أيام قليلة تفصل جماهير الساحرة المستديرة، عن نهائي مونديال قطر 2022، بين فرنساوالأرجنتين، على ستاد لوسيل. وكي تفوز بلقب المونديال، تحتاج لاستغلال أكبر نقطة قوة تميز فريقك، وهذا ما استخدمه ديدييه ديشامب مدرب الديوك، في مونديال روسيا 2018 والنسخة الحالية 2022، ويسعى لتكراره ضد الأرجنتين للحفاظ على لقب كأس العالم. إننا نتحدث عن الاعتماد على "الكرة القبيحة" التي يفضلها ديشامب، بغض النظر عن كتيبة النجوم المتواجدة تحت تصرفه في المنتخب الفرنسي. ولعل ديشامب يترك المبادرة للمنافس متطوعًا في أوقات كثيرة من المباريات، وهذا قد يجعلنا نرى منتخبات مثل إنجلترا والمغرب تتفوق في إحصائيات المباراة على الديوك، لكننا نجد النتيجة في النهاية ترجح كفة فرنسا. الجيل الذهبي لم ينجح ديشامب في كسب ثقة جمهور الديوك أو محبي الكرة الفرنسية على مستوى العالم قبل انطلاق مونديال 2018. وكانت الأغلبية تتذكر خسارة ديشامب للقب يورو 2016 على أرض فرنسا، في الأمتار الأخيرة لصالح البرتغال التي فقدت خدمات كريستيانو رونالدو في المباراة النهائية بسبب الإصابة. وكان ذلك بمثابة عبء إضافي على ديشامب قبل انطلاق مونديال روسيا، حيث كان الجميع يتحدث عن امتلاك فرنسا لجيل ذهبي في كل خطوطه قادر على حكم العالم، ولكن ينقصه فقط المدرب الخبير. وابتعد الأمر لدرجة تصنيف بدلاء فرنسا بأنهم قادرون على حصد لقب المونديال، مما يعني أن ديشامب لا يملك أعذارًا إذا عاد إلى باريس دون الكأس. ونجح ديشامب في مهمته لكن عبر استغلال "الكرة القبيحة" التي قد لا تمتع الجمهور لكنها تأتي بالنتائج المرجوة.. ويمكننا القول إنها أيضًا سبب تأهل الديوك إلى نهائي 2022، لكن هذه المرة دون مفاجآت للجمهور الذي أدرك أنها أقصر طريق إلى النجاح. شبح زيدان ربما عدم المغامرة والتحفظ الزائد في أسلوب لعب ديشامب، يرتبط أيضًا بأنه عمل تحت ضغط وجود البديل الكفء، الذي كان بمثابة السكين الذي وضع على رقبته في المونديال السابق والحالي، خاصة أن الاسم المطروح لخلافته لا يرتبط بأي فريق، وتمكن من السيطرة على أقوى بطولة عالمية للأندية لثلاث سنوات على التوالي. ويترشح لهذا المنصب، زين الدين زيدان، الذي جلب لمنتخب فرنسا، اللقب الأول في تاريخها عام 1998، ويشهد العالم بأكمله على إنجازه الاستثنائي رفقة ريال مدريد، و"الكرة الجميلة" التي قدمها مع الميرنجي.