، وأهمية ما حمله من معلومات وإحصائيات، مؤكدةً على أن الإرهاب آفة يجب مكافحتها، وأن وجود علاقات مشبوهة مع تنظيمات إرهابية ودول داعمة لها، صار يشكل خطرًا مضاعفًا، لا يضر بالبلاد وشعبها فقط؛ بل بأمن واستقرار المنطقة والعالم بشكل عام، كما قدر المشاركون عاليًا جهود القوات الجنوبية وفي مقدمته قوات الحزام الأمني ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال مكافحة ومحاربة الإرهاب. أصدرت منظمة "حق" للدفاع عن الحقوق والحريات، التقرير الحقوقي "أحداث أغسطس 2019 في محافظة عدن.. وجذور مكافحة الإرهاب منذ 2015"، باللغتين العربية والإنجليزية، وتضمن التقرير العديد من العناوين الرئيسية المتعلقة بنشاط الإرهاب في الجنوب وعمليات مكافحته، لعل أبرزها: الإرهاب والتنظيمات المتطرفة(حواضن وتمدد ومحطات)، الاعتداءات المُسلحة لمليشيات الحوثيين وحلفائها، الهجمات الانتحارية للتنظيمات المتطرفة منذ عام 2015، وكذا الأحداث المُسلحة التي شهدتها محافظة عدن في أغسطس 2019، كما حوى التقرير وثائق متعلقة بعمليات إرهابية، وعرض جانب من المقابلات مع أهالي ضحايا ومتضررين، وتعتزم منظمة "حق" إصدار تقارير حقوقية عن نشاط الإرهاب وعمليات محاربته في المحافظات الجنوبية. يُذكر أن "حق" للدفاع عن الحقوق والحريات.. منظمة أهلية طوعية مستقلة، تأسست عام 2009، وتنشط في النطاق الجغرافي للمحافظات الجنوبية، والمناطق المضطربة في عموم البلاد، وتعمل في مجال الحماية ورصد الانتهاكات ومخالفات حقوق الإنسان، من خلال النزول الميداني؛ لجمع المعلومات والتحقق منها وتوثيق ورصد الوقائع، وإعداد التقارير الحقوقية حول الجرائم الجسيمة وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
