في مثل هذا اليوم من العام الماضي ظهر النجم برونو فرنانديز لأول مرة بقميص مانشستر يونايتد وتحديداً في المباراة ضد وولفرهامتون وانتهت بالتعادل السلبي دون أهداف، ضمن منافسات الجولة 25 من الدوري الإنكليزي الموسم الماضي.. بعد مرور عام على ظهوره الأول في الشياطين الحمر، أصبح البرتغالي برونو فرنانديز نجم مانشستر يونايتد الأول، وواحد من أفضل اللاعبين في أوروبا، ولكن في عام 2012 كان الأمر مختلف كليًا. لم تكن هناك طواقم تصوير إعلامية عندما حزم فرنانديز ذو الوجه الطفولي حقائبه وغادر البرتغال متوجهاً إلى إيطاليا منذ ما يقرب من تسع سنوات، كان نادي نوفارا آنذاك وجهة لاعب خط الوسط غير المعروف. وجهة محفوفة بالمخاطر لم يكن أحد يعرف أنها ستكون بوابته للنجومية. نوفارا، وهو نادٍ مقره في منطقة بيدمونت شمال غرب إيطاليا، اتصل باللاعب البالغ من العمر 17 عامًا، عن طريق مدير الكرة السابق في النادي ماورو بورغيتي، الذي أكد في ذلك الوقت إنهم اختاروا التوقيع مع فرنانديز من نادي بوافيستا البرتغالي: "للاستثمار من أجل المستقبل". النادي الذي ينشط الآن في دوري الدرجة الثالثة قال عبر مدير الكرة في فريق رجاله الأول: "الموسم السابق كان نادينا في دوري الدرجة الأولى ولكنه هبط إلى دوري الدرجة الثانية، لذلك اتخذنا قرارًا باستثمار بعض الأموال في بعض المواهب الأجنبية". وأضاف بورغيتي "كان برونو فرنانديز في هذه القائمة وبسبب مهاراته الفنية وقيمته - عرفنا قيمته أكثر بعد قدومه - قررنا إجراء مسح لهذا اللاعب وزيارته". وتابع الرجل "في صباح أحد أيام السبت، سافرت برحلة إلى البرتغال لمشاهدة مباراة لفريق بوافيستا تحت 19 عامًا. لقد أذهلني بالخصائص التي أظهرها حينها، على الرغم من أنه لم يتألق كثيرًا في تلك المباراة. لكني تمكّنت من رؤية مهاراته وشخصيته وإبداعه ". شق فرنانديز طريقه الخاص إلى مسرح الأحلام أولد ترافورد، بعد أن لعب أيضًا مع أودينيزي وسمبدوريا وسبورتينغ. قال بورغيتي: "كان وضع برونو غريبًا، إذ لم يكن يلعب في أحد الأندية البرتغالية الكبرى التي تتمتع بشعبية وقوة مالية ويمكنها أن تجعل المواهب الشابة تنمو في البلاد، فقد كان يلعب في نادي بوافيستا تحت 19 عامًا، وهو ناد هبط في الدرجة الثالثة في ذلك الوقت. وتابع "كان ينتظر فرصته للتألق. نوفارا، النادي الإيطالي، وإن كان في دوري الدرجة الثانية في ذلك الوقت، كان ما ينتظره برونو. لذلك لم يكن من الصعب الاتفاق معه ولم يستغرق برونو وقتًا طويلاً لمنحنا الضوء الأخضر للمجيء". وقع فرنانديز في البداية مع فريق شباب نوفارا، وكان له تأثير فوري في Stadio Silvio Piola، حيث تعلم اللغة الإيطالية بسرعة. سجل الشاب البرتغالي أربعة أهداف في 23 مباراة ليحتل نوفارا المركز الخامس في موسم 2012-2013 بالدوري قبل أن يخسر أمام إمبولي في التصفيات التمهيدية. وتابع بورغيتي: "برونو رجل ذكي للغاية لذا استقر في نوفارا على الفور، وخلال 10 أيام بدأ التواصل مع المجموعة باللغة الإيطالية، وهذا مثال على ذكائه. وقد ساعده هذا كثيرًا كونه الأجنبي الوحيد في فريق إيطالي بالكامل. ساعده ذلك على المشاركة بشكل أسرع، فقد أجبر أساسًا على التحدث باللغة الإيطالية". وأضاف بورغيتي: "كفتى أجنبي كان من المفترض أن يأخذ وقته للاستقرار، لم نتوقع أن يستقر بهذه السرعة عندما بدأنا نعرف إنه لاعب جيد، اعتقدنا أنه يمكن أن يذهب مباشرة إلى الفريق الأول". وتابع بورغيتي يروي قصة الشاب البرتغالي"في الواقع، بقي ستة أشهر فقط في تشكيلة نوفارا تحت 19 سنة. ثم لعب الجزء الثاني من الموسم في الفريق الأول، وأخذ الفريق إلى المباراة الفاصلة للصعود إلى دوري الدرجة الأولى". بعد أن تجاوز التوقعات في نوفارا، تقدّم فرنانديز بسرعة للعب إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أولاً مع أودينيزي قبل الانضمام إلى سامبدوريا بعد ذلك بثلاث سنوات في 2016. عام 2017، عندما عاد إلى وطنه، وبدأ بالاستحواذ على انتباه نخبة الأندية في أوروبا. سجل فيرنانديز 64 هدفًا في 137 مباراة مع سبورتينغ وكانت هناك شائعات عن اهتمام ريال مدريد وتوتنهام به، ولكن بعد أشهر من التكهنات، توصل يونايتد أخيرًا إلى صفقة استقدام اللاعب بقيمة 47 مليون جنيه إسترليني العام الماضي. أظهر البرتغالي معدنه الكروي في أبهى صورة مع يونايتد حيث ساهم في 45 هدفًا ضمن جميع المسابقات، أكثر من أي لاعب آخر مع فريق في الدوري الإنكليزي الممتاز في سنة ميلادية. لعب برونو منذ قدومه مع الشياطين الحمر 53 أقل بمباراة واحدة فقط عن الكابتن هاري ماغواير.
أنهى فرنانديز عام 2020 بفوزه بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنكليزي للمرة الرابعة، ليصبح أول لاعب يفوز بها أربع مرات في سنة ميلادية. وقد عادل رقم بول سكولز وكريستيانو رونالدو في يونايتد وهو على بعد مرة واحدة من الوصول لواين روني وروبن فان بيرسي اللذان فازا بها 5 مرات ودائماً الحديث عن لاعبي يونايتد وجائزة لاعب الشهر. صفقة قدوم فيرنانديز كانت نقطة تحول كبيرة في فرق الشياطين الحمر، فقد شارك اللاعب بشكل مباشر في 33 هدفًا ضمن أول 35 مباراة (19 هدفًا، 14 تمريرة حاسمة)، وهو رقم لم يتفوق عليه سوى أندي كول (41) في تاريخ الدوري الإنكليزي.